لم ترتقِ البعثات الأممية فى الشرق الأوسط فوق مستوى الشجب والإدانة فى مواجهة الجرائم التى ترتكب من جانب الأطراف المتصارعة على السلطة منذ اندلاع ثورات الربيع العربى وحتى اليوم، دون القدرة على الوصول لحل سياسى يرضى جميع الأطراف ويوقف الحرب الدائرة منذ 5سنوات. ورغم تغير الأممالمتحدة لمبعوثيها وخطتها لحل الأزمة، لم يتحقق شىء يذكر، وكأن الأمر اقتصر على الشجب والإدانة وعقد المؤتمرات والتنزه بين الدول على نفقة شعوب سالت دماؤها براً وبحراً. تستعرض السطور القادمة نتائج البعثات الأممية فى سوريا واليمن وليبيا بعد مضى ما يقرب من 5 سنوات على الصراع واحتدام المعارك الضارية التى خلفت ملايين من القتلى والمشردين فى البعثة الأممية فى..سوريا فى فبراير 2012دفعت الحرب الدائرة فى سورياالأممالمتحدة إلى إرسال مبعوثها الخاص والأمين العام الأسبق لديها "كوفى عنان" للعمل على إيجاد تسوية سياسية لإنهاء الصراع وعودة الأمن والاستقرار للمنطقة. وأعلنت "المنظمة" فى بيان مشترك صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، أن الموفد الخاص لدى سوريا "كوفى عنان" سيكلف "إظهار مساعيه الخيرة لإنهاء كل أشكال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان والترويج لحل سلمي للأزمة السورية"، وبعد 6أشهر قضاها "عنان" فى سوريا أعلن عن فشله فى التوصل إلى حل سياسى لإنهاء الأزمة، تاركاً الباب لضيف جديد ومبعوث أممى آخر. ولم تمر سوى بضعة أيام من رحيل "عنان" لتعلن الأممالمتحدة رسميا تعيين الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي مبعوثاً خاصاً مشتركاً لسوريا خلفاً لنظيره السابق. وذكر الأخضر الإبراهيمي فور توليه هذا المنصب الرفيع أنه سيحتاج في مهمته دعما قويا وواضحا وموحدا من جانب المجتمع الدولي بما فى ذلك مجلس الأمن. وبعد جولات مكوكية استمرت 20 شهرًا زار فيها الإبراهيمى عواصم إقليمية وغربية.. منها دمشق، طهران، الدوحة، موسكو، باريس، عقد خلالها مؤتمر جنيف 2 وجمع الحكومة السورية والمعارضة على طاولة واحدة، لم تفضِ جهوده إلى نتائج تذكر سوى إدخال بعض المساعدات الإنسانية إلى حمص، ومخيم اليرموك في دمشق، ليعتذر رسمياً للشعب السورى عن فشله في مهمته، خصوصاً مع ترشح الأسد مجدداً لانتخابات الرئاسة، في الوقت الذي كانت كل المفاوضات بين المعارضة والنظام تقوم على أساس تنحي الأسد. وعبر الإبراهيمى بعد تقديم استقالته عن "شعوره باليأس والإحباط" من عجزه عن إحراز أي تقدم في الصراع السوري للتوصل إلى حل سياسي. وبالرغم من فشل "عنان، والإبراهيمى" أعلن الأمين العام للأمم المتحدة رسميا تعين الدبلوماسي المخضرم "ستفان دي ميستورا" مبعوثًا أمميًا جديدًا إلى سوريا خلفا للأخضر الإبراهيمي، محذراً فى الوقت نفسه من أن الوسيط الجديد ليس لديه "عصا سحرية" لتسوية النزاع ويرث مهمة مستحيلة منذ استقالة الإبراهيمى. ووصلت العملية السياسية التي تدعمها الأممالمتحدة منذ 2012وحتى اليوم وتتلخص في تشكيل حكومة انتقالية يتخلى الأسد بموجبها عن قسم من صلاحياته إلى طريق مسدود وسط تزايد فى أعداد القتلى والمهاجرين. البعثة الأممية فى ..ليبيا وفى ليبيا التحقت البعثة الأممية برئاسة "برناردينو ليون" منذ عام تقريباً " لإيجاد تسوية سياسية لإنهاء الصراع الذى نشأ بعد رحيل نظام العقيد الراحل معمر القذافى، وخاضت البعثة 6جولات من المفاوضات بين الفرقاء الليبيين مابين "جنيف-والصخيرات بالمغرب" وسط اتهامات لمبعوثها الأممى "برناردينو ليون" بالفشل فى مهمته التى تتلخص فى تشكيل حكومة وحدة وطنية فى ليبيا، فى ظل تمدد مايعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ونزوح الآلاف من الليبيين إلى خارج البلاد هرباً من المعارك الدائرة هناك. وتوقع مراقبوان بفشل "ليون" فى التوصل لحل لإنهاء الأزمة قبل 20من أكتوبر المقبل وهو الموعد المحدد لانتهاء فترة عمل مجلس النواب الشرعى، لتدخل ليبيا مرحلة التقسيم، وسط توقعات بخلافة الألماني "مارتن كوبلر" لرئاسة البعثة الأممية حال إعلان الأول فشله بشكل رسمى. البعثة..فى اليمن وفى اليمن لم تختلف كثيرًا بعثة الأممالمتحدة عن أخواتها فى سوريا وليبيا، فقد أعلنت في أغسطس 2012 عن تعيين جمال بن عمر٬ مبعوث لليمن لتقارب وجهات النظر بين الرئيس المخلوع على عبدالله صالح وشباب الثورة لإقناع صالح بالتنحى من منصبه كرئيس لليمن وتوجت خطة بن عمر، بالفشل بعد نحو 4سنوات من المفاوضات بسبب انقلاب المتمردين الحوثيين على السلطة ووثيقة السلم والشراكة التى وقعت برعاية الأممالمتحدة ودول الخليج، مما اضطر بن عمر لتقديم استقالته بعد اتهامات له بالتواطؤ مع متمردى الحوثى بعد انقلابهم على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادى، ليتولى فى 25 أبريل من العام الحالى الدبلوماسى الموريتانى إسماعيل ولد شيخ أحمد رئاسة البعثة الأممية خلفاً ل جمال بن عمر المستقيل. من جهته وصف الإعلامى الليبيى، محمد الرميح، البعثات الأممية فى دول الشرق الأوسط بأنها جزء من الأزمة وما المفاوضات التى تجريها بين الأطراف المتصارعة فى الدول سالفة الذكر "لاتثمن ولاتغنى من جوع"، منذ قيام ثورات الربيع العربى وحتى اليوم، -على حسب قوله-.