توقعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية استمرار التدفق غير المعتاد للاجئين والمهاجرين السوريين إلى أوروبا بسبب الحرب المستمرة هناك منذ أربعة أعوام، واصفة هذا التدفق بأنه "أكبر هجرة إلى القارة منذ الحرب العالمية الثانية". أضافت الصحيفة في تقرير ورد على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء - "إن السوريين يمثلون نصف اللاجئين والمهاجرين البالغ عددهم 381 ألفًا الذين سعوا للجوء إلى أوروبا حتى الآن هذا العام، وهو ضعف العدد الذي سجل في العام الماضي 2014 بما يجعل السوريين المكون الرئيس في موجة اللجوء الجديدة". أشارت إلى أن هذه الموجة المستمرة عبر أوروبا دفعت المجر والنمسا وسلوفاكيا إلى تشديد الرقابة الحدودية أمس، وذلك بعد يوم واحد من إعلان ألمانيا تقديراتها بأن أكثر من مليون شخص يمكن أن يصلوا أوروبا بحلول نهاية هذا العام، وبدأت في فرض قيود على هؤلاء القادمين إلى البلاد. ونوهت الصحيفة بأن المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين قدرت بأن 78 في المئة من المهاجرين على قوارب، الذين جرفتهم الأمواج إلى شواطئ اليونان في شهر يوليو الماضي من السوريين. وأوضحت أن بعض هؤلاء المهاجرين هم بالفعل من بين أربعة ملايين لاجئ دخلوا دولًا مجاورة، لكن هناك الكثير الذين يأتون من داخل سورية، وهو ما وصفته مليسا فلمينج المسئولة بالمفوضية بأنه "خروج جماعي جديد" من الدولة التي مزقتها الحرب. وذكرت الصحيفة أن هؤلاء المهاجرين يتجنبون مخيمات اللاجئين ويتجهون مباشرة إلى أوروبا. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن شوارع مدينة أزمير الساحلية التركية تكتظ بالسوريين الذين ينتظرون مكانًا في أحد القوارب الواهنة التي ستقلهم إلى اليونان، ويقولون إن أصدقاءهم وعائلاتهم ستتبعهم، ونقلت عن شاب سوري اسمه محمد (30 عامًا) الذي صعد ثلاثة جبال ليشق طريقه عبر الحدود التركية من مدينة حلب مع زوجته الحامل قوله "الجميع الذين أعرفهم سيغادرون سورية، وكأنها ستفرغ من أهلها". ويقول محللون إن هذا أمر سيحدث بشكل حتمي، إذ سيأتي وقت لا يطيق فيه السوريون انتظار نهاية لمثل هذه الحرب الوحشية المستمرة منذ أربع سنوات التي قتل فيها 250 ألف شخص على الأقل.