عُقدت اليوم الأحد بمقر المنظمة العربية للتنمية الإدارية الدائم بالقاهرة بالتعاون مع مؤسسة مصر تبتكر للتنمية، ندوة "بالعلم من الحلم إلى العلم" وحاضر بها المهندس عصام شرف رئيس وزراء الأسبق وعدد من الخبراء والمتخصصين في المجالات العلمية المختلفة. وقال الدكتور ناصر الهتلان القحطاني مدير عام المنظمة، إن عمل المنظمة يهدف الي تحقيق التنمية الإدارية بالوطن العربي، مشيرا إلى أن هذه الفعالية جزء من العديد من الفعاليات التي تعقدها المنظمة في مصر والوطن العربي ودول العالم، وطرح مفهوم العلم في هذه الندوة لا يأتي هنا بمفهومه المجرد من أرقام وحسابات بل يأتي من ربط النظرية بحياة الأنسان للارتقاء بقدرات الوطن. وأضاف القحطاني أن المحاضرة، توضح أهمية العلم والعلماء والتفكير العلمي، وأزمة غياب الفكر العربي وعدم الاهتمام بالعلماء، لافتا الي الفترات التي شهد فيها الوطن العربي أزهى عصوره وأدار العرب فيها دفة الحضارة نرى ان تلك العصور كان العلماء فيها أمثال "الفاربي" هم جزء من صناعة التطور الحضاري، كما حث الدين الاسلامي على العلم في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ويا حبذا لو عملنا بها في الوطن العربي. ومن جانبه عبر الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق، عن سعادته بعقد الندوة في رحاب أحد منظمات جامعة الدول العربية، مؤكدا علي أن العرب في أمس الحاجة إلى تفعيل العمل العربي المشترك، موضحا أنه اليوم نتحدث عن العلم بمفهوم العقل الجمعي وليس العلم بمفهومه الجاف الصرف، والذي يحتاجها الوطن العربي التي تؤدي الي قفزات تنموية في العلم والتنوير والثقافة وكلها تصب في تغيير العقل الجمعي. وأضاف شرف أن صفات العالم، وثلاثية عناصر الانتاج وهي الانسان والمادة والزمن تتفاعل عن طريق القيم العليا والأخلاق ومصدرها الله والدين، مشيرا إلى أن النمو والتنمية تتكون من أربعة تروس تعمل معا الحضارة وتشمل العمران المادي والمعنوي، والإنتاج اي إنتاج السلع والخدمات والفكر، والعلم ويعني المعرفة والبحث العلمي والاكتشاف، والتفكير ومنه ينبثق الحلم والأمل والغاية. وتابع شرف لكي نواجه التحديات ولرؤية المستقبل بالتنافسية مع بعض الامم، مرهون بتحقيق التوازن بين القيود التي تفرضها الاسواق العالمية بين المتطلبات المحلية والتي تكونت بفعل التاريخ، ومنظومة القيم والعادات والتي تعتمد على 12 ركيزة اساسية ومنها بناء المؤسسات والبنية التحتية والاستقرار الاقتصادي والصحة والتعليم الأساسي والتعليم العلمي والتدريب وكفاء الاسواق والسلع وكفاءة السوق للعمل والاهتمام برأس المال وهو العامل والمواد الاولية الطبيعية مع التقنية الحياتية في قدرات الصناعة لتحقيق احتياجات الانسان وهى قضية امن قومي في انتاج التقنيات واقتصاد الاشياء واقتصاد الافكار مع التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمصالحة والمصارحة وقدرات النخبة ليعطي أعظم النماذج في رفاهية الانسان. وفي سياق متصل قال الدكتور فيصل الحفيان مدير معهد المخطوطات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أن الوطن العربي بحاجة إلى العلم وإلى الحلم، مشيرا الي أن الاختراعات التي خدمت البشرية بدأت بحلم، فلابد من الحلم ولكن يرافقه العمل وإلا أصبح مجرد أوهام لا قيمة لها. شارك في الندوة كوكبة من الوزراء، وكبار المسئولين من عدة وزارات ومؤسسات حكومية، وممثلي المنظمات العربية، ومنظمات المجتمع المدني بجمهورية مصر العربية.