6 وزراء فشلوا على مدار 12 عاماً فى إنشاء مدينة الجلود ب«بدر»

6 وزراء صناعة فشلوا باقتدار فى إنهاء مشروع مدينة الجلود بالروبيكى. الوزراء الستة هم رشيد محمد رشيد وسميحة فوزى وسمير الصياد والمرحوم الدكتور محمود عيسى وحاتم صالح ومنير فخرى عبدالنور. على مدار 12 عاماً وبالتحديد من عام 2004 وأنا أكتب كصحفى متخصص فى الصناعة والتجارة عن مدينة الروبيكى العالمية للجلود لدرجة أصابتنى بالملل.. وتأكدت على مدار هذه الحقبة التاريخية لهذا المشروع «اللولبى» أن لوبى الفساد فى هذه الصناعة هو من يقف وراء عدم تنفيذه والحجج كثيرة وواهية والخلاصة وعلى «بلاطة» أن حيتان المدابغ يأكلون الشهد وينهلون من البغاشا فى مدابغ مصر القديمة العتيقة فما الذى يدفعهم إلى البهدلة فى غياهب مدينة بدر؟.. الأمر الآخر أن الكبار من أصحاب المدابغ فى منطقة مجرى العيون وجميعهم من أثرياء هذا الوطن المكلوم يريدون أن يفرضوا سطوتهم وقوتهم ويأخذوا المساحات التى يريدونها من المحلات ولو تمكن من أخذها «بلوشى» يكون خير وبركة دون النظر إلى المصلحة العامة وإلى الصناعة التى يتشدقون ليلاً ونهاراً أنهم يعملون من أجلها ومن أجل مصلحة البلاد والعباد!!!
اسألوهم عن الروبيكى
جميع الوزراء الستة السابقين بدءاً من المهندس رشيد محمد رشيد وانتهاء ب«منير فخرى عبدالنور» أطلقوا تصريحات نارية بشأن مدينة بدر للجلود، الوزير السابق حاتم صالح - مثلاً - أكد أن مشروع مدينة الجلود العالمية بالروبيكى بدأ منذ أكثر من 20 عاماً وظل يتأخر من حكومة لأخرى دون أن ينتهى، مضيفاً: بفضل الله استطاع رجال هيئة التنمية الصناعية سباق الزمن وإنهاء هذا المشروع فى أشهر قليلة وسنعلن عن بدء افتتاحه قريباً جداً؟! لو توقفنا قليلاً أمام تصريحات هذا الوزير وشأنها شأن تصريحات غيره من الوزراء الآخرين سنجدها تصريحات واهية وكاذبة بدليل أن المشروع لم ينته ولم يتم تنفيذه إلى الآن وعلى مدار ما يقرب من 12 عاماً.. تصوروا 6 وزراء تعاقبوا على تنفيذ مشروع وإن كان ضخماً ولم ير النور إلى الآن؟!
قابيل وتصريحات القص واللزق
يوم الجمعة الماضى وقبل انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك زار المهندس طارق قابيل، وزير الصناعة والتجارة، مقام سيدى الروبيكى - عفواً - مدينة الروبيكى للجلود بمدينة بدر الصناعية ليكون سابع وزير فى عمر وزارة الصناعة يزور المدينة التى فشل جميع من سبقوه فى إنجاز هذا المشروع على مدار ما يقرب من 12 عاماً وبالتحديد من عهد حكومة الدكتور أحمد نظيف حينما كان المهندس رشيد محمد رشيد وزيراً للتجارة والذى تولى الوزارة فى التاسع من يوليو عام 2004.
نفس التصريحات التى أطلقها الوزير الجديد لا تختلف كثيراً عن التصريحات التى أطلقها 6 وزراء قبله وجميعها وكأنها «قص ولزق» بدليل أن المشروع على مدار ما يقرب من 12 عاماً لم ينته مع إن مشروعاً ضخماً بحجم قناة السويس الجديدة انتهى فى عام واحد؟؟ كان من بين ما قاله المهندس طارق قابيل، وزير الصناعة والتجارة، وأفلح إن صدق فى تصريحاته، إن الوزارة تعمل حالياً على الانتهاء من المرحلة الأولى من مدينة الروبيكى المتخصصة لصناعة وتنمية الجلود وأنه يجرى حالياً استكمال أعمال المنشآت الخاصة بالمدابغ والمبانى الخدمية تمهيداً لإجراء عمليات نقل مدابغ منطقة مصر القديمة إلى الروبيكى، لافتاً إلى أن الوزارة تضع تنفيذ مشروع الروبيكى ضمن أولوياتها لخلق مجتمع صناعى جديد للجلود يعتمد أكثر على التكنولوجيا الحديثة ويسهم فى فتح مزيد من الأسواق التصديرية أمام المنتجات المصرية من الجلود وخلق آلاف من فرص العمل.
وأكد «قابيل» ضرورة استغلال المنشآت والبنية التحتية التى تم إنشاؤها داخل المدينة حتى الآن والتى بلغت استثماراتها أكثر من 863 مليون جنيه، لافتاً إلى حرص الوزارة على تطوير وتنمية صناعة الجلود المصرية، خاصة أنها تمتلك قدرات وإمكانيات تصديرية كبيرة، بالإضافة إلى العمل على مساعدة الصناع والعاملين بهذا القطاع للارتقاء بقدراتهم الإنتاجية ولاستخدام أحدث التكنولوجيا العالمية.
وأشار «قابيل» إلى عقد اجتماع موسع مع غرفتى دباغة وصناعة الجلود لوضع وتحديد آليات وإجراءات استكمال مدينة الروبيكى وأهم متطلبات الصناع لتلبية احتياجاتهم وإزالة كافة العقبات التى تواجه هذا المشروع، وتقف حائلاً أمام عمليات نقل المدابغ من منطقة مصر القديمة، موضحاً أنه سيتم التنسيق مع مختلف الوزارات والجهات المعنية لحل المشكلات التى تواجه هذا المشروع خلال المرحلة المقبلة.
أما محمد حربى، رئيس غرفة دباغة الجلود، باتحاد الصناعات فقد أكد هو الآخر أن الغرفة أعدت دراسة متكاملة عن الوضع الحالى داخل مدابغ مصر القديمة وسيتم عرضها على الوزارة خلال الأسبوع المقبل تمهيداً لمساعدة المدابغ والمصانع الموجودة داخل هذه المنطقة لتلبية احتياجاتها وتطويرها خلال الفترة المقبلة، مؤكداً حرص الغرفة على التعاون مع مختلف أجهزة الوزارة لتنفيذ وإنشاء مدينة الروبيكى لصناعة وتنمية الجلود، محمد حربى هو نفسه الذى صرح فى يوليو الماضى بأن هناك مشكلتين كانتا تواجهان أصحاب المدابغ بعين الصيرة بسور مجرى العيون لإتمام عمليات النقل الأولى، هى عدم توافر سكن للعاملين بالمدابغ والبالغ عددهم 75 ألف عامل و25 ألف صاحب عمل. المشكلة الثانية هى عدم قدرة أصحاب المدابغ الحصول على مساحات إضافية بسعر 300 جنيه شاملة المرافق على أن يقوم صاحب المصنع بتحمل تكلفة الإنشاءات التوسعية.. تصريحات المسئولين بغرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات حول مدينة بدر أصبحت مكررة ومعادة ولا تقدم ولا تؤخر فى الأمر شيئاً لأن بعض أعضاء الغرفة يحاربون المشروع ولا يريدون له أن يرى النور، وما يدهشك ويثيرك أن رئيس الغرفة يصرح ويقول إن حجم الصادرات سيرتفع من 2 مليار إلى 6 مليارات دولار خلال عامين عقب تنفيذ المشروع بنسبة زيادة تقدر بنحو 200٪، ونريد أن نقول له إننا لسنا فى حاجة إلى تصريحات نرجسية الآن بشأن زيادة الصادرات من عدمها.. نريد أن يتم تنفيذ المشروع أولاً ويتم نقل المدابغ من سور مجرى العيون إلى مدينة بدر ثم نتحدث فيما بعد عن الأرقام الفلكية لزيادة الصادرات لمقام سيدى الروبيكى - عفواً - لمدينة الجلود بالروبيكى!!