الأضحية.. تلك الشعيرة التي يتفرد بها عيد الأضحى عن غيره من الاعياد والمناسبات لها طعم خاص وبدونها يظل العيد بالنسبة للكثير فاقداً للمعنى خاصة أن الأضحية سنة مؤكدة، ومع بدء أول أيام عيد الأضحى المبارك يثار الكثير من الجدل حول مصداقية وشرعية صكوك الاضاحي التي تعلن عنها الجمعيات الخيرية في مثل هذا الوقت من العام، ففي الوقت الذي يرى فيه الفقهاء أن الانابة جائزة شرعاً بشرط الالتزام بأحكام الشريعة، وتطبيق الشعائر الدينية، وعدم المتاجرة بالبسطاء، يرى آخرون أن أسعار الصكوك المعلن عنها غير منطقية، فضلاً عن عدم تأكدهم من وصولها للفقراء والمحتاجين لغياب الرقابة الحكومية على هذا المشروع.. لأجل ذلك كان لابد من طرح القضية على المختصين لمعرفة الحقيقة! موسم حصد الخير.. والمال أيضاً! تقوم فكرة صكوك الأضاحي التي سعت الجمعيات والمؤسسات الخيرية الى تنفيذها منذ سنوات، على تلقي الجمعيات الخيرية مبالغ مالية تقدر بقيمة الصك، مقابل الانابة عن المواطن في ذبح وتوزيع الأضحية على الفقراء، حيث يتم ذبح الاضاحي وتوزيع اللحوم على الاسر المحتاجة ويتم اعطاء المضحي إيصالاً لاستلام ثلث الاضحية في اليوم التالي، ولا تقتصر الصكوك على الاغنام فقط بل الأبقار أيضاً. أما الصك المستورد فيصل سعره الى 890 جنيهاً ويتم ذبحه بالخارج في البرازيلواستراليا والهند، طبقاً للشريعة الاسلامية في ايام التشريق وذلك بحضور مندوب الجمعيات الخيرية ويتم توزيع هذه اللحوم طوال السنة، كما يتم تعليب جزء من لحومها وحفظها مع الخضار ليستفيد بها أكبر عدد من الأسر الفقيرة، وفي حالة الصك المستورد فإنه يصعب على المتبرع أخذ جزء من اللحوم لأنها تأتي معلبة وتصل بعد عيد الأضحى. ونظراً لشدة اقبال المواطن على شراء صكوك الأضاحي فقد شاركت بعض البنوك المصرية الخيرية في طرح الصكوك، قبل مجىء عيد الاضحى، حيث يقوم البنك بتحصيل قيمة الصك من المتبرع، ومن ثم تسليمه الايصال حتى يقوم بالتوجه للجمعية للحصول على نصيبه من الاضحية، وجاءت فكرة طرح الصكوك بالبنوك في اطار تبني استراتيجية تهدف للتعاون في توزيع اللحوم للأسرة الفقيرة بالقرى والنجوع. شرعية الصكوك سبق أن اكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن دار الافتاء اجازت ما يسمى بصك الأضحية لمن يصعب عليهم الذبح بأنفسهم وأوضحت الدار أن الصك جائز لمن لا يجدون حولهم من يوزعون عليهم اللحوم من الفقراء والمساكين، أو من يكون الوقت معه غير كاف، أو يتعذر عليه ذبح اكثر من أضحية في مكان اقامته، مع ضرورة الحرص على الالتزام بإقامة شعيرة الاضحية بمشاركة الأهل قدر الاستطاعة. وإن تعذر ذلك تقام بطريقة أخري إما عن طريق الأشخاص أو المؤسسات الخيرية والبنوك المؤهلة لذلك حرصاً على مصلحة الفقراء. الالتزام بالشريعة وفي معرض رده على مدى مواءمة الصكوك مع الشريعة قال الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق: إن الانابة في الاضحية جائزة، اذا كان الوكيل مسلماً، كما أن صكوك الاضحية إن كان فيها التزام بأحكام الشريعة، فلا مانع منها فهى جائزة وسليمة، لكن الأفضل أن يذبح كل شخص