تظاهر آلاف العراقيين في شوارع المدن العراقية المختلفة، تأييدا لخطة الإصلاح التي اقترحها رئيس الوزراء حيدر العبادي في وقت سابق هذا الأسبوع، لكنهم طالبوا بمزيد من الإجراءات للقضاء على الفساد واستعادة الخدمات الأساسية. وفي المسيرات التي كان أضخمها في بغداد وبابل والبصرة والكوت، ردد المواطنون الأغاني وعزفوا الموسيقى ولوحوا بالأعلام واللافتات التي تظهر الدعم لأول خطوة على طريق الإصلاح من بين عدة إجراءات أعلن العبادي عن تبنيها. وقدر المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد سعد معن، مشاركة نحو 14 ألف شخص في مظاهرات بغداد وحدها. وأكد المحتجون رفضهم لأي تسويف في تنفيذ برامج مكافحة الفساد، وشددوا على وجود تنسيق بين الاحتجاجات في بغداد والمحافظات الأخرى التي تواجه مشكلات محلية. وتلغي مبادرة العبادي مجموعة كبيرة من المناصب الحكومية وتتيح التخلص من نظام الحصص الطائفية والحزبية في توزيع المناصب الرسمية وتعيد فتح تحقيقات الفساد وتمنحه سلطة إقالة قيادات في الأقاليم والمحافظات. من جانبه، قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم إنه يدعم اجراءات الحكومة الحالية لمكافحة الفساد داعيا إياها إلى عدم الاكتفاء بهيكلة المناصب العليا او تقليص مخصصاتها، وأكد أن على الحكومة وضع استراتيجية شاملة لمواجهة الفساد. وقال رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، إن العراق يشهد مرحلة مهمة يتطلع فيها الجميع لتحقيق إصلاح سياسي ومالي. وعلى صعيد العمليات قال متحدث باسم الجيش الأمريكي، إن القوات العراقية تخطت منتصف الطريق في عملية تطويق متشددي تنظيم داعش في الرمادي بعد أن شنت هجوما أخيرا لاستعادة السيطرة على المدينة. وذكر الكولونيل بسلاح الجو، بات رايدر، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية أن القوات العراقية تحرز تقدما في الأسبوع الرابع من جهودها الرامية إلى عزل مقاتلي داعش، الذين استولوا على الرمادي قبل 3 أشهر في أكبر انتصار لهم هذا العام. وأضاف رايدر: «الهدف هنا هو قطع خطوط اتصالات داعش لمنع إعادة الإمداد والتعزيزات أو الحد منها». وقال إن القوات العراقية نفذت أعمالا شاقة وخطرة لتطويق المدينة ومن ثم منع داعش من جلب المزيد من القوات أو الإمدادات. وقال رايدر إن المتشددين يحاولون إبطاء أو وقف القوات العراقية بالعبوات الناسفة والمتفجرات بدائية الصنع في السيارات والمفجرين الانتحاريين والمقاتلين، واستخدم العراقيون الجرافات المدرعة وغيرها من المعدات المتخصصة لإزالة المتفجرات. وأوضح رايدر أن قوات التحالف، الذي تقوده الولاياتالمتحدة دعمت الجيش العراقي بشن غارات جوية وعن طريق تقديم المسئولين العسكريين الذين يقدمون المشورة والمساعدة في مراكز العمليات. من جانبها دعت لجنة الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب العراق، إلى إغلاق ما وصفته بأنه مراكز اعتقال سرية، حيث يتعرض متشددون مشتبه بهم، من بينهم قصّر «لتعذيب شديد». وتحدت اللجنة المكونة من 18 خبيرا مستقلا، راجعوا سجل العراق في مكافحة التعذيب والمعاملة السيئة الشهر الماضي، المسئولين العراقيين أن يذكروا بالاسم شخصا واحدا تم سجنه بسبب قيامه بالتعذيب في نظام عدالة ضل طريقه. وفي النتائج التي نشرتها، عبرت اللجنة عن مخاوف من أن المعلومات تشير إلى نمط يتم فيه اعتقال مشتبه بهم أو متشددين يمثلون مخاطر أمنية عالية، من بينهم قصّر دون أمر اعتقال ويحتجزون في منشآت تديرها وزارتا الدفاع والداخلية. وقالت اللجنة إنهم «يحتجزون بمعزل عن العالم الخارجي في مراكز اعتقال سرية لفترات طويلة يتعرضون خلالها لتعذيب مبرح من أجل انتزاع اعترافات». ودعت لجنة الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي «التأكد من عدم احتجاز أحد في أي مراكز اعتقال سرية، لأن هذه المنشآت هي في حد ذاتها انتهاك لمعاهدة مناهضة التعذيب ويجب إغلاقها». كلام صورة : جانب من المظاهرات التى شهدتها المدن العراقية