الغيرة الزوجية هي "الفلفل والشطة" كما يقولون، وهي ما تمنح الحياة الزوجية نكهة خاصة، وتشعر كل من الطرفين بمدى حب وحرص الطرف الاخر عليه، وعندما تشعر الزوجة بالغيرة على زوجها، فهي ترسل له رسالة ضمنية إنها تحبه وتخشى فقدانه أو مشاركة أخرى فيه، وهي من أكثر الأحساسيس التي ترضي غرور الرجل حتى ولو أنكر ذلك، بل تشعره بالسعادة وأنه رجل مرغوباً به، لكن تظهر المشكلة إذا زادت الغيرة عن حدها، وتطورت إلى شك تحرق نار الحب بينهما، وتتحول الجنة من منزلهما إلى جحيم يجعل الزوج يفر من منزله ومن علاقته مع زوجته. وفي هذا السياق، توضح الدكتور رشا عطية استشاري علاقات أسرية وزوجية، أن الشك أحد الفيروسات التي تهدد الحياة الزوجية ويؤدي بها إلى الانفصال التام. وتتابع عطية :" أن الشك له شقين أولا القلق وهو شخص قلوق بطبعه، والثاني الشك وهو ناتج عن فقدان الثقة بالنفس وبالآخرين". وترجع عطية الشك إلى أسباب عدة أهمها فقدان الثقة بالنفس وفي الآخرين، والرغبة بالامتلاك، والافتقار إلى الصراحة بين الزوجين. وتضيف :" توجد علامات ثير دافع شك الزوجة عندما تجد تغير من جانب زوجها تجاها، أو انشغاله الدائم عنها وعن تربيه الابناء، أو النفور من العلاقة الحميمة، كل هذه العلامات قد تثير دافع الشك عند الزوجة وفي هذه الحالة يكون الشك طبيعيا مستثار نتيجة عدة أسباب، وهنا من حق الزوجة مصارحة زوجها بذلك". مؤكدة أن كل شخص يحتاج إلى درجة بسيطة من الشك للتيقن من الأمور ومعرفة حقيقة ما حوله لتجنب الوقوع في الأخطاء، وعكسه هو التصديق الساذج. وتتابع :" أما الشك المرضي عند الزوجة الذي يهدد حياتها الزوجية ويكاد أن يؤدي بها إلى الانفصال التام، عندما يكون مبني على الأوهام والتخيلات والضلالات، أوالتفسير الخاطئ لبعض المشكلات بين الزوجين، أو حين تكون الأفكار غير منظمة وغير مقنعة ينقصها المنطق والعقل، حيثُ تطلق العنان لمخيلتها لتتخيل أحداث ومواقف لا تمت للواقع بصلة، حيثُ يبدأ يتبادر إلى أذهانها سوء الظن بأن زوجها يخونها الآن". وتؤكد عطية، أن الشخصية الشكاكة هي الشخصية التي يسودها الأحساس بالنقص، حيثُ نجدها لم تحصل على الحب والحنان الكافِ منذ الصغر، أو أن تكون ذو شخصية انطوائية لا تميل للاصدقاء والتحدث مع الآخرين، لافتة إلى أن هذه الشخصية يسود في داخلها اعتقاد أنها غير جديرة بالحب، وأن الطرف الآخر ممكن أن يتركها أو يخونها حتي وأن لم يجد سبب لذلك. وتشدّد عطية على الفتيات المقبلات على الزواج والمتزوجات على ضرورة تجنب الشك مع أزواجهن، مؤكدة أن الشك يجعل الزوج ينفر من العلاقة وغير قادر على استكمالها. وتُنصح المتزوجات على ضرورة العناء بجمالهن واناقتهن لتدعيم ثقتهن في النفس الذي يُعد أحد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الشك، وكذلك العناء بمنزلها وبأولادها وبزوجها. كما أوصت المتزوجات بالبعد عن الدوافع اللامنطقية التي تثير دافع الشك مثل العبث في رسائل الهاتف الخلوي الخاص به، أو رسائل الفيس بوك، أو التنصت على المكالمات. وتروي عطية قائلة :"عدم تصديق الزوج ومطالبته بارسال صورة له تدل على صدق قوله، من الأسباب التي تنفر الزوج من العلاقة وتثير ضجره". وتستطرد قائلة :" على الزوجة احترام حرية وخصوصية الشريك الآخر حتي لا يشعر دوما بأنه مراقب أو مقيد"، مؤكدة على إن في حالة شعور الزوج بأنه مقيد ومراقب سيُفضل الانفصال التام أو الصامت، أو قد يلجأ للخيانة بالفعل. وتختتم حديثها الموجه إلى المتزوجين :"بأن على الزوج مساعدة زوجته في التخلص من الشعور بالشك من خلال تجنبه افتعال مواقف قد تثير دافع الشك لديها، واتباع اسلوب المُصارحة التامة من جانب الطرفين في العلاقة، وتبادل كلمات التودد والمشاعر الحانية علي مسامعها دوما لكي تزيد ثقتها في نفسها".