«حلمك يا شيخ ويكيليكس!!» بقلم : وجدي زين الدين الأثنين , 05 سيبتمبر 2011 09:55 كلنا من أبناء جيلي والأجيال التي تسبقنا يتذكر جيداً المسرحية الكوميدية «حلمك يا شيخ علام» التي لعب بطولتها الفنان القدير الراحل أمين الهنيدي والفنانة القديرة كوثر العسال - أمد الله في عمرها.. أقول هذا الكلام بمناسبة الأخبار التي بدأت تتسرب علي حد زعم ما يسمي بموقع «ويكيليكس» الذي تتسرب كما يقولون منه أخبار عن العالم والشرق الأوسط ومن بينه مصر. لن أكون مبالغاً بالمرة إذا قلت إن «ويكيليكس» المزعوم يشبه تماماً الدور الذي كان يقوم به النصاب في مسرحية حلمك يا شيخ علام في إصلاح الحال بين الزوج والزوجة في المسرحية المصرية الرائعة. موقع «ويكيليكس» المزعوم ينشر أخباراً أو علي حد قول الأمريكان تتسرب منه أخبار.. وآخر هذه الأخبار المزعومة ما ورد بشأن محاولة اغتيال محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة جمهورية مصر العربية. قال الموقع المزعوم إن السيد البرادعي نجا من الموت بأعجوبة أثناء ادلائه بصوته في الاستفتاء الذي أجرته مصر مؤخراً. واستطرد الموقع الغريب والعجيب أن «البرادعي» كان سيموت قتيلاً بحقنة سامة إلي آخر الرواية التي يرفضها العقل والمنطق، فمصر أولاً لا تعرف مثل هذا النوع من عمليات الاغتيال.. وثانياً أن السيد «البرادعي» عبرت الجماهير عن رفضها له أثناء ادلائه بصوته في لجنة الشيماء ويومها أقام اتباع «البرادعي» من أصحاب الأجندات الخاصة والخارجية الدنيا ولم يقعدوها، وتصورا أن الشعب المصري سيقبل بهذه التمثيلية السخيفة. وتمر الأيام والشهور بعد الاستفتاء، ونفاجأ بهذه التمثيلية يعاد ذكرها مرة أخري وإضافة عليها أنه نجا من الاغتيال حقناً بالسم!!.. فهذه هي أمريكا وأذنابها في كل الدنيا يكذبون بل ويتفنون في الكذب ثم يصدقون أكاذيبهم وافتراءاتهم، ويعاودون ترديد نغمات مشروخة مرفوضة جملة وتفصيلاً.. تصوروا أن الشعب المصري «أهطل وبريالة» لا قدر الله حتي يقتنع بمثل هذه «الخيابة» من مؤلفيها.. وفي الحقيقة أن السيد البرادعي وكل أصحاب الأجندات الخارجية الذي يقبضون من أمريكا انكشف أمرهم وفاحت روائحهم العفنة فراحوا يخترعون مع من يمولهم حكايات وحكايات!!. للأسف إن أمريكا ومن ترعاهم من المصريين - وهم قلة - لم يفهموا بعد طبيعة أبناء النيل، أخطأوا في حقهم عندما تصوروا أن المصريين يمكن أن تنطلي عليهم الأكاذيب والخدع، فالشعب المصري الذي استعمر الانجليز أرضه قرابة واحد وسبعين عاماً، لم يرضخ ولم يكن له أي ولاء للإنجليز، فكيف يكون له ولاء بعد هذا الزمن للأمريكان.. المصريون «عجينة» - إن صح التعبير - مختلفة عن عجائن شعوب كل العالم.. المصري يصبر ويزداد صبراً علي من ينال منه ليس ضعفاً منه وإنما ليزداد قوة وتماسكاً، ويثأر من ظالمه مهما طال الأمر، ومهما كانت قوة هذا الظالم. الأخوة المصريون الخارجون علي ناموس ونمط المصريين الأصلاء وباعوا