بنفسه، وذلك لأن الرسول أوصانا بالنحر بعد صلاة العيد، ومن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، كما أن الرسول طلب من ابنته السيدة فاطمة أن تستيقظ لتشهد اضحيتها، لأن الله يغفر الذنوب مع نزول أول قطرة دم من الأضحية، فهي من شعائر عيد الاضحى، وهى سنة مؤكدة، وأضاف: إن هناك شروطاً لابد أن تكون متوافرة بالاضحية وهى ضرورة خلوها من العيوب والامراض، ولابد من توافر سن الذبح بمعنى أن تكون الاضحية قد اكتملت حتى يتم الالتزام بالضوابط الشرعية في الاضحية، اما اذا كان الشخص لا يستطيع أن يذبح بنفسه فلا مانع من الإنابة، فهى جائزة شرعاً، طالما أن الاضحية تصل لمستحقيها، أما الذين يشككون في تلك الصكوك فعليهم ألا يلجأوا إليها ويقوموا بالذبح بأنفسهم. تفعيل الرقابة أكد الدكتور لطفي شاور، مدير عام تفتيش اللحوم والمجازر السابق بمحافظة السويس، أن صكوك الاضاحي عملية نصب سنوية، لأن الاضحية لها مواعيد وشروط، ولابد أن يكون هناك اعلان وتحديد من قبل المسئولين بالجهات المختصة بهذا البرنامج، فقد انتشرت مؤخراً جمعيات خيرية كثيرة تطرح صكوك الاضاحي مع اقتراب قدوم عيد الأضحي المبارك حيث تقدر قيمة تلك الصكوك بنحو مليار ونصف المليار جنيه سنويا، وتلك الأضحية لابد أن تتوافر بها شروط الذبح فلابد أن تكتمل الذبيحة وذلك يتم معرفته عن طريق الأسنان، وهو أمر يجب الالتزم به، فضلاً عن ضرورة خلوها من الأمراض، وأن تكون مملوكة للرجل الذي سيذبحها، وقد تم اقتباس تلك الفكرة من الهدى في الأضاحي، كما هو معمول به في السعودية، وأضاف قائلا: هناك شكوك حول الصك المستورد، لأن عملية الاستيراد لا تتاح لأي فرد، بل تكون من خلال مستوردين وإذا نظرنا الى تلك الجمعيات الخيرية نجدها متعاقدة على شراء لحوم من الخارج، ثم تقوم بوضعها في عبوات، دون وجود إشراف من الدولة، ويطالب الجمعيات الخيرية بضرورة تقديم كشف حساب بعدد الذين تقدموا بشراء الأضحية وحجمها، حتى تكون هناك مصداقية. إقبال متزايد ورداً على ما أثير من شكوك حول مصداقية صكوك الاضاحي، أوضح محمود فؤاد نائب مدير جمعية الأورمان، أن الجمعية لديها خطة لتوزيع اللحوم، بالاماكن التي يتم فيها التوزيع، فضلاً عن أسماء المستفيدين وصور من بطاقات الرقم القومي للمستحقين، هذا بالتعاون مع ما يقرب من 5 آلاف جمعية خيرية أخري في كافة محافظات الجمهورية، وذلك لمساعدتنا في توصيل الأضحية للفقراء والمحتاجين بالقرى والنجوع، بشرط أن تكون الحالات تستحق المساعدة، ومن جانبه اكد انه بعد النجاح الذي حققه مشروع صك الأضحية على مدار الأعوام الماضية تستهدف جمعية الاورمان هذا العام نحو مليون أسرة مصرية، خاصة بعد أن ارتفع حجم الاقبال على شراء الصكوك هذا العام عن العام الماضي بنسبة 25٪ وذلك بعد أن حصلت الجمعية على فتوى من دار الافتاء رقم 280 لعام 2013 والتي تؤكد اجازة التوكيل، وإنابة الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالذبح داخل وخارج مصر، ولمن يتعثر أو يصعب عليه إقامة الشعيرة حتى تتاح الاستفادة من لحوم الاضاحي، بعد زيادة عدد الفقراء في مصر، كما اجازت دار الافتاء أيضاً تقسيط الأضحية حسب فتوى رقم 273 لسنة 2012 سواء كانت الأقساط متقدمة على الذبح أو متأخرة عنه، واجازة تنازل المضحي عن الثلث، وعدم تمسك بعض المضحين بحضور الذبح، وأضاف فؤاد: أنه خلال العام الماضي تم توزيع الصكوك على 700 ألف أسرة، بمعدل 2 كيلو من اللحوم لكل اسرة وبتكلفة بلغت 30 مليون جنيه. وتم التعاقد على 900 طن من اللحوم المجمدة من البرازيل، وذلك حفاظاً على الثروة الحيوانية في مصر، كما أن اللحوم البرازيلية اسعارها معقولة، وتوافق عليها السلطات الصحية والهيئة البيطرية في مصر، وهذا يجعلنا نغطي اعداداً كبيرة من المحتاجين، وتلك الذبائح يتم ذبحها هناك خلال أيام التشريق، بحضور لجنة مشكلة من الجمعية، كما نقوم بالتعاقد مع مزارع في مصر لذبح الأضحية البلدي، وقد قمنا بذبح 400 رأس بلدي من العجول والأبقار العام الماضي. اما هذا العام فقد تعاقدنا على شراء 900 طن من اللحوم البرازيلية أي حوالي 2700 رأس وتقدر قيمة الصكوك بما يتراوح بين 32 و35 مليون جنيه ويصل سعر الصك البلدي الصغير الي 1190 جنيهاً، والكبير ب 1390 جنيهاً، والصك المستورد يصل سعره 890 جنيهاً، أما اللحوم البلدية فقد تعاقدنا علي شراء 450 رأساً من العجول، وكل رأس تمثل 7 صكوك، ونعتمد خلال العيد على توزيع اللحوم البلدية أولاً، وذلك لأن الصكوك المستوردة تأتي بعد شهر ونصف تقريباً، نظراً لإجراءات الافراج الجمركي، وأكد أن هناك خطة مسبقة لتوزيع اللحم البلدي والمستورد بالتعاون مع الشئون الاجتماعية وبحضور مندوبين منهم، وذلك من خلال كشوف يتم إعدادها قبل العيد لتوزيعها على الأسر المحتاجة. منافذ الصكوك تشهد فترة اقتراب عيد الأضحي إقبالاً على حجز وشراء صكوك الأضحية وتتعدد الجمعيات الخيرية التى تقدم هذه الصكوك على المواطنين فى مواسم عيد الاضحي، وتقوم فكرة الصكوك على قيام جمعية خيرية أو أهلية بتلقي مبالغ مالية محددة نظير بيع صكوك الأضحية للمواطنين والانابة عنهم في الذبح.. وتوزيع الجزء المخصص للمحتاجين والفقراء، وقد لاقت هذه الفكرة استحسان الكثير من المواطنين نظرا لما تكفله من توصيل اللحوم الى مستحقيها فى القرى والبلدان الفقيرة. جمعية بنك الطعام تعتبر من أولي الجمعيات التي أخذت زمام المبادرة في موضوع «صكوك الأضحية» لتيسير عمليات ذبح الأضاحي نيابة عن المضحي وتقدم الجمعية نوعين من الصكوك «سُبع» عجل بلدى أو خروف بلدى أما الثانى فهو خروف مستورد حيث يتم ذبح الصك في دول البرازيل، استراليا والهند طبقًا للشريعة الاسلامية، بينما يتم ذبح الخروف البلدى فى المجازر والمذابح الخاصة بالقوات المسلحة ويحصل المشتري على 5 كيلو من صافي الأضحية. ويتم بيع تلك الصكوك فى بعض البنوك والمنافذ الخاصة بالجمعية، وتقوم الجمعية بتعليب وحفظ جزء كبير من هذه اللحوم وتوزيعها علي أكثر من 3 آلاف جمعية عن طريق عربات مجهزة بمبردات، لتتولى تلك الجمعيات توزيعها على الأسر الفقيرة فى مناطقها، بينما يتم تعبئة اللحوم المستوردة بالاتفاق مع أحد الشركات بالخارج ليتم توزيعها طوال العام. جمعية رسالة للأعمال الخيرية هى جمعية خيرية أسست كحركة طلابية ثم اشهرت بعد ذلك، وبدأت الجمعية فى عرض الصكوك منذ 4 أعوام وتقدم رسالة نوعاً واحداً من الصك وهو 1/7عجل برازيلي، ويتم الذبح في الخارج لتصل اللحوم بعد العيد بأسبوع وتتولى مقرات الجمعية وأعضاؤها توزيعها على الاسر الفقيرة، وفقا لقاعدة البيانات التى تمتلكها الجمعية. جمعية الأورومان الخيرية هى منظمة غير حكومية تعتمد على تبرعات المصريين، وتعرض الاورمان فى هذه السنة 3 أنواع من الصكوك وهى «سُبع عجل بلدي، سُبع عجل مستورد، سُبع عجل بلدي صغير». ويتم ذبح جزء بسيط من الصكوك فى المجازر الحكومية بحضور مستشار الطب البيطرى، بينما الجزء الأكبر يتم ذبحه فى البرازيل بسعر أقل من المصري وتقوم لجنة بتغليف اللحمة وحفظها فى الثلاجات ليتم توزيعها بعد ذلك على الأسر المستحقة بالتنسيق مع اللجنة التى يتم تشكيلها من وزارة التضامن الاجتماعى. جمعية الشيخ الحصري هى جمعية تهدف الى تقديم الخدمات الدينية والاجتماعية وتقدم نوعين من الصكوك وهى: سُبع عجل ويكون لك حق امتلاك 10 كيلوجرامات منه، وخروف بلدى ويكون لك حق امتلاك الفخذة التى تساوى 5 كيلو. جمعية مصر بلدي المحروسة جمعية أهلية تنموية تابعة لإدارة البساتين ودار السلام، للتضامن الاجتماعى تقدم صكاً واحداً وهو خروف أو سُبع عجل بلدي ويتم ذبحه فى مقرات الجمعية كما يتيح الفرصة للمشترى لحضور الذبح، ويتم توزيع اللحم من خلال اعضاء الجمعية على الأسر الفقيرة. جمعية قبس من نور تهدف الجمعية الى تقديم الخدمات الخيرية والتنموية للمواطنين والاسر الفقيرة وقدمت الجمعية 4 أنواع للصك وهم: «سهم لا يسترد عبارة عن سُبع عجل بلدي لا يأخذ المشتري منه أي كمية ويوزع بأكمله على الفقراء، سهم ال15 كيلو وهو يمنح المشتري حق امتلاك ثلثي قيمته من العجل والذي يقدر ب15 كيلو، ويوزع الثلث المتبقي على الفقراء، سهم الثلثين وهو يساوي سُبع العجل ويتراوح وزن العجل من 500 الى 600 كيلو، ويكون للمشتري امتلاك الثلثين والذين يتراوح وزنهم من 22 الى 27 كيلو ويوزع الثلث الباقي للفقراء. أما صك الخروف فيكون للمشتري حق امتلاك ثلثي الخروف، والذي يتراوح وزنه بالكامل من 40 الى 65 كيلو وتتولى تلك الجمعيات حفظ وتوزيع اللحوم على الأسر في القري والنجوع الفقيرة. لجنة الإغاثة والطوارئ «اتحاد أطباء العرب» وتعرض هذه اللجنة نوعين الصك البلدى والآخر مستورد والذى يختلف سعره من بلد الى أخرى. وقد تزايدت أعداد شراء الصكوك هذا العام نظرا لثبات الأسعار فى بعض الجمعيات الأهلية بالاضافة لما تكفله هذه الجمعيات من التعاون والتكاتف بين الجميع، وتقوم بعض الجمعيات الاهلية والخيرية بالتبرع بجلود الاضحية لصالح فلسطين، بينما تستفيد الأخرى من عائد بيع الجلود من خلال مزاد علانى لها ، ويتم توزيع هذا العائد علي الايتام والفقراء التابعين للجمعية، كما يتم توجيه بعض تلك اللحوم الى الجمعيات والقري التى تهتم بأطفال الشوارع والايتام وكبار السن. ويختلف المواطنون في اختيار أسلوب التضحية فمنهم من يدفع ثمن صك الأضحية ويترك للجمعيات شراءها وآخرون يشتركون في شرائها ويتركون ذبح وتوزيع اللحوم على الفقراء لتلك الجمعيات الاهلية والخيرية.