تناولت صحف أمريكية قضية الهجرة واللجوء للولايات المتحدة، ودعت إلى فتح أبواب أمريكا للاجئين والمهاجرين، وقالت إن "عظمة أمريكا" قامت عليهم في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ونشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية مقالا لكوري سشيك بعنوان "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى.. وافتحوا الأبواب للاجئين السوريين"، مستخدما شعار المرشح للحصول على اختيار الحزب الجمهوري للمنافسة الرئاسية دونالد ترامب "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى"، والذي يدعو بشدة لإغلاق أبواب الولاياتالمتحدة أمام اللاجئين وتشديد قوانين الهجرة. وأوضح الكاتب الكيفية التي أسهم بها المهاجرون واللاجئون في نهضة أمريكا وما أسماه عظمتها، قائلا إنهم غالبا ما يضيفون مهارات جديدة تجعل أمريكا في وضع تنافسي مميز بين دول العالم، كما أنهم ينشئون مشروعات جديدة تخلق مزيدا من الفرص للتوظيف والعمل، ويختبرون ويكافئون قدرة التسامح بالمجتمع ويعززون إحساس الشعب الأمريكي بأنه مجتمع يمجد ويحتفي بالفرص الجديدة والحريات الفردية، ويضخون دماء جديدة في ثقافة المرونة التي تسببت في استيعابهم والترحيب بهم. وقال الكاتب إن الدول التي توافق على استيعاب اللاجئين تخلق لنفسها مشاكل طويلة المدى، مثل مشاكل الاستيعاب الثقافي والتوظيف وردات الفعل السياسية، لكنها -وفي الوقت نفسه- تحصل على مكاسب، أهمها الافتخار بمواجهة المشاكل ومساعدة المضطهدين، والفقراء والمتعبين. أما واشنطن بوست فقد نشرت مقالا لستيف كيس يقول فيه إنه رجل أعمال ومستثمر مثل دونالد ترامب ويرغب مثله في "إعادة عظمة أمريكا"، لكنه يختلف عنه في رؤيته بشأن كيفية إعادة هذه العظمة. وأوضح أنه -وسط ما قال إن أمريكا في طريقها لخسارة المنافسة في المعركة العالمية من أجل اجتذاب العقول- يدعو لفتح أبواب البلاد أمام الهجرة واللجوء، قائلا إن الدراسات المتتالية أثبتت أن المهاجرين واللاجئين يخلقون فرص العمل الجديدة، ويسهمون بقسط وافر في نمو الاقتصاد. وانتقد سياسة بلاده تجاه الطلاب الأجانب الذين يدرسون بها، قائلا إن أمريكا من الدول القليلة بالعالم التي لا تزال تتبع سياسات هجرة ضارة بالاقتصاد، إذ ترفض بقاء هؤلاء الطلاب بها بعد تخرجهم، في حين تقوم الدول المنافسة مثل الصين واليابان وكندا بعمل كل ما في وسعها لأغراء هذه الفئة الواعدة بضخ دماء جديدة في الاقتصاد والمجتمع والثقافة. وقال إن أمريكا هي في الأصل دولة مهاجرين ولاجئين، وإن المشاكل التي تعانيها الآن مثل البطالة، وازدياد الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وعجز الموازنة الحكومية، وارتفاع معدلات الجريمة والإحساس بأن المجتمع يخرج عن السيطرة؛ جميعها مشاكل حقيقية، لكن لا يمكن القول إن أيا منها سببه الهجرة واللجوء كما يروّج بعض الساسة والقوى مثل دونالد ترامب.