رغم مرور عدة عقود على ذكراها، إلا أنها مازالت تحتفظ بمكانتها الخاصة في وجدان المصريين، انتصار حرب أكتوبر العظيم، أحد المشاهد التي تتجلى فيها الإرادة المصرية من خلال الثأر لنكسة 67 وإثبات أن كل مستحيل ممكن أن يكون واقعاً. 42 عاماً مرت علي تلك الحرب، حرص كل رئيس خلال فترة حكمه على أن يضع نكهته الخاصة في ذكراها، وترصد "بوابة الوفد" عبر هذا التقرير مظاهر احتفال كل رئيس بذكرى النصر. الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت أولى احتفالات السيسي بنصر أكتوبر العام بعد انتخابه كرئيس للجمهورية، وتمثلت مظاهرها في تكريمه لأبطال الحرب ودخولهم على سيارة تستخدم للمرة الأولى مزينة بالورد ووقف لهم احتراماً وإجلالاً، بالإضافة إلى وجود عروض عسكرية للأفرع المختلفة بالقوات المسلحة، وذلك للمرة الأولي بعد توقفها في أعقاب حادث إغتيال السادات، كما ألقي الرئيس كلمة كان أبرزها دعوة الأحزاب لضم الشباب لهم، والتأكيد على على أهمية البرلمان المقبل. ولعل مظاهر الاحتفال هذا العام تختلف بعض الشيئ، فبالإضافة إلى كلمة الرئيس التي سيلقيها، هناك تمثيلا رمزيا عسكريا لعدد من الدول العربية التي ساعدت مصر خلال الحرب، وكذلك إقامة عروض مختلفة لكل الأسلحة التي شاركت في حرب أكتوبر وتكريما لمصابي العمليات، مع وجود أكبر استعراض غنائي عربي يقدمه نخبة من أفضل مطربين مصر والدول العربية . ومن المقرر كذلك أن يشهد الاحتفال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ، فضلا عن وفود مختلف الدول العربية، بالإضافة إلى كبار رجال الدولة، وعدد من أبناء رؤساء مصر السابقين، جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، كما أنه من المتوقع أن يعلن عن انطلاق عدد من المشروعات القومية، خلال الاحتفالات. المعزول محمد مرسي شكل الاحتفال في فترة عهده كانت مختلفة شكلاً ومضموناً وغريبة الأطوار كلية، بدأت غرابتها من المكان الذي أقيم فيه ب " ستاد القاهرة" للمرة الأولى، وألقى خطاباً طويلاً استمر لأكثر من ساعة، إلا أنه لم يتطرق خلالها لاسم الرئيس الراحل أنور السادات قائد حرب أكتوبر الذي يحتفي بها . وبالإضافة إلى أنه الاحتفال الأغرب، يعد كذلك الأسوأ في التاريخ حيث شهدت الاحتفالات حضور قتلة الرئيس السادات على رأسهم عبود الزمر، كما أن مرسي لم يكرم أسر الشهداء والمصابين من حرب أكتوبر مثلما كان يحدث كل عام . المخلوع حسني مبارك مكث مبارك في الحكم 30 عاماً في الحكم حتي تمت الإطاحة به من خلال ثورة يناير 2011م ، لذا كان أكثر الرؤساء إحتفالاً بذكري نصر أكتوبر، ولكن على الرغم من كثرتها عددياً إلا أنه التنوع في مظاهر الإحتفاء بها كان محددواً، حتى وصل الأمر لدرجة الرتابة والنمطية، حيث كان يحرص على وضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول وقبر الرئيس السادات، وإلقاء كلمة للأمة. الرئيس المؤقت عدلي منصور جاء احتفال منصور بنصر أكتوبر بعد عدة شهور قليلة من عزل جماعة الإخوان من سدة الحكم، فغلب عليه الطابع الشعبى إلى حد كبير، حيث امتلأت ميادين مصر بمختلف المحافظات بالمواطنين، في لافتة استنكار ورد للإعتبار لما حدث في احتفال مرسي بذكري الحر ب ودعوته لقتلة السادات. وتمثلت مظاهر إحتفال منصور بذكري النصر على زيارة قبر الجندي المجهول، وإقامة حفل فني أحياه نجوم الغناء والفن في مصر والعالم العربي. فترة المجلس العسكري قامت الطائرات بعمل عروض جوية وإلقاء الأعلام على المتظاهرين، والدفع بالموسيقى العسكرية لميدان التحرير ، وذلك بعد أن انتشرت الدعوات لنزول المصريين للميادين للاحتفال عهد المجلس العسكري من أجل كسر حالة الاحتقان السياسي التى كانت تضرب البلاد حينها في أعفاب ثورة 25 يناير 2011م. الرئيس أنور السادات كان هو من قاد الحرب وحقق الإنتصار، وفي الذكري الثامنة لنصر أكتوبر بينما كان يجلس وسط رجاله من القوات المسلحة إحتفالاً بما حققوه في 1973، تم اغتيال على يد متشددين إسلاميين، ومنذ ذلك التاريخ غاب مشهد العروض العسكرية عن الاحتفالات بتلك المناسبة.