وجهت الإدارة الروسية أمس، لطمة قوية إلي مسئولي المخابرات الأمريكية والحكومة البريطانية الذين يحاولون استباق نتائج التحقيقات في حادث سقوط الطائرة الروسية بشمال سيناء، ويزعمون وجود «شعور مؤكد» بأن الطائرة سقطت بفعل تفجير قنبلة علي متنها زرعها تنظيم «داعش» الإرهابي بداخلها أثناء تواجدها في مطار شرم الشيخ. وصف «الكرملين» هذا الحديث بأنه «مجرد تكهنات»، وأكد المتحدث الرسمي باسم البرلمان الروسي ان رحلات الطيران الروسية من وإلي شرم الشيخ لن تتوقف، بينما اتهم برلماني روسي لندن بمحاولة تسييس القضية بسبب التدخل الروسي في سوريا. وفي القاهرة فند وزير الخارجية سامح شكري المزاعم البريطانية، ووصف إجراءات تأخير إقلاع الطائرات البريطانية من شرم الشيخ والإعلان عن إجراءات عاجلة لإعادة السياح البريطانيين إلي بلادهم بأنها «مثيرة للاندهاش» و«تعد استباقاً لنتائج التحقيقات»، وتم اتخاذها بشكل منفرد واتخذت دون التشاور بشأنها مع مصر. كما وصف مصدر قضائي محاولات استباق نتائج التحقيقات بأنها تربص واضح بمصر، مؤكداً أن فرضية تفجير الطائرة بقنبلة لم تثبت حتي الآن. في موسكو.. اعتبر الكرملين، ان السيناريوهات المختلفة بخصوص تحطم طائرة إيرباص الروسية في سيناء ليست إلا «تكهنات»، وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي ان «جميع الروايات حول ما حدث وأسبابه ينبغي ان تصدر عن المحققين، ولم يرد أي إعلان من المحققين حتى الساعة»، مضيفا ان «جميع التفسيرات الأخرى ليست إلا تكهنات». وأضاف «في حال وجود معلومات أكثر جدية نأمل ان يقدمها من يملكها للتحقيق»، ملمحا إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة اللتين اعتبرتا انه من المحتمل ان يكون انفجار عبوة سبب تحطم الطائرة. وأشار ديمتري إلي أن «الطائرات الروسية ستواصل الطيران من وإلى شرم الشيخ، رغم قرار بريطانيا وإيرلندا وقف الرحلات». ومن ناحية أخري، قال رئيس لجنة الشئون الدولية في البرلمان الروسي قنسطنطين كوساتشيف، في تصريح أمس لوكالة «نوفوستي» للأنباء إن قرار بريطانيا بإيقاف الرحلات الجوية من منتجع شرم الشيخ المصري إليها، نابع من معارضتها لتحركات روسيا في سوريا، معتبرا ذلك القرار «معارضة جيوسياسية لتحركات روسيا في سورية». وكانت لندن قد علقت مساء أمس الأول «احترازيا» الرحلات بين شرم الشيخ والمملكة المتحدة، بدعوى كشف «معلومات جديدة»، تدعم نظرية العبوة، كما أعلنت انها تسعى إلى إعادة 20 ألف سائح بريطاني من شرم الشيخ إلى بلادهم، في إجراء رفض الكرملين التعليق عليه. وتعقيباً على قرار بريطانيا تعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ، صرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن القرار البريطانى تم اتخاذه بشكل منفرد، ولم يتم التشاور بشأنه مع مصر، على الرغم من الاتصالات رفيعة المستوى التى تمت بين الجانبين قبل ساعات من اتخاذ القرار. وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية، بأن الجانب المصرى قد تفاعل بإيجابية مع الشواغل الأمنية وحالة القلق لدى الجانب البريطانى، وقام بتعزيز الإجراءات الأمنية فى مطار شرم الشيخ، وذلك من منطلق اقتناع مصر بأن تعزيز الإجراءات الأمنية يعد إجراءً مفيداً وإيجابياً بشكل عام، ويتم تفعيله بشكل دورى، وليس مؤشراً لأسباب سقوط الطائرة أو استباقاً بأى حال من الأحوال لنتائج التحقيقات الجارية، والتى تتم بكل شفافية ومهنية وبمشاركة خبراء دوليين. ومن ناحية أخرى، كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية عن اتصال تم بين وزير الخارجية سامح شكرى ونظيره الأمريكى جون كيرى، أكد خلاله «كيرى» أن ما تم تناوله إعلامياً بشأن تقديرات أمريكية لأسباب سقوط الطائرة، لا يعبر عن موقف الإدارة الأمريكية، والتى لم يصدر عنها أى تصريح رسمى فى هذا الشأن. وكان سامح شكري وزير الخارجية قد صرح مساء أمس الأول لشبكة «سي إن إن» الإخبارية من لندن، بأن قرار الحكومة البريطانية بتأخير إقلاع طائراتها من مطار شرم الشيخ لحين وصول فريق أمني بريطاني للتحقق من الإجراءات الأمنية بالمطار، وربط هذا القرار بحادث سقوط الطائرة الروسية مرجحاً انه تم إسقاطها نتيجة تفجير قنبلة علي متن الطائرة، يعد قراراً مثيراً للاندهاش. وأوضح شكري، انه مع تفهم مصر لحالة القلق البريطاني التي قد تكون وراء هذا القرار الاحترازي، إلا أن الحكومة المصرية لم تدخر أي جهد لحماية السائحين المتواجدين علي أراضيها، كما أنها قامت بالإجراءات التأمينية اللازمة لضمان سلامة السائحين، مشيراً إلي ان القرار البريطاني يعد استباقاً لنتائج التحقيقات الجارية، والتي تتم بكل شفافية وبمشاركة خبراء دوليين. وأكد شكري أن الحكومة المصرية سوف تعلن نتائج التحقيقات وإجراءات تفريغ الصندوقين الأسودين فور اكتمالها، وأنه لا يجب القفز إلي أية استنتاجات قبل الانتهاء من تلك العملية. وقال مصدر قصائى مصري: ان استباق نتائج التحقيقات بشأن الطائرة الروسية المنكوبة بوسط سيناء السبت الماضى تربص واضح بمصر. وأشار إلي أن النيابة العامة وكافة مسئولى الدولة يبذلون قصاري جهدهم لكشف أسباب سقوط الطائرة بالتعاون مع الجانب الروسي والخبراء الألمان والفرنسيين. وقال: إن استباق نتائج التحقيقات بوجود قنبلة أو مواد متفجرة أو عيب فى صيانة الطائرة أو غيره كلها احتمالات لم تثبت حتى الآن. وأضاف ان الدولة المصرية اتخذت كافة الإجراءات اللازمة وقدمت كافة التسهيلات إلى جميع الجهات المشاركة مؤكداً أن كوارث سقوط الطائرات تستغرق وقتا طويلا حتى تظهر نتائجها. وشدد أن النيابة العامة ستصدر تقريرًا عن نتائج التحقيق فور الانتهاء من كافة التحقيقات إلى يجريها فريق التحقيق المكون من كل الجهات المعنية. على جانب آخر واصلت أمس نيابة جنوبسيناء بإشراف المستشار محمد عبد السلام تحقيقاتها في واقعة الطائرة المنكوبة. واستمعت النيابة العامة لأقوال كل من اللواء عبدالوهاب علي عبدالوهاب، مدير المطار، وسعيد محمد عبده، مدير عام الملاحة الجوية وهاني حجاج حسين، مدير حركة طيران ssa، وشهاب الدين محسن مراقب جوي وأحمد محمد إبراهيم حافظ رئيس عمليات المطار وأسامة عبدالراضي توفيق مدير محطة مصر للطيران للخدمات الأرضية وأحمد عبد السميع ممثل السفارة الروسية ومحمد سعدي عبد الوارث مدير محطة مصر للبترول. كما استمعت النيابة لأقوال مسئولي برج المراقبة وحركة الطيران حول الطائرة المنكوبة، وهل تم عمل كل الاحتياطات الفنية والأمنية اللازمة للطائرة قبل إقلاعها من المطار أم لا؟ وسألت النيابة حول إجراءات تفتيش الطائرة وتأمينها قبيل إقلاعها والتعامل معها منذ وصولها إلى مطار شرم الشيخ وحتى المغادرة. وكان فريق من الخبراء الايرلنديين انضموا لجهات التحقيق بشأن الطائرة الروسية المنكوبة، وتكون الفريق من 3 خبراء وجاءت مشاركة الجانب الأيرلندي في التحقيقات إعمالا للقوانين الدولية المنظمة للنقل الجوي نظرا لأن الطائرة الروسية المنكوبة مسجلة بأيرلندا. وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قد أعلن لمحطة التليفزيون «سكاي نيوز» أمس ان بريطانيا تعمل مع السلطات المصرية لاتخاذ إجراءات «عاجلة» من أجل إعادة السياح البريطانيين الموجودين حالياً في شرم الشيخ إلي المملكة المتحدة. وكانت لندن قد علقت الرحلات بين شرم الشيخوبريطانيا في إجراء احتياطي بعد تحطم الطائرة الروسية الذي أسفر عن مقتل 224 شخصا في صحراء سيناء، بعدما قالت إنها تخشي ان يكون الحادث نجماً عن انفجار عبوة ناسفة علي متن الطائرة.