أبطال كتاب «كل رجال السويس» الصادر عن دار كنوز، للكاتب محمد أبو ليلة، يوضح أن مهنتهم الحياة لا السلاح، وفى لحظة الخطر، تحولوا إلى مقاتلين وفدائيين من طراز لا يتكرر، فهم قطعة من قلب مصر، ومن صلب جيناتها العبقرية، ومن مدينة السويس على الخط الأمامى للمقاومة، يكدحون ويمرحون، يعانون ويفرحون، لكنهم لا يتخلفون أبدا عن دفع ضرائب الدم، وترك بيوت السكينة إلى لهيب النيران، تصهرهم المحن، وتخلقهم خلقاً جديداً، ويصنعون البطولات المذهلة كأنها من عادات الحياة اليومية. وعن رأيه فى الكتاب يقول الكاتب الصحفى عبد الحليم قنديل فى مقدمة الكتاب أن الكاتب يقدم فى كتابه وقائع التاريخ المنسي، ويذكركم بأبطال السويس المحجوبين عن الضوء، بينما هم الذين صنعوا لهذا البلد ضوء النهار، وكانوا الشعلة الموقدة فى ظلام ليل الهزائم الثقيلة العابرة. لماذا السويس؟ ويؤكد الكتاب إن طوال 42 عامًا اقتصر الحديث عن السويس فى يوم «24 أكتوبر»، حينما تصدى أبطالها للجيش الإسرائيلي، وصنعوا ملحمة السويس العظيمة. لم يكن مسموحاً لهؤلاء الأبطال من فدائيى السويس أن يظهروا فى وسائل الإعلام، إلا أثناء احتفالات أكتوبر وبشكل محدد، لا يتحدث عنهم ولا عن بطولاتهم إلا القليل. وأشار الكاتب فى كتابه، إلى أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك ظل طيلة حكمه يروج إلى أنه الوحيد صاحب انتصار أكتوبر، بينما هو كان قائداً للضربة الجوية الأولى التى تكونت من خمسة آلاف طيار وليس مبارك فقط. وأوضح الكتاب، أن المؤرخون يقولون دوماً «أن لكل معركة أبطالها»، لكن التاريخ عودنا فى بعض أحداثه أنه فى وقت الحرب يكون هناك أبطال يضحون بدمائهم فى سبيل رفعة الوطن، لكن غيرهم من «سماسرة» الحروب هم الذين يستفيدون من تلك التضحيات وتوزع عليهم غنائم المعركة، وفى معارك كثيرة، أغلق التاريخ أبوابه على من ضحوا بدمائهم فى سبيل رفعة أوطانهم، بينما أظهر من لم يشتركوا فى المعركة باعتبارهم «أبطال». وتابع الكتاب أن بعد انتصارات عام 1973، اعتاد الرئيس الراحل أنور السادات أن يصّلى كل عيد فطر فى مدينة السويس، تقديرًا لما قدمه شعبها من تضحيات فى ذلك اليوم. ولفت الكتاب أن فى يوم 24 أكتوبر، قدمت السويس ملحمة وأبطال لم يعرفوا الاستسلام، والآن وبعد مرور 42 عامًا على الحرب تغيرت الملامح تمامًا عن «بلد الغريب»، لكن الأحاديث عن المقاومة والفداء لا تزال تروى لكل الأجيال، ولا تزال جدران مسجد الشهداء الذى كان مقر المقاومة الشعبية بالمدينة «حافظة» لأسامى شهداء حرب السويس فى هذا اليوم. ويؤكد الكاتب، أن معظم أهالى السويس حتى الجيل الجديد يعرفون جزءاً من هذه التفاصيل التى توارثوها جيلًا بعد جيل، غير أن تفاصيل التفاصيل لا يعرفها إلا القليل وبالأخص القريبين من مجموعة الفدائيين أعضاء منظمة سيناء العربية، هؤلاء الأبطال الذين قادوا المعارك وقت الحرب، وحينما تجلس مع فدائى بصفتك صحفى توثق شهادته التاريخية، ستحصل على معلومات أشمل وأهم من كونك مواطناً عادياً يسمع حكايات هؤلاء الفدائيين مرة كل عام فى حال قررت المحافظة تكريمهم على الأدوار البطولية التى قدموها. ويقول الكاتب أنه عندما حكى لى البطل «محمود عواد» كيف بدءوا الانضمام للمقاومة الشعبية بعد ساعات من نكسة يونيو، والأماكن التى بدءوا فيها التدريب القاسى الذى استمروا فيه أيامًا طويلة، استنتجت لماذا قام هو وزملاءه «إبراهيم سليمان»، «مصطفى أبو هاشم»، «محمود طه»، «سعيد البشتلي»، «أشرف عبد الدايم» وسبعة أبطال آخرين من رجال المقاومة بتنفيذ عملية وضح النهار والتى أسفرت عن أسر جندى من جنود العدو ومقتل تسعة إسرائيليين بينهم ضابط بهذه السهولة والسلاسة.