قال تييري كورتيني المدير العام لاتحاد أرباب العمل الفرنسي "ميديف انترناسيونال" الذي يمثل مصالح كبرى الشركات الفرنسية في الخارج اليوم الأربعاء، إن تكلفة إعادة بناء ليبيا تقدر بنحو 200 مليار دولار على الأقل على مدى عشر سنوات لكن دور فرنسا في إقصاء معمر القذافي لن يكون كافيا لإبرام صفقات. وقاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تدخلا عسكريا في ليبيا المنتجة للنفط عضو منظمة أوبك وتتطلع كبرى الشركات الفرنسية الآن للاستفادة من المعنويات الإيجابية للقادة الليبيين الجدد تجاه باريس. وقال كورتيني "من المثير للاهتمام أن نرى فرنسا تستفيد من بيئة مواتية بعد ما فعله الرئيس ولنكن واضحين فإن هناك سوقا ينبغي الفوز بها وليست سوقا جاهزة لاخذها." والتقى 400 مسؤول كبير من شركات فرنسية كبرى مثل توتال النفطية وجي.دي.اف سويس للطاقة وبيجو لصناعة السيارات يوم الثلاثاء في مقر ميديف بباريس متطلعين لأنباء عن الموقف في ليبيا وأولويات الحكومة المؤقتة. وكان الإقبال كبيرا على الاستثمار في ليبيا مقارنة مع حقبة القذافي حينما كانت هناك أقل من 50 شركة فرنسية تعمل في البلاد مما جعل فرنسا مجرد سادس أكبر مورد لليبيا بعد دول من بينها إيطاليا وألمانيا والصين وتركيا. وقال كورتيني "ستكون هناك منافسة حادة. سيشارك الايطاليون والامريكيون والبريطانيون لذا يجب أن تستهدف العروض الفرنسية فرصا جيدة وتتسم بالإعداد الجيد والتنافسية". "يقدر مسؤولون إجمالي تكلفة إعادة البناء على مدى عشر سنوات بنحو 200 مليار دولار لكنها يمكن أن تزيد عن ذلك. سيعتمد الامر على نوعية البلد الذي يريد الليبيون بناءه." وأضاف "ليبيا بلد غني جدا مع سكان فقراء نسبيا لان الاموال كانت تستخدم في أغراض أخرى بدلا من تنمية البلد بالشكل الضخم الذي رأيناه في دول الخليج العربية." ووقعت بعض الشركات الفرنسية بالفعل عقودا مع حكام ليبيا الجدد. فقد وقعت شركة سوفلية للحبوب عقودا لتوريد قمح بقيمة 22 مليون دولار وقال كورتيني ان شركات أخرى مثل ألكاتيل-لوسنت للاتصالات وسانوفي للادوية تعمل الآن في ليبيا.