بقلم : لينين الرملي الجمعة , 02 سيبتمبر 2011 01:57 هل يفكر المتحدثون قبل أن يتحدثوا, سواء رجل الشارع البسيط أو المتظاهرين أو المتعلمين أو المثقفين أو المتعلمين؟. بل أتجرأ وأقول حتى ولو كان مقدم برامج تليفزيوني؟!. هل يفكر الكتاب قبل أن يكتبوا ؟ ويفكر القراء الذين يقرءون لهم؟. الشك من حسن الفطن. في الحوادث والقضايا, رجل الشرطة والمحقق ثم القاضي يجب أن يبدءوا بالشك للوصول لليقين. وكذلك أي مشكلة لا بد أن نواجهها بالشك.أي نسأل هل المعلومات الخاصة بالمشكلة صحيحة؟ هل هي دقيقة؟.هل لا يوجد سبب أخر للمشكلة عدا ما هو معروض علينا؟. بل هل أي مشكلة يكون لها سببا واحدا؟. أغلب الناس في منطقتنا يظنون أنهم يستخدمون عقولهم في التفكير. بينما كل منهم في الواقع يتذكر ما خزنه عقله من الصور والأصوات والمعلومات والأفكار التي صادفته بدءا من طفولته, يستدعيها فيظن أنه يفكر بينما هو يجترها في شكل آراء جاهزة ويلفظها كما يطرش الطالب في الامتحان ما طلب منه حفظه.أما التفكير فعملية تفاعل حيوي وجدلي بين المكونات التي خزنت في عقولنا وبين الواقع الذي يتغير من حولنا وأيضا ما يقوله غيرنا، بدلا من أن نشك في هذه المكونات ونعيد اختبارها علي ضوء ما أستجد. ( بالمناسبة الشك أساس الفلسفة ولا مؤاخذة - بلاش فلسفة. الشك أساس العلم ولا مؤاخذة برضه). ينشأ الطفل عندنا فيحب أمه الذي تغذي علي لبنها وعلمته اللغة التي هي وعاء الفكر. وأخذت بيده ليمشي خطواته الأولي. قد تكون جاهلة وتافهة أو أسوأ, لكنه لا يدرك هذا. وقد يكبر فيسخر من حواديتها عن الغول والعفريت وأبو رجل مسلوخة. لكن يكون قد رسخ في تكوينه العقلي مبدأ أن الأمور لا تفسر دائما بالمنطق لذلك هو أمام أي ظاهرة أو مشكلة لا يبحث عن حل بل عن شيء غامض أشبه بالغول والعفريت يجعل منه سببا. ويمضي في الجعجعة ضده كأنها تميمة كفيلة بحرقة. انفتحت الأمم علي بعضها بسبب تكنولوجيا الاتصالات وغيرها.لكن البعض يجلس علي شبكة الانترنت ليحذرنا عن العفاريت. يقنع نفسه وأهله بهذا ثم يحاول إقناع العالم كله. مثلا نشأ يسمع ملايين المرات عن القومية العربية والوحدة العربية والخلافة الإسلامية وعظمة العرب بشكل عام, وخسة غيرهم بشكل عام. فهم لا يدينون بديننا ولا يتحدثون العربية مثلنا (مع أننا لا نجيدها) ثم هؤلاء الغرباء مستعمرون ويريدون أن ينهبونا. كأن العرب لم يستعمروا أحدا ولا يدعون كل البشر لدينهم وكأن كل حكامنا أنبياء لا يسرقوننا ولا يستغفلوننا. وكأن أي بلد عربي لا يطمع في غزو جاره. (راجع الحروب العربية.. العربية علي مدي التاريخ ولو أنها لم تقرر في مدارسنا). الإنسان عدو ما يجهله. قاعدة مطبقة عندنا, تخلص منها غيرنا فتعلم أن يفتح عينية وأذنيه وكل حواسه ليعرف ما يجهله قبل أن يقرر أن يكون معه أو ضده أو في موقف ثالث. يدرس المهندس نظريات الهندسة فيستخدمها في بناء المباني ببراعة. أما فكرة القومية العربية مثلا فيظل يستخدمها في كلامه دون أن ينتج عنها شيئا. لكنها بالنسبة له نظرية علمية مؤكدة. قد يقبل أن يدخل في حوار مع آخر يشكك في حديثه. فهل حقا يفكر أم يجتر كل ما رآه في وسائل الإعلام ودرسه بالمدرسة وسمعه في المظاهرات ليقذف بها في وجه محاوره ؟. وحتى لا يسمع ما لم تألفه أذنيه يرفع صوته ليغطي علي كلماته ثم يهرب من موضوع النقاش ليصفه بالجهل والجنون ثم يتهمه بالعمالة فالخيانة فالكفر ,ذلك أنه فقد الحجة. وقد يشرع في ضربه, فإذا كان هذا صعبا. اكتفي بالتهديد والوعيد بأنه غالب غدا بإذن الله, فالله دائما معه باعتباره ملاكا وعدوه من العفاريت الغيلان الأوغاد. وربما كانوا أوغادا ولكني أشك أننا ملائكة وأنهم من العفاريت. لذا أحاول أن أبحث عن أسباب أخري للهزيمة.. آسف. النكسة. بالمناسبة هل فكر أحد أن يشرح لنا ما معني النكسة؟ وما علاقتها بالوكسة؟!