نفت مصادر طبية ما يتردد عن فساد تطعيمات الحصبة التي تقدمها وزارة الصحة، وأكدت المصادر أن كل ما يقال في هذا الشأن مجرد «شائعات كاذبة»، وشددت المصادر على ضرورة تطعيم الأطفال للوقاية من الحصبة التي تصيب 5027 طفلًا حالياً. وكانت وزارة الصحة قد بدأت مطلع الأسبوع الجاري حملة قومية للتطعيم ضد مرض الحصبة والحصبة الألمانية، وقالت الوزارة في بيان لها إن الحملة تستهدف تطعيم 24 مليون طفل بجميع المحافظات، وأشارت الوزارة إلى أن تلك التطعيمات تتكلف 165 مليون جنيه. وحسب بيانات وزارة الصحة فإن معدلات الاصابة بمرض الحصبة تزايدت خلال السنوات الثلاث الأخيرة وسجلت عام 2014 حوالي 2284 إصابة فيما بلغت في مطلع سبتمبر الجاري لتصل إلى 5027. ومن جانبه أكد الدكتور محمد عبدالعزيز استشاري الباطنة والحميات بمستشفى حميات امبابة، أن مرض الحصبة هو مرض فيروسي حاد ومعدٍ، يصيب الأطفال الصغار، ويمكن أن يسبب لهم بعض المضاعفات، ويعتبر من أمراض الطفولة، وقال منذ عام 1963 تم اكتشاف لقاح مضاد للحصبة، واستخدم علي نطاق واسع في التسعينيات، ما أدى لانخفاض نسب الاصابة بالمرض، وعن أعراض مرض الحصبة، يقول تظهر الأعراض متمثلة في ارتفاع بدرجة حرارة الجسم، وزكام وسعال جاف، مع احمرار بالعين، ثم بعد مرور 4 أيام يظهر طفح جلدي أحمر اللون، يبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر على الوجه والبطن، والظهر، ويبدأ في التلاشي بداية من اليوم السادس. وأشار الدكتور عبدالعزيز إلى أن الحصبة من الأمراض الفيروسية شديدة العدوي، وتنتقل عن طريق السعال والعطس، والتلامس المباشر مع المريض، ويكون الطفل معديًا قبل 5 أيام من ظهور الطفح الجلدي، وبعد 5 أيام من ظهوره أيضا، ويتماثل معظم الأطفال للشفاء ممن لديهم مناعة جيدة، لكنه يستمر حدته بضعة أيام لمن يعانون من مضاعفات مثل التهاب الأذن الوسطى، والشعب الهوائية والرئتين، كما أنه يمكن أن يسبب المرض التهابًا بالمخ ما يؤدي لعواقب وخيمة، وينصح الدكتور محمد عبدالعزيز الطفل المصاب بالمرض بالراحة التامة حتى تنخفض درجة حرارته، مع الحرص على أن تكون الغرفة ذات ضوء بسيط وهادئ حتى لا تؤذي عينيه، مع ضرورة تناول مخفضات الحرارة، والمضادات الحيوية، ويقول لقاح الحصبة من اللقاحات الأساسية في جميع دول العالم ويعطى للطفل في نهاية السنة الأولي من عمره، ويجب أن يكون الطفل بصحة جيدة قبل إعطائه اللقاح، فيجب ألا يعاني من ارتفاع بدرجة حرارته، حتى لا يؤدي ذلك لحدوث مضاعفات عند إعطائه الطعم، ولهذا فيجب أن يؤجل الطعم حتى يتماثل الطفل للشفاء ثم يعطى اللقاح. وبالنسبة للأطفال في المراحل العمرية المختلفة، فقد تحدث لهم بعض الأعراض الجانبية البسيطة بعد التطعيم كارتفاع درجات الحرارة، وظهور طفح جلدي بسيط، وهي أعراض تزول سريعًا ولا خوف منها. أما الأطفال المصابون بالأورام السرطانية، أو من يتم علاجهم بأدوية تحتوي على الكورتيزون، فيجب أن يبتعدوا عن التطعيم. وينصح الدكتور محمد أولياء الأمور بإعطاء أبنائهم التطعيم لحمايتهم ووقايتهم من تلك الأمراض، ويؤكد علي أن التطعيمات آمنة تمامًا. وفي ذات الاتجاه تؤكد الدكتورة آمال البشلاوي أستاذ بطب الأطفال وأمراض الدم بجامعة القاهرة، أن ما أثير مؤخرا عن فساد تطعيمات الحصبة والحصبة الألمانية، هو مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، وقالت لا يجب التشكيك في تطعيمات الوزارة، لأن الحكومة لن تعرض حياة أطفالنا للخطر، وعلى الأهالي ألا ينساقوا وراء ما يتردد من شائعات مغرضة، وتنصح أولياء الأمور بضرورة التوجه لمكاتب الصحة، وإعطاء التطعيمات لأطفالهم لوقايتهم من الأمراض المعدية، وقالت «الطعم موجود بجدول التطعيمات التي يحصل عليها الطفل في سنوات عمره الأولى، لحمايته من أية فيروسات، لأن الأطفال غير المطعمين هم أكثر الفئات عرضة لخطر الإصابة بالفيروس، خاصة أن هذا الفيروس نشط ومعد ويمكن أن ينتقل من شخص لآخر، وشددت الدكتورة البشلاوي علي ضرورة تأكد الأم من سلامة صحة أبنائها قبل تناول الطعم وعدم وجود ارتفاع بدرجة حرارة الجسم أو الإصابة بنزلات برد شديدة، ففي تلك الحالة علي الأم الانتظار حتى يتماثل أبناؤها للشفاء أولا ثم يتم إعطاؤهم المصل. كما تنصح الأطفال الذين يعانون من مرض نقص المناعة بعدم أخذ الطعم حتى لا يؤثر علي صحتهم، ونفس الأمر بالنسبة لمن يتناولون أدوية تحتوي علي الكورتيزون، أما من يتناولون المضادات الحيوية فعليهم الانتهاء منها أولا ثم تعاطي الطعم.