«بدأت رحلتي مع الإسكواش بالصدفة، كنت أذهب مع أخي الأكبر في نادي سموحة بالإسكندرية، أشاهده أثناء التدريبات وأعجبت بتلك الرياضة وتحمست كثيرًا لخوض التجربة، التحقت بفرق الناشئين وتدرجت في المنتخبات الوطنية، حصدت البطولات حتى أصبحت ضمن العشر الأوائل على مستوى العالم في اللعبة، وخلال 6 أشهر أصبحت أول سيدة مصرية تتصدر التصنيف العالمي في الإسكواش».. هكذا بدأت رنيم الوليلي لاعبة المنتخب الوطني للإسكواش والتي نجحت مؤخرًا في تحقيق إنجاز تاريخي للرياضة المصرية بوصولها إلى قمة التصنيف العالمي للإسكواش، وأصبحت أول رياضية مصرية تتصدر تصنيف إحدى الرياضات، تحدثت ل«الوفد» عن رحلتها نحو القمة في منافسات السيدات، لتضع مع زميلها محمد الشوربجي مصر على عرش الإسكواش. في البداية، كيف كانت رحلتك للوصول إلى قمة التصنيف لسيدات الإسكواش؟ - الوصول إلى قمة التصنيف لم يكن أمرًا سهلًا، فقد خضت منافسات صعبة في مراحل الناشئين المختلفة وفزت وقتها ببطولة إنجلترا المفتوحة 3 مرات في مراحل 13 و15 و17 و19 عاماً ساعدتني على القفز في تصنيف الناشئات، وبعد تصعيدي لمرحلة السيدات عملت بشكل متواصل للدخول ضمن العشر الأوائل، وبعد جهد كبير وسنوات كبيرة من التدريب نجحت في الاقتراب من المركز الأول وتصدرت التصنيف قبل بطولة الصين الدولية الأخيرة. ماذا عن المنافسة مع العملاقة نيكول ديفيد وانتزاع الصدارة منها؟ - نيكول لاعبة مميزة جدًا، وتمكنت من الوصول إلى المستوى الذي وصلنا له كلاعبات مصريات منذ زمن بعيد، جعلها تتصدر التصنيف العالمي للسيدات ل9 سنوات متتالية، في وقت كنت أعاني فيه الإحباط وغبت عن اللعب كانت اللاعبة الماليزية تخوض بطولات عالمية وتحصد النقاط التي جعلتها في الصدارة، وبالفعل هي لاعبة قوية وسريعة وتتمتع بموهبة وقدرات خيالية وتلعب دائمًا للفوز، ولا أتوقع أن يحقق أحد ما حققته في اللعبة، لكن بفضل الله ودعم أسرتي ومدربيني نجحت في التركيز منذ بداية الموسم الحالي على الوصول إلى الصدارة، وهو ما تحقق بالفعل. وهل سيؤثر عامل السن على استمرارك في صدارة تصنيف السيدات؟ - الإسكواش من الألعاب الفردية التي لا ترتبط بسن أو تتأثر بعمر اللاعب، فكلما كان الشخص قادر على العطاء في الملعب والمنافسة، لن يكون عمره مقياسًا لفوزه، وعلى سبيل المثال النجمة الماليزية نيكول ديفيد، والتي وصلت إلى صدارة التصنيف وعمرها 23 عاماً واستمرت على الصدارة بقوة حتى بلغت 32 عاماً ومازالت تنافس، كما أن اللاعب المصري محمد الشوربجي يتصدر حاليًا التصنيف العالمي للرجال ولم يتجاوز عامه ال24، وأعتقد أنني أستطيع الاستمرار في الصدارة لأطول فترة ممكنة. ما رأيك في تطور مستوى اللاعبين المصريين في الإسكواش؟ - مصر تعيش الآن أفضل فترة لها في الإسكواش في جميع المراحل، في عام 2003 حصلنا على المراكز الستة الأولى في بطولة العالم، وكان أفضل إنجاز للإسكواش لكن هذا العام نجحنا في حصد جميع المراكز الأولى في بطولات العالم على مستوى الرجال والسيدات والناشئات، وأرى أن الجيل الحالي من اللاعبين قادر على الحفاظ على مكانة مصر في صدارة اللعبة، والجميع لاحظ قوة نوران جوهر التي تألقت في الفترة الأخيرة وأمنية عبدالقوي التي اقتربت بشدة من الخمس الأوائل في التصنيف العالمي. ما تفسيرك لمحاولات تجنيس الناشئين المصريين للعب باسم أمريكا؟ - محاولات التجنيس موجودة بالفعل، وظهرت في الفترة الأخيرة مع عدد كبير من لاعبي الإسكواش خاصة في مراحل الناشئين، وأعتقد أن هدف أمريكا الحصول على أكبر قدر من اللاعبين المصريين، ليستمروا فيما بدأه الاتحاد الأمريكي للإسكواش في تطوير اللعبة وصناعة تاريخ لهم، خاصة أن أمريكا دولة حديثة العهد في اللعبة ونسبقها بنجاحات كبيرة، لكنها تعمل بقوة حاليًا وستصل إلى مستوانا في وقت سريع. وكيف تحاول أمريكا الحصول على اللاعبين المصريين؟ - في البداية تكون البوابة الأساسية هي تقديم منح دراسية من الجامعات الأمريكية، ويبحثون عن اللاعبين في سن 15 و16 عاماً، والذين لا يعتبرون الأوائل في مصر ولا يتسنى لهم المشاركة في البطولات الدولية، فيجد الشاب نفسه أمامه فرصة للدراسة في الخارج وممارسة الإسكواش وتمثيل دولة قوية حاليًا في البطولات الدولية، لكن حتى الآن لم تنجح أمريكا في خطف أي لاعب مصري. ما دور وزارة الرياضة الاتحاد المصري للإسكواش تجاه اللاعبين؟ - الفترة الأخيرة شعرنا بتواجد كبير من وزارة الرياضة بجانب لاعبي الإسكواش، وسعدت كثيرًا بتكريم المهندس خالد عبدالعزيز، لي فور عودتي من الصين، وأعتقد أن بقاءه في الوزارة مكسب كبير للرياضيين، وهذا ما نحتاجه من الدولة وهو الدعم المعنوي قبل المادي، والاهتمام بالمعسكرات وتوفير مدربين مختلفين لتنويع شكل وأداء اللاعبين، وفي نادي وادي دجلة مثال في تطبيق الاحتراف الحقيقي داخل مصر، وخاصة من المهندس ماجد سامي والأستاذ حسن المستكاوي وكريم درويش الذين وفروا لي دعمًا كبيرًا وسعدت أيضًا بالتكريم العالمي الأخير الذي نظمه النادي لي. هل مثل الزواج عائقًا في مسيرتك الرياضية؟ - على العكس زوجي طارق مؤمن، لاعب إسكواش وهو ضمن العشرة الأوائل في التصنيف العالمي، دائمًا يساندني ويقدم لي الدعم والنصائح وأستفيد منه ومن خبرته، وهو بجانبي في أغلب الوقت بحكم مشاركتي نفس الرياضة وأسعد كثيرًا عندما نسافر سويًا في البطولات العالمية. ما رأيك في تنظيم أول بطولة عربية كبرى للإسكواش في مصر؟ - بالفعل تابعت البطولة العربية للناشئين الأخيرة، وكنت أتمنى منذ زمن أن تضاف إلى أن تقام بطولة مفتوحة بمصر وتنضم للبطولات الكبرى، فليس من المعقول أن نكون أبطال اللعبة وأفضل دولة في العالم ولا نملك بطولة ننظمها كبطولة إنجلتراوأمريكاوالصين، وأرى أننا وجدنا ضالتنا في البطولة العربية والتي ستنظم في مصر وستحقق نجاحًا كبيرًا في الأعوام التالية، وسيأتي اللاعبون إلى مصر من كل دول العالم للمشاركة في البطولة والحصول على نقاطها للصعود في التصنيف مما سيكسبها قوة، وأتمنى ألا تكون على مستوى الناشئين فقط ويتم إضافتها لبطولات الرجال والسيدات. كيف ترين مستقبل مصر بعد إضافة الإسكواش للألعاب الأوليمبية؟ - بالطبع أتمنى ضم الإسكواش للألعاب الأوليمبية، حتى نستطيع الوصول بأكبر عدد من اللاعبين والمنافسة بقوة على الميداليات الأوليمبية من خلال الإسكواش، وأعتقد أنه بعد إضافة الإسكواش للألعاب الأوليمبية في أوليمبياد طوكيو 2020 سيكون للاعبين المصريين من جيل الناشئين الحالي شأن كبير فيها، وسننافس على بطولات الرجال والسيدات ونضمن لمصر جميع الميداليات الأولى. ما استعداداتك خلال الفترة المقبلة؟ - أستعد حاليًا للدخول في معسكر مغلق، استعدادا لبطولتين في أمريكا خلال شهر أكتوبر المقبل، سأغادر مصر في 29 سبتمبر المقبل، وخلال الفترة الحالية أغلق على نفسي تمامًا، وابتعد عن أي شيء وأركز فقط على التدريبات بقوة، أتدرب 6 أيام في الأسبوع وفي بعض الأحيان أقوم بحصتين تدريبيتين في اليوم الواحد، والتزم بخطة العمل التي يضعها المدربون المسئولون عن برنامج تأهيلي للفوز بالبطولتين المقبلتين، للحفاظ على تصنيفي هذا الشهر، خاصة أن منافستي مازالت في الصورة وتنتظر أي فرصة للعودة إلى الصدارة مرة أخرى.
