كانت القاهرة الخديوية تحفة حضارية تنافس أجمل مدن العالم، ليطلق عليها كتاب الغرب حينذاك «باريس الشرق». فمجئ مشروع تطوير القاهرة "الخديوية" ليحيى التراث المصرى القديم والوجهة الحضارية الذي فقدته القاهرة التي تعد واجهة لمصر. يتضمن مشروع تطوير القاهرة الخديوية رفع كفاءة أكثر من 500 مبنى تاريخى فى القاهرة الخديوية، والتى تقع بداية من التحرير وحتى ميدان الأوبرا، وإعادة تأهيل ورفع كفاءة كبارى قصر النيل والجلاء وصيانة ومعالجة دورية للتماثيل بمنتصف الميادين، بالإضافة إلى واجهة النيل من ماسبيرو وحتى جاردن سيتى. وعلى الجانب الآخر طرحت تساؤلات حول طبيعة الشركة التي تدير المشروع، فقد أكد عدد من الخبراء على اهمية المشروع ولكن في نفس الوقت لابد ان يتسم بالشفافية. قال رضا عيسي الخبير الإقتصادي،إن هذا المشروع الذي قام مؤخراً في حالة من الغموض لأننا نجهل بالشركة التي تدير المشروع وذلك يطرح التساؤلات العديدة حول طبيعة المشروع ,مشدداً على ضرورة خضوع المشروع للرأي العام فيجب أن يقوم المشروع بتقديم نفسه للشعب أولاً وأن يتسم بالشفافية لا الغموض. وأضاف عيسي أن مصر في حاجة الي مشروعات بطريقة صحيحة ليست غامضة هاوية بالمجتمع الي الظلمات لأن ذلك هو السبب الرئيسي للفساد، مؤكداً على ضرورة تنمية الجانب الاقتصادي الحقيقي حيث إن نسبة الاستيراد قد زادت فيجب التقليل من ذلك فالوطن اصبح يستورد من الخارج بنسبة 60% ولذا يجب إقامة مشروعات لتنمية هذا الجانب بشرط وضوح المشروع بشكل كافٍ. وفى نفس السياق، أكد صلاح جودة الخبير الاقتصادي ومدير مركز الدراسات الاقتصادية، أن مشروع تطوير القاهرة الخديوية هو مشروع حيوي يفيد مصر بشتي الطرق وكان لابد من قيام ذلك المشروع من وقت طويل لأن اي دولة في العالم تحتوي علي منطقة عظيمة تفتخر بها فتحافظ عليها ولذلك ينبغي على مصر أن تستغل منطقة القاهرة سياحياً فتقوم بتطويرها. وشدد جودة، على ضرورة جعل تلك المنطقة مجالاً للسير على الاقدام فقط ونقل المباني المدنية كالمحلات والورش والشركات وغيرها الي الخارج, لافتاً الي انه لابد أن يكون المشروع تحت إدارة الشركات السياحية ,مشيراً الي أن ذلك سيعود بالنفع علي مصر فسوف يتزايد عدد السائحين من3:2مليون سائح للقاهرة القديمة مما يؤدي الي زيادة إيرادات السياحة في مصر الي قرابة2000مليون دولار سنوياً علي الأقل. كما أكد الخبير الاقتصادي ومدير مركز الدراسات الاقتصادية علي أن مشروع القاهرة الفاطمية والقاهرة الخديوية مشاريع مكملة لبعضها فكلاً منها يساعد الآخر بشكل فعال موضحاً أن مشروع تطوير القاهرة الخديوية سينتهي قريبا دون اي عواقب ولن يعوقه اي مشكلة وذلك في الوقت المحدد للمشروع. ومن جهته أكد شريف الدمرداش خبيرالاقتصاد و العلاقات، علي أن هذا المشروع مشروع حضاري غير هادف للربح فهومحاولة لإعادة الوجه الحضاري المشرف للعاصمة التي تعاني من حالة متدهورة وقيم ضائعة وخروج عن الحضارة قائلاً "لابد ان نكون شعب متحضر ليس تحضر للكائن فقط بل للوطن ككل". كما شدد الدمرداش على ضرورة استعادة مكانة مصر في العالم فقد كان ترتيب القاهرة ال 14 بين عواصم العالم من حيث الجمال والنظافة وكانت الأسكندرية تحتل المركز الأول في حوض البحر المتوسط, ناصحاً بانه يجب ان نتخلص اولا من الانطباعات التي تؤذي الحضارة المصرية حتي يكتمل مشروع التطوير بنجاح ويجب تطبيع العين على النظافة والجمال بدلا من تطبيعها على "القزارة" فى اللفظ والمنظرعلى حسب وصفه. وأشار، الي ضرورة وجود موقف إيجابي من المواطنين للمشروع لاستعادة الانسان الحضاري واحساس الراقي بالتحضر ،لافتاً ان مشروع تطوير القاهرة الخديوية من المشاريع المكملة لمشروع قناة السويس الجديدة الذي هو تحت انظار العالم وسبب حقد اسرائيل التي تحاول إقامة قناة تعيق قناة السويس الجديدة التي هي استعادة لقدرة الشعب المصري. وأشاد مختار شريف الخبير الاقتصادي و أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة بمشروع تطوير القاهرة الذي يعد من المشروعات الحيوية في مصر والتي تساعد بشكل كبير وملحوظ في تطور مصر وتقدمها. كما أوضح شريف ان هذا المشروع لن يعيقه اي عواقب خلاف الميزانية التي قد تعوق المشروع ولكن مصر قادرة علي القيام باي خطوة لتطوير عاصمتها وإستعادة الوجه الحضاري لها . أضاف الخبير الإقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة أن مشروع تطوير القاهرة الخديوية استعادة لتاريخ مصر ومكانتها العظيمة التي كانت واضحة فيما قبل، فلابد من الاهتمام بذلك المشروع المساهم في إعادة مكانة مصر العظيمة.