أنفسهم من أجل دولارات أمريكا أو الاستقواء بها، لن يكون لهم دور أبداً في مستقبل مصر الجديدة، ولن يقبل المصريون أية وقيعة يقوم بها هؤلاء العملاء الخونة بين أبناء الوطن وبين المجلس العسكري الذي يفوت كل الفرص علي هؤلاء التابعين وبجدارة فائقة فجيش مصر يحرس الثورة ولا يزال ويقوم بدور وطني يشهد له القاصي والداني، كما أن ابناء المصريين وهم الكثر العقلاء يدركون هذه الحقائق الدامغة ويتجاوبون مع الحق والعدل، ولا يجرون وراء مزاعم وافتراءات مكذوبة لا أساس لها في الواقع وعديمة الصحة. فعلاً «ويكيليكس» هو النصاب في مسرحية حلمك يا شيخ علام، وهو اختراع أمريكي ينشر أو يبث أو كما يقول تسربت منه أخبار من هنا وهناك بعضها يصادف الحقيقة وأغلبها كذب للضحك علي شعوب العالم وبث الوقيعة والفتنة بهدف السيطرة علي دول العالم ومنها مصر.. ولأن المصريين هم خير جند الأرض لم يتأثروا أو تساورهم شكوك في حقيقة أن أمريكا وأذنابها لا يرجون خيراً لأرض الكنانة.. والأدلة كثيرة لا تعد ولا تحصي.. وصحيح أن حكام العرب في الآونة الأخيرة عاشوا فساداً وظلماً وهو المدخل الذي تدخل منه أمريكا، إلا أن الشعوب العربية كانت بالمرصاد لكل حكامهم الظالمين، وربيع الغضب العربي خير دليل علي ذلك، وليس لأن أمريكا لها دور في ذلك.. أما ما يقوم به أذناب الأمريكان وعمالتهم لواشنطن فلن يفلحوا في الضحك علي المصريين، ومهما حالفت الصدفة شيئاً من الحقيقة في «ويكيليكس» فقد كذب الأمريكيون ولو صدفوا. وفي الأيام القادمة سنفاجأ بأخبار كثيرة ستبدأ أمريكا وحلفاؤها، في نشرها سواء في وكالات الأنباء العميلة أو في الفضائيات المأجورة أو في الصحف الممولة من الخارج، وكلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، فسنجد زيادة في السموم الأمريكية لمحاولة الوقيعة وبث الفتنة والفرقة، وأبناء مصر أكثر وعياً وحرصاً من أن يتجرفوا وراء هذه «الخزعبلات» والافتراءات والأكاذيب.. ستظل مصر أكثر تماسكاً وقوة، وسيظل المصريون حريصين علي نجاح الثورة وحصد نتائجها الايجابية.. لن تنخدع عقولهم أو قلوبهم للذين يعملون لحساب أجندات خارجية، أو الذين يتم تمويلهم من الخارج للصرف علي فضائيات مأجورة أو صحف عميلة. ويوم قلت في مقال سابق إن حزب الوفد بقياداته علي مر تاريخه لا يدار من الخارج، ولا تحركه فضائيات مأجورة أو صحف عميلة، سيظل يتلقي الضربات الواحدة تلو الأخري، وسيزيده ذلك عزيمة واصراراً علي الحق والولاء للوطن أولاً والشعب الحر ثانياً.. ولن يهن أو يهدأ أبداً في سبيل نصرة مصر الحرة غير التابعة.. ولن يزحزح حزب الوفد عن وطنيته دعاة الأكاذيب والافتراءات، وسيظل أي هجوم عليه وعلي قياداته بمثابة تاج يتزين به في محراب الوطنية. أما أصحاب «ويكيليكس» وأعوانه من المتمردين علي حب مصر فسيكون مصيرهم النسيان ليسوا فيمن حضروا وليسوا فيمن غابوا.. وتبقي مسرحيات «ويكيليكس» صورة باهتة من مسرحية «حلمك يا شيخ علام».