مع بدء العد التنازلي لبدء الموسم الدراسي الجديد يعاني العديد من أولياء الأمور وخصوصاً الأمهات من مشكلة تأهيل الطفل لبدء الدراسة، وتحفيزه على المذاكرة والاستيعاب دون أن يؤثر ذلك على صحته النفسية، بعد أن أثبتت العديد من الدراسات أن هناك نسبة من الأطفال تصاب بحالة من الاكتئاب مع بدء العام الدراسي، وذلك نتيجة الأعباء المدرسية والتغير المفاجئ في نمط اليوم، وحرمان الطفل من الكثير من هوياته المحببة، إضافة إلى شعورة بحالة من الخوف والقلق. وتقول الدكتورة رحاب العوضي، استشاري الصحة النفسية:" يجب على كل أم إيجاد طريقة وأسلوب لتحفيز طفلها، لجعله يحب المدرسه والمذاكرة، ولتساعده في التغلب على الخوف الذي ربما ينتابه، وذلك من خلال الحديث معه عن أهمية المدرسة وأنه سيقابل أصدقاء جدد، وسيلعب وسيقضى وقت لطيف معهم"، مشيرة إلى أنه من المهم ألا يتوقف استقبال الطفل لفترة الدراسة على نصائح الأم فقط، بل أيضا على حسن استقبال المدرسة له من خلال حديثها مع الطفل بابتسامة واعطائه الحلوى وألعاب بسيطة". وأضافت استشاري الصحة النفسية:" يجب أن يتعلم الطفل من الأم الاندماج مع الأصحاب، ولا داعى لتوصيته أنه يجب (ألا يعطي أحدا منهم شيء)، بل يجب على الأم تشجيع طفلها على العطاء والمشاركة مع أقرانه لتتكون لديه الشخصية الاجتماعية، القادرة على المشاركة. وحذرت الدكتور رحاب العوضي، قائلة:" العديد من الأمهات لديها الكثير التخوفات من فترة الدراسة والمرحلة الجديدة التي سيقدم عليها الطفل، وتظل توصي الطفل بالانعزال، ولكن هذا ليس اُسلوب للتواصل السليم بل قد تجعل من الطفل شخص انعزالي، ضعيف الشخصية، ولكن عليها أن تمد جسور التواصل والصداقة مع طفلها، لتشجيعه على أن يحكى لها عن كل شيء، لتستطيع أن تكون على دراية بكل ما يحدث للطفل، وتكون أكثر قدرة على التدخل في التوقيت المناسب لتجنب الكثير من المشكلات التي قدر يتعرض لها". وشددت على أهمية أن تكون الأم على تواصل مستمر مع المدرسة بشكل مستمر للاطلاع على ما يدرسه الطفل او ما يقوم به من تصرفات. ونصحت استشاري الصحة النفسية:" يفضّل قبل الالتحاق الرسمي بالمدرسة أن يلتحق الطفل بحضانة أهلية للتعود على الابتعاد قليلا عن والدته وبيته، لأن الطفل تقابله مشكلة أساسية وهى الالتزام، سواء الالتزام فى الفصل أو الالتزام بأداء الواجبات المدرسية والاستيقاظ مبكرا، وتغير النمط اليومي وما يقوم به، ولهذا على الأم تحفيزه وتشجيعه، وسرد بعض الحكايات التي تحثه على طاعة مدرسيه، إلى جانب الثناء عليه أمام الاقارب لزيادة ثقته بنفسه وتساعده على تخطى فترة القلق والذي يصاحبه خصوصًا خلال فترة بدء الدراسة".