جدل كبير أثارته السفارة الإسرائيلية، منذ افتتاحها عام 1979، طبقًا لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، حيث اتخذت أول مقر لها في شارع محيي الدين أبو العز بحي المهندسين، قبل أن تنتقل إلى موقعها الحالي وتحتل الأدوار العليا في أحد الأبراج المطلة على كوبري جامعة القاهرة. وشهدت السفارة الإسرائيلية عدد من الأحداث، ارتبطت بقضايا أشعلت الغضب الشعبي، مثل اعتداءات إسرائيل على لبنان عام 1982، ومذبحة "صابرا وشاتيلا"، وحرق المسجد الإبراهيمي، ومذبحة قانا، وانتفاضة الحجارة 1987 وانتفاضة الأقصى 2000 والاعتداءات المتكررة على غزة. واشتدت حدة الغضب الشعبي خلال الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير 2011، فشهدت السفارة الإسرائيلية هجوم واشتباكات من المتظاهرين، ونجح البعض منهم في اقتحامها، فكانت بمثابة شرارة أولى لتفريغ غضبهم فيها. واضطرت الدولة المصرية لإغلاقها لمدة 4 أعوام، لتعيد إسرائيل افتتاحها أمس، في الذكرى الرابعة لذلك الاقتحام الذي هاجم فيه المتظاهرين مبنى السفار الإسرائيلية ونكسوا علمها. بدأت أولى الاحتجاجات في 8 إبريل 2011، بعد نجاح ثورة 25 يناير في إزاحة الرئيس المخلوع "حسني مبارك"، فشهد محيط السفارة تظاهرات كبيرة؛ تنديدًا بالاعتداءات الإسرائيلية في غزة، وأسفرت عن سقوط 19 شهيد. وكان ذلك أول عدوان إسرائيلي على الفلسطينيين بعد ثورة يناير، وكان بمثابة أول اختبار صهيوني لمصر الثورة، ومدى التزامها بالمعاهدة. واستطاع المحتجين خلال تظاهرهم كسر الحواجز الأمنية للسفارة، والتجمع أمامها وحصارها لساعات طويلة، ونجحت تظاهرات الشباب في إرغام العدو الصهيوني على إيقاف العدوان على غزة، بعدما فقدت قوات الشرطة السيطرة على حركة المتظاهرين أمام السفارة. وفي سبتمبر 2011، اشتعلت التظاهرات مرة أخرى بشكل أعنف، وطالب المتظاهرون بطرد السفير الإسرائيلي وغلق السفارة وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الجانب الإسرائيلي، وتطورت الأحداث، حيث استطاع البعض اقتحام مبنى السفارة. وكانت حادثة تبادل إطلاق النار عبر الحدود المصرية وقتل خمسة أفراد منهم على يد إسرائيل، حينما اشتبكت قوات إسرائيلية مع ناشطين فلسطينيين قالت إنهم تسللوا عبر الحدود مع سيناء وقتلوا ثمانية إسرائيليين، هي التي أشعلت الغضب في تلك المرة. فأدت تلك الحادثة إلى غضب شعبي كبير، دفعت المواطنين للتظاهر أمام مبنى السفارة، واستطاع "أحمد الشحات" اقتحام السفارة الإسرائيلية في ذلك اليوم وأطلق عليه اسم "سبايدر مان"، حيث تسلق العمارة الموجودة بها السفارة لنزع العلم الإسرائيلي من مكانه، ورفع العلم المصري. واستمرت التظاهرات لمدة 6 أيام متتالية، لوح خلالها المتظاهرون بالأعلام المصرية والفلسطينية، مرددين هتافات مناهضة لإسرائيل. ودخل المتظاهرين في اشتباكات مع الأمن؛ مما أسفر عن ثلاثة قتلى و1049 جريح، وقعوا أثناء محاولة المتظاهرين اقتحام السفارة الإسرائيلية وهدم الجدار الخرساني المحيط بالمبنى، فاندلعت مصادمات مع قوات الأمن، وتم القبض على 75 شخص من جانب قوات الشرطة. وقطع عيد الفطر المبارك تظاهراتهم، فقامت الحكومة ببناء جدار عازل من الخرسانة المسلحة، حول السفارة لحمايتها من المتظاهرين، ولكنهم عادوا من جديد بتظاهرات أعنف وأعداد مضاعفة، وقاموا بهدم الجدار العازل. كما استطاع البعض منهم تسلق المبنى للمرة الثانية، واقتحام غرفة أرشيف ملحقة بالسفارة، لتقليب محتوياتها، لتقف إسرائيل والبيت الأبيض على قدم وساق، ويطالب الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الدولة المصرية بضرورة حماية موظفي السفارة ومحتوياتها. ولم تتوقف الاعتداءات على السفارة الإسرئيلية إلى هذا الحد، ولم تكن تلك الاشتباكات هي نهاية المطاف، بل تكررت من جديد في نوفمبر 2012، ليتظاهر العديد من الثوار في محيط السفارة، لدعم القضية الفلسطينية، والدفاع عن الفلسطينيين فى مواجهة الاعتداءات الصهيونية. وطالبوا أيضًا بقطع العلاقات وسحب السفراء، ونظموا مئات الزيارات إلى غزة عبر معبر رفح، عقب تجدد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين بغزة.