تواجه النيجر مخاطر كبرى تهدد بزعزعة استقرارها مع وصول احد ابناء معمر القذافي والعديد من جنرالات الزعيم الليبي الفار الى هذا البلد الساحلي الفقير، وعودة اعداد من المتمردين الطوارق السابقين الذين قاتلوا الى جانبه في ليبيا. وكان الرئيس النيجيري محمدو يوسفو ،الذي تواجه بلاده باستمرار خطر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، حذر في شهر يوليو الماضي من ان الوضع في ليبيا زاد من المخاطر التي تهدد النيجر. وتصاعدت هذه المخاطر في الايام الاخيرة مع وصول العديد من جنرالات القذافي، ثم وصول الساعدي القذافي أمس الاحد الى البلد. واعلن وزير العدل النيجري والمتحدث باسم الحكومة مارو امادو أمس الاحد وصول الساعدي القذافي الى النيجر . واضاف انه "ليس من المستبعد ان يصل الموكب بحلول اليوم الاثنين الى نيامي العاصمة النيجرية. وكان الساعدي اعلن في 31 اغسطس الماضي استعداده لتسليم نفسه واكد في اتصال هاتفي بقناة العربية الفضائية انه "اذا كان تسليم نفسي سيحقن الدماء سأسلم نفسي اعتبارا من هذه الليلة"، مبديا استعداده للتعامل مع الثوار باعتبارهم اخوة. كذلك وصل يوم الجمعة الماضي موكب من 12 سيارة تقل مقربين من القذافي الى اغاديز عاصمة شمال النيجر يواكبه جنود نيجريون. واكدت النيجر انها ستفي بتعهداتها حيال القضاء الدولي في ما يتعلق بالمقربين من القذافي الملاحقين والذين دخلوا اراضيها. وحذر مسئول منظمة غير حكومية تتخذ مركزا لها في اغاديز من ان التحالف بين القذافي وعدد من قادة حركات الطوارق المتمردة سابقا يؤجج مخاطر وقوع هجوم مضاد في ليبيا انطلاقا من شمال النيجر. وقال زعيم سابق للمتمردين الطوارق بين 2007 و2009 ان العديد من المتمردين السابقين عادوا حاملين اسلحة من ليبيا الى النيجر ، يخشى حدوث الاسوأ . وقال ان الاسلحة تنتشر في منطقة آير الجبلية التي طالما شكلت قاعدة خلفية لمقاتلي الطوارق. وقال ضابط في الجيش النيجري متمركز في اغاديز "اننا شبه واثقين من ان المتمردين الطوارق السابقين لم يسلموا ترسانتهم الحربية بالكامل الى السلطات بعد النزاع عام 2009، وانهم يخفون مخزونا ضخما في الصحراء". وأضاف إن القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي التي تبقى متربصة، اغتنمت بالتأكيد الفوضى في ليبيا لتعزيز ترسانتها. ويخشى بعض النيجريين ان تتذرع القوى الغربية بوجود مقربين من القذافي في النيجر للتدخل.