مع ارتفاع معدلات تلوث المياه بمصر في الآونة الأخيرة، أقبل المواطنون على شراء "فلاتر المياه" في محاولة منهم لتوفير مياه نظيفة للحفاظ على حياتهم، إلا أنهم اكتشفوا أن الفلاتر أيضًا قد تتسبب في هلاكهم. قال جمال أبو السعود، مالك محل "فلاتر مياه"، إن هناك العديد من أنواع الفلاتر غير صالحة للاستخدام، خاصة مع ارتفاع عدد المصانع المنتجة له، الأمل الذي قلل من مكاسب الشركة وبالتالي اضطرت بعض الشركات للتقليل من جودته لتحقيق مكاسب أكبر. ودعا أبو السعود المستخدمين، إلى الحذر وتغير شمعة الفلتر الأولى بعد ثلاث أشهر من استخدامه، أوعندما يتحولها لونها للبرتقالى قبل الثلاث أشهر، أما الشمعة الثانية فيتم استبدالها كل 6 أشهر أو عند شعور المستهلك بتغير ما في طعم المياه، حتى لا يتعرضون للأمراض. وذكر أبو السعود أن المياه تمر داخل "الفلتر" بالعديد من المراحل، موضحًا أن المرحلة الأولى من فلترة المياه تعمل على إزالة الشوائب والرواسب من المياه، والمرحلة الثانية للرائحة والطعم، والثالثة للتصدى للصدأ والرمل، والرابعة لإزالة الأملاح، والخامسة للميكروبات، والسادسة تضيف نسبة الكالسيوم فى المياه، والسابعة تعمل على قتل البكتيريا بها. واتفق معه جرجس مالك، محل فلاتر، حيث شدد على ضرورة تغيير الشمعة فى الميعاد المحدد لها، لافتًا إلى أن التكاسل عن استبدالها سيكون له آثر غير صحي وستنتشر البيكتريا بالمياه. ومن جهته، قال الدكتور محمد عبد العاطي، رئيس قطاع مياه النيل الأسبق، إنه على المواطن شراء الفلتر ذات المرحلة الأولى، والذى يعمل على إزالة الشوائب والرواسب فقط، نتيجة ضغط المياه ودخولها للمواسير. وأضاف عبد العاطى أن ما يذكره تجار الفلاتر حول مميزات "الفلتر" ذات المراحل المتعددة عن غيره، هى فقط عملية مغارات لصالح الشركات ولبيع جميع الفلاتر المتواجده بها، منوهاً إلى ضرروة الحذر عند شرائه. وأشار خبير المياه، إلى أنه يجب على بائع الفلاتر والشركات الخاصة، توعية المستخدمين بالعمل على تنظيف شماعة "الفلتر" كل شهر، حتى لا تتراكم بداخله بكتيريا تسبب العديد من الأمراض. وأكد عبد العاطي أن هناك عيوب في تصنيع الفلاتر تفوق أضراره بعد التشغيل الأمر الذي يعتبر كارثة على صحة المواطنين. وأوضح الدكتور أحمد نور عبدالمنعم، خبير المياه، أن الحكومة تضخ الكثير من الأموال بمحطات ترشيح الماء لتنقيته لدرجة عالية، وأنها تقوم بإرسال مندوب من وزارة الصحة لمعاينة المياه ومعرفة إذ كانت صالح للشرب أم لا. وأكد خبير المياه، أن المياه الملوثة تنتشر أغلبها بالمناطق الريفية، بسبب المواسير المتهالكة بالأرياف، واستخدامهم ل"الطورمبات" والمياه الجوفية دون مرورها بمراحل تنقية، مشيرًا إلى أنه توجد جمعيات خيرية تتبرع لهذه القرى بمحطات لفلترة المياه حفاظًا على أرواحهم. وقالت الدكتورة رشا الخولي، عميد كلية الهندسة بجامعة هليوبوليس وخبيرة هندسة المياه، إن الحكومه تقوم بتنقية المياه فى محطات التحليل عدة مرات، إلا أنه في الآونة الأخيرة، سعى المواطنون لاستخدام الفلاتر لضمان نقاء أكثر.