«زي ما بينصبوا علي الناس إحنا كمان ننصب عليهم وننتقم منهم ونثأر للضحايا وللفتيات» هكذا فكرت الفتيات الثلاث واعتقدن أنهن آلهة العدالة علي الأرض لأخذ حقوق الضعفاء، وبهذا المنطق برر المتهمات جريمتهن للنصب علي الدجالين والمشعوذين بطرق شيطانية. قالت «هبة» بكل ثقة: نحن لسنا عصابة للسرقة أو النصب... فقط اقررنا نسقي المشعوذين من نفس الكأس التي تجرعتها ضحاياهم وخسروا أموالهم في جيوب هؤلاء الشياطين.. خططنا ان نعطيهم درسا حتي يتذكروه جيدا قبل النصب علي ضحية جديدة، وان يراعوا الله ويتركوا الأعمال الشيطانية ويرحموا عباد الله البسطاء. وبكل فخر أضافت إحداهن: لست متهمة ولا أخجل من شيء ،لكن الظروف وضعتنا هنا لنعيد الحق لأصحابه، ننتقم من نصابين ونثأر للبنات «الغلابة» فى جميع أنحاء الأرض. وقالت للأسف الشديد أغلب صخايا هؤلاء المشعوذين فتيات وسيدات وفي المجتمع الشرقي يتوجهن لهم أملا في إيجاد شريك الحياة أو حبيب، وان كانت متزوجة فمن أجل الإنجاب أو الحفاظ علي الزوج بالأعمال والشعوذة، موضحة ان كل ذلك نصب علي عقول الفتيات البسيطة التي وضعتها العادات والتقاليد المتخلفة في خانة العانس إذا تعدي سنها 30 أو عاقر ان تزوجت ولم تنجب خلال سنة أو مطلقة ان لم تحالفها الحياة، أو قرر زوجها التخلي عنها من أجل امرأة أخري وغيرها من المشاكل.. فكل شيء يقع علي عاتق المرأة وتصبح الفتاة في آخر المطاف ضحية لهؤلاء الدجالين. وتابعت المتهمة قائلة: البداية فكرة بسيطة، وكانت تراودنى كثيرا منذ سنوات خاصة بعد تعرض بعض صديقاتي للنصب علي يد دجالين، وعرضت الموضوع على شقيقتي لكنها رفضت رغم ان الفكرة أعجبتها ولكني أصررت عليها وجعلتها تشعر بأن مغامرة تنتظرها، خاصة انها تحب الأفكار الجريئة والمجنونة، وأقنعتها بأن هؤلاء الدجالين ضرر علي البشرية ومن حقنا النصب عليهم ولهف أموالهم. هكذا بدأت «هبة» اعترافاتها أمام النيابة، بعد اتهامها مع شقيقتها عزة وصديقتهما مروة، باصطياد المعالجين الروحانيين والنصب عليهم من مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي. واتفقن فيما بينهن على ابتكار وسيلة نصب جديدة سوف تدر عليهن دخلاً ماديًا دون أن يتمكن أحد من الإبلاغ عنهن لأن المجنى عليهم، متهمون بممارسة الدجل والسحر، فلا يجرؤون على إبلاغ الشرطة. هكذا ظنت المتهمات وتوقعن بأنهن لن يقعن بجريمتهن وأوهمن انفسهن بأنهن يعملن أعمالاً شريفة لانقاذ الفتيات. ولكن لكل جريمة أثرا تتركه وراءها، فليس هناك جريمة بلا خيط تجر المتهم إلي ساحة العدالة، حيث قادهم حظهم العاثر الي كشف مخططهم وذلك عندما رصدت اجهزة المتابعة بمباحث القاهرة عدة بلاغات متشابهه تفيد تنازل أصحابها وهن الفتيات المتهمات بعد فترة قصيرة من تقديمها. وبتكثيف التحريات حول المتهمات تبين أن الفتيات تمكن بالفعل من إسقاط أكثر من ضحية عن طريق الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى، وبعدها يبلغن الشرطة أن هؤلاء دجالون ونصابون وحاولوا النصب عليهن بكلام دجل ونصب مقابل مبلغ مالى، ليفاجأ الدجال بدلا من انه كان ذاهبا لتحصيل الأموال ولهفها بكلام وبعض الأحجبة، ليجد نفسه ساقطا فى فخ الفتيات الساحرات كما وصفهم أحد الدجالين. واطلق بعض المشعوذين علي الفتيات لقب «الجبابرة»، حيث خططن بأن يتم القبض علي بعض الدجالين أثناء جلسة العلاج الروحانى، حيث تقوم أحدهن بإبلاغ الشرطة للقبض عليهم متلبسين بأعمال غير مشروعة للنصب علي الفتيات. وبالبحث عن هؤلاء الفتيات تقدم أحد المخبرين إلي الفتيات علي انه أحد المعالجين الروحانيين، فظنت المتهمات انه فريسة سهلة للنيل منه والنصب عليه، وأعدت الأجهزة الأمنية الأكمنة اللازمة للقبض علي المتهمات، وبالفعل حضرت المتهمات إلي عنوان المعالج الروحاني الذي اتفق مع الشرطة لتسليمهن، والقي القبض عليهن وبمواجهتهن بالبلاغات التي اتهمن فيها معالجين روحانيين بالنصب عليهن والتنازل عنها، انكرن ارتكابهن تلك الجرائم في بداية الأمر مؤكدت أن هذا مجرد تشابه أسماء، وبتضييق الخناق عليهن اعترف المتهمات واكدن في اقوالهن انهن انتقمن من المشعوذين والدجالين لاعطائهم درسا حتي لا ينصبوا علي المواطنين وخاصة الفتيات، وأكدت إحدي المتهمات ان شقيقتها وصديقتها بريئيات من جميع التهم المنسوبة إليهما، وانها هي من خططت للجريمة وهي التي كانت تنفذ وان شقيقتها وصديقتها كانتا مجرد واسطة لتحديد الدجالين والمعالجيين الروحانين فقط.