رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا القدس - ا ف ب: الأحد , 04 سيبتمبر 2011 20:36 تأمل اسرائيل في تهدئة الازمة الدبلوماسية الحادة مع تركيا الحليف الاستراتيجي السابق، لكن ليس بأي ثمن، محملة انقرة مسئولية التوترات بسبب الهجوم الدامي الذي شنه كومندوس من البحرية الاسرائيلية على اسطول متوجه الى غزة في مايو 2010. وقال وزير البيئة جلعاد اردان - المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو- للاذاعة العامة "إن اسرائيل ليس لديها اي مصلحة في التصعيد مع تركيا، بل على العكس". واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ييغال بالمور "ان تركيا ليست بلدا عدوا". وقررت تركيا طرد السفير الاسرائيلي في انقرة وتجميد العلاقات العسكرية التي كانت مزدهرة فيما مضى، كتدبير عقابي لاسرائيل على رفضها تقديم اعتذار بعد الهجوم على اسطول مساعدات انسانية كان متوجها الى قطاع غزة مما ادى الى مقتل تسعة اتراك. وكان الهجوم الاسرائيلي على مجموعة من السفن كانت تنقل مساعدات انسانية الى قطاع غزة وقع في الحادي والثلاثين من مايو 2010 في المياه الدولية قبالة قطاع غزة، مما زاد من غضب الاتراك. واتخذت انقرة هذه التدابير إثر نشر تقرير يوم الخميس الماضي عن التحقيق الذي طلبته الاممالمتحدة والذي اعتبر ان الجيش الاسرائيلي لجأ الى قوة مفرطة ولامنطقية لكنه اقر بشرعية الحصار البحري الذي تفرضه اسرائيل على غزة. وعبرت اسرائيل عن بعض التحفظ ازاء التقرير، خلافا لتركيا التي انتقدته، و رفضت الاعتذار ورفع الحصار البحري عن غزة كما تطالب انقرة. وقال الوزير المكلف للشئون الاستراتيجية موشي يعالون للصحفين "إن الاتراك هم السبب في تدهور العلاقات وأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يريد ان يبرهن لجميع دول المنطقة انه نجح في إرغام اسرائيل على التنازل بالرغم من تقرير للامم المتحدة جاء في مصلحتنا". واضاف ييغال بالمور "في كل مرة تتقدم فيها المحادثات بين البلدين يقدم فيها القادة الاتراك مطالب جديدة وانذارات مما يحملنا على التساؤل عما هي مشاريع تركيا الحقيقية". واعتبر مسئول اسرائيلي كبير طلب عدم كشف هويته بلهجة تقل دبلوماسية ان "تركيا اختارت الهروب الى الامام وتطبيق استراتيجية خطرة افضت في الوقت الحاضر الى عزلة متزايدة". وقال هذا المسئول " إن احدا لم يفوض تركيا لضمان حرية التنقل في البحر المتوسط ونأمل ان يتمكن الحلف الاطلسي من افهام انقرة ذلك". وكان يلمح بذلك الى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي حذر من ان بلاده "ستتخذ كافة تدابير الحيطة التي تعتبرها ضرورية لسلامة حركة الملاحة البحرية في شرق المتوسط". ولم يعط مزيدا من التفاصيل لكن مصدرا مقربا من حكومة انقرة اوضح ان البحرية التركية تلقت الامر بان تكون اكثر نشاطا وتيقظا في شرق المتوسط. وندد المسئول الاسرائيلي ايضا بالاستراتيجية العثمانية الجديدة التي ينتهجها اردوغان التي تهدف لإعادة فرض هيمنة تركية على جزء من المنطقة. واضاف ان محاولات انقرة للتقرب من سوريا وليبيا فشلت والعلاقات مع مصر مترنحة والتوتر تصاعد مع ايران التي لديها الطموحات نفسها للهيمنة، وكذلك مع قبرص واليونان. وتابع: "من المؤسف حقا ألا تفهم تركيا ان اسرائيل بلد صديق وامين".