اضطرت امس المنظمات الدولية الى اعلان عجزها، عن مواجهة خطر المجاعة في جنوب السودان، بسبب عدم تمكنها من الوصول الى المناطق المهددة، بسبب العنف المستشري، والذي يتعذر السيطرة عليه، وذلك بعد أسبوعين على تحذير الاممالمتحدة. ونبهت ثلاث من منظمات الأممالمتحدة، هي منظمة الاممالمتحدة للطفولة (يونيسف)، ومنظمة الزراعة والتغذية (فاو)، وبرنامج الغذاء العالمي (بام)، في أواخر اكتوبر الماضي من أن اكثر من 300 الف شخص قد يموتون من الجوع في جنوب السودان، اذا لم تتوفر المساعدة العاجلة. ورغم اتفاق السلام الموقع في 26 اغسطس، لم تتوقف المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين، وتتهم المنظمات الدولية الطرفين بعرقلة وصول المساعدات. ويشهد جنوب السودان منذ ديسمبر 2013 حرباً اهلية بين الجيش النظامي، الموالي للرئيس سالفا كير، وتمرد يقوده النائب السابق للرئيس ومنافسه رياك ماشارإ وتقول منظمة اطباء بلا حدود غير الحكومية، ان «الازمة الانسانية في جنوب ولاية الوحدة (شمال) واسعة على نطاق غير مسبوق»، وتترافق مع «اعمال عنف متكررة وتستهدف»المدنيين»، وقالت انها «لم تلاحظ من قبل هذا المستوى من العنف والوحشية». ورغم أن حالة المجاعة لم تعلن رسميا في جنوب السودان، يجتاز هذا البلد الوليد كما تقول الاممالمتحدة، اسوأ فترة منذ بداية نزاع تميز بارتكاب الطرفين مجازر عرقية وعمليات قتل واغتصاب نساء وأطفال وتعذيب وتهجير قسري وتجنيد أطفال. وأسفرت المعارك والأعمال الوحشية عن آلاف القتلى وادت خلال سنتين الى تهجير اكثر من 2،2 مليون شخص، اي ربع السكان تقريباً.