رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا في العاصمة التركية أمس الأول السبت، وأسفرا عن مقتل 97 شخصا على الأقل قد عمقا حالة الاضطراب والاستقطاب السياسي في تركيا التي تضطلع بدور محوري في كل من الحرب ضد تنظيم داعش المتطرف، وفي أزمة المهاجرين في أوروبا، حسب الصحيفة ". وأشارت الصحيفة في تقرير نشر على موقعها الالكتروني إلى أن المحتجين تجمعوا أمس الأحد بالقرب من موقع أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ تركيا الحديث ورددوا هتافات مناهضة للحكومة ووصفوا الرئيس رجب طيب اردوغان ب "القاتل" واتهموا الدولة بالفشل في منع الهجوم. وقالت الصحيفة إنه لم تعلن أي جماعة مسئوليتها عن هذين التفجيرين اللذين يهددان بمزيد من تقويض حليف رئيسي للولايات المتحدة والناتو يعاني بالفعل من أشهر من الحرب الأهلية بين الانفصاليين الأكراد وقوات الأمن. وقال مسئولون أتراك إن المشتبه بهم الرئيسيين هم داعش وحزب العمال الكردستاني الانفصالي والمسلحين اليساريين. وقال مسئولون أمنيون إن هذين الهجومين يحملان نفس بصمات الهجومين الأخيرين واللذين ألقت السلطات اللوم عنهما على مسلحين في تركيا على صلة بداعش. وتبادل الزعماء السياسيون الانتقادات بشأن هذا الهجوم وهي دلائل على زيادة حدة الانقسامات السياسية قبل انتخابات أول نوفمبر القادم. وقال صلاح الدين دمرداش رئيس حزب الشعب الديمقراطي الموالي للأكراد خلال مسيرة أمس الأحد "لم تتمكن الدولة من منع مذبحة وقعت في وسط انقرة ، بل إنها مكنتها " متهما الحكومة بالسماح بهذا الهجوم. واتهمت أربع نقابات واتحادات نظمت المسيرة السلمية أمس الأول السبت أردوغان وحلفائه بجر البلاد إلى حرب أهلية بهدف تحقيق مكاسب سياسية وأعلنت عن إضراب يستمر يومين. وتتهم المعارضة التركية الرئيس اردوغان ورئيس الوزراء احمد داوود اوغلو بتعمد اذكاء نيران العنف مع الاكراد حتى يستعيد الحزب الحاكم أغلبيته البرلمانية التي فقدها في انتخابات يونيو الماضي. ودعا بعدها اردوغان الى اجراء انتخابات مبكرة بعد شهور من المحادثات غير المجدية لتشكيل حكومة ائتلافية. وقد رفض الرئيس وحلفاؤه مزاعم المعارضة هذه متهمين بدلا من ذلك الحزب المؤيد للاكراد بدعم الارهاب لتعزيز مكاسبه الانتخابية. ودعا اردوغان والحكومة الى الوحدة ضد الهجمات الارهابية بينما تخوض تركيا حربا على جبهتين ضد حزب العمال الكردستاني وداعش. ويلوم السياسيون المعارضون الحكومة على زيادة التهديدات التي تتعرض لها تركيا بسبب سياساتها الخارجية والتي يقولون انها تجر تركيا بشكل أكبر إلى صراعات الشرق الأوسط. ومع استمرار زيادة تأثير الحرب في سوريا على تركيا، أصبحت أنقرة بسرعة لاعبا رئيسيا في أزمة المهاجرين التي تعصف الآن بأوروبا، حيث يسلك نحو 2ر2 مليون لاجئ سوري في تركيا مسارات قاتلة في السعي للجوء الى الغرب. واشارت الصحيفة الى أن المسلحين الأكراد اعلنوا وقفا لاطلاق النار امس الأول السبت لتجنب تعكير صفو انتخابات نزيهة مزمعة في نوفمبر المقبل شريطة ان توقف الدولة عملياتها ضد حزب العمال الكردستاني كما أدان المسلحون الاكراد الهجمات التي وقعت في انقرة. ولم ترد تركيا على قرار حزب العمال الكردستاني بوقف تصعيد العنف فيما قتل المسلحون ضابط شرطة بقنبلة زرعت على جانب طريق أمس الأول السبت مما أدى إلى استئناف عمليات أمنية. وقتل أمس الاحد ضابطان خلال مداهمات ضد حزب العمال الكرادستاني في اقليم أرزروم في شرق البلاد.