المعرض الأهم هذا الأسبوع.. معرض الفنان محمد عبلة.. فى المركز الثقافى الهندى، أطلق «عبلة» على معرضه عنوان «زيارة إلى الهند»، المعرض يضم أربعين لوحة زيتية تجريدية تجسد مشاهد من مصر، ومن الهند، يهتم عبلة فى لوحاته بلغة الإيقاع التى تجعل من لوحاته، لوحة واحدة ممتدة، فى معرضه دائماً يتجاوز السائد التقليدى ولا يلتفت إلى الكليشات السائدة على صعيد الموجود إذ يعتبر اللوحة عملاً ثقافياً نقدياً.. وقد لا يخلو من مغامرة، فقد بدأ محمد عبلة يقينه فى عالم الفن التشكيلى، متمرداً على كل المدارس الكلاسيكية، ومواصلاً بحثه فى تأسيس كيان فنى يتطلب هذه الثورية الممتدة، فى الغالب كانت قوة الجاذبية لديه كامنة باستعماله الحركات اللونية المنغمة المتقلبة من حالة إلى أخرى كأنها أنغام موسيقى هائجة.. معتمداً بكثرة على عنصر المفاجأة والتنقل من خيط لآخر بالحبكة القصصية بشكل يشد إليه الأنظار، محركاً ملامح وجهه بل ويديه وأطرافه وكل حواسه، كأنها بداية دائماً وليس نهاية ولهذه الأسباب فإن محمد عبلة من الفنانين القلاقل أصحاب المراحل الفنية التى تعكس ثوريته، ففى كل مرحلة يبدو شاباً لا يعرف الكهولة والذبول.. نظرته للفن تنطلق من إيمان بأن التشكيل المصرى يصبح ذو شأن حقيقى عندما تختلط روح الفنان المبدع مع روح ثوريته المتأججة دائماً.. وعندما يميزان بين مهاتها، طبعاً سيضطر الفنان المبدع ببساطة أن يحول العمل الفارغ أو الذى بلا عمق، إلى عمل متحرك فارق مكشوف الروح ملىء بالاجتهادات، ورموزه دائماً تلقى بأسرارها فى عيون المتلقى بلا عناء أو ثقل.. وأما وقد مال «عبلة» إلى التجريد الشعبى، فإنه قد عثر على كنوز لا تفرغ وحيل لا تعرف الانحياز. لهذا فإن الجمهور القادم إلى معارض محمد عبلة يأخذ الطرق الفرعية دائماً، لأنه يعرف أن هناك مفاجآت دائماً.. وهناك جديد فى كل مرة.. وكانت مصر دائماً تاريخاً وعمقاً وحضارة و«فكلور» هى القاسم المشترك الأعظم فى كل لوحاته.. وفى كل مراحله.. تعرض محمد عبلة فى بدايات القرن الواحد والعشرين لتجربة مؤلمة، حيث تعرض رسمه فى القاهرة القديمة إلى حريق لم تعرف أسبابه حتى الآن، وفقد بسببه مجموعة من أهم لوحاته.. كانت تشكل تجربة معرض شديد التميز ويبدو أن هذه السنوات كان الفن فيها مطارداً والفكر والأدب الجاد والشعر مطروداً من جنة الدولة، فكانت لا تريد الدولة وقتها سوى الثقافة التى لا تعطى فكراً وإنما هى للاستهلاك.. هى مجرد فانتازيا وديكور مزيف، وقد وجد محمد عبلة مثل عشرات من المثقفين الثوريين الجادين أنفسهم بعد ثورتى 25 يناير و30 يونية.. وجدوا روحهم تولد من جديد بعد أن كادت أن تترنح على مذبح سلطة التوريث التى زالت وزال معها تآمر استمر على مصر أربعين عاماً.. وبعد طرد الاستعمار الأمريكى من مصر. تطهر الفن والأدب والفكر من كل الشوائب الصهيونية التى كم عاقت المبدعين عن القيام بدورهم الجاد فى حماية وجدان الشعب وتاريخه وحضارته.. محمد عبلة قام برحلة دراسية لمدة سبع سنوات فى أوروبا فى عام 1978.. وعرضت أعماله لأول مرة فى معرض منفرد بقاعة هوفمان شمال ألمانيا فى عام 1979.. ثم فى قاعة «إيه إيه أى» بمدينة فيينا فى عام 1981.. وفاز بالجائزة الأولى فى معرض القاهرة فى عيون الفنانين. كواليس تشكيلية لاتزال لجان الاختيار بوزارة الثقافة، تقوم بعمليات فرز المبدعين المتقدمين لنيل جائزة الدولة للإبداع فى الأكاديمية المصرية للفنون بروما.. المطلوب اختيار عشرة مبدعين للفوز بمنحة الدراسة بالأكاديمية.. مديرة الأكاديمية الدكتورة جيهان زكى، تؤكد أن مناخ الأكاديمية حالياً أصبح رحباً ليعيش الفنانون هناك فى حرية حقيقية تسمح لهم بأكبر فرصة من الاستفادة من مدارس الفن الحديثة وتعميق رؤيتهم للفن المصرى بالاختلاط بالأجواء الثقافية الإيطالية وعرض أعمالهم فى قاعات الأكاديمية لتعميق التواصل بين مصر وأوروبا وبين الشرق والغرب عموماً.. تشمل مجالات جائزة الإبداع الفنى: النحت والتصوير الزيتى والنقد الفنى والإخراج المسرحى والجرافيك وإدارة خشبة المسرح والإدارة الثقافية. تقرر أن تشارك 48 لوحة تشكيلية مصرية فى افتتاح «كارافان» القارة الدولى فى دورته السابعة التى تنطلق فى نوفمبر المقبل بالقاهرة. يشارك فى الدورة الجديدة للمهرجان 40 فناناً منهم 25 فناناً مصرياً من مختلف الأجيال و5 فنانين عرب وعشرة فنانين من أوروبا وأمريكا. الفنان التشكيلى رضا عبدالرحمن القومسير الدائم للمهرجان أكد أن اختيار الفنانين وأعمالهم شمل فنانين من الجيل الجديد لم يسبق لهم المشاركة فى المهرجان من قبل.. ومن الأسماء العربية الفنانون أحمد البحرانى وسيروان بران، وتم دعوة عدد كبير من كبار الفنانين التشكيليين منهم عصمت داوستاشى وفاروق وهبة وأحمد نوار وأحمد صقر وأمل نصر ونهلة رضا وأحمد عبدالفتاح ويصل عدد المشاركين فى المعرض 25 فناناً هذا العام مقابل 15 فناناً من جميع أنحاء العالم. وتقرر أن ينتقل المعرض من القاهرة إلى اسطنبول بتركيا ثم لندن ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية ليعرض مرتين هناك.. الأولى فى نيويورك وفى قاعة فريز آرت فير والثانية فى شيكاغو، ثم الاتفاق على أن يكون رمز مفتاح الحياة المصرى هو تيمة مهرجان عام 2015. تمر هذه الأيام ذكرى رحيل الفنان التشكيلى الرائد حسين بيكار، وهو أحد رموز الفن فى القرن العشرين، ولد عام 1913 بالقاهرة وتخرج فى كلية الفنون الجميلة وعرض فى تجربة معرض أسوان 62 لوحة بأسلوبه الرومانتيكى المميز، وقد اعتبر النقاد هذه اللوحات مفتاح شخصية بيكار حيث انطلق بعد ذلك استلهام التراث المصرى وقصص ألف ليلة وليلة فى أعماله وشارك فى إخراج أغلفة مئات الكتب المصرية والعربية ورسمها الداخلى خاصة فى مجالات الشعر والقصة والرواية، من بينها رواية السيرة الذاتية لعميدالأدب العربى طه حسين «الأيام» كما تميزت مجلة «سندباد» للأطفال برسوماته العبقرية التى أتمنى أن تعيد هيئة الكتاب طبعها أو يتولى وزير الثقافة هذه المهمة بحيث تظهر فى طبعات فاخرة تظهر براعة اللون والفكر عند بيكار، فى منتصف الخمسينيات عمل فى مؤسسة أخبار اليوم حتى رحيله واشتهر هناك بأزجاله الانتقادية الساخرة التى تزاملها رسمات مصرية مبهرة. [email protected]