عقيدة موروثة لدى الجيش المصري، تميز بها جنوده عن باقي جيوش العالم، وهي الاعتزاز والتشريف بالزي العسكري، بما يحمله من تضحيات بذلها الجنود في الدفاع عن الوطن، فضلًا عن كونها حاملًا للتاريخ المصري العسكري، فكتبت عليه بطولات الجنود وانتصارات المؤسسة العسكرية على الأعداء. للمرة الثانية يظهر الرئيس عبدالفتاح السيسي مرتديًا البدلة العسكرية خلال حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، حيث ظهر بها في المرة الأولى عقب حادث استشهاد 17 جنديا مصريا في يونيو الماضي، أثناء تفقده عدة مناطق عسكرية بشمال سيناء والشيخ زويد الأمر الذي أرجعه خبراء الشأن الأمني والسياسي أنها رسالة قوية رادعة للإرهابيين بأن للقناة جيش ساهر يحميها، وأن القوات المسحلة بالاشتراك مع المصريين هي من قامت بتشيد ذلك البناء العظيم. اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، أكد أنها رسالة قوية من الرئيس لأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكي يوضح بها أن القوات المسلحة بالاشتراك مع المصريين هم من شيدوا ذلك الإنجاز العظيم، وهم من يعملون على حمايتها. وأضاف، أنها تعد تشريفا للقائمين على العمل والجنود، لردع كل من تسول له نفسه القيام بأي أعمال إرهابية، وتأكديًا على أن هناك جيش قوي يعمل على حماية القناة، وتعتبر رسالة أيضًا لكل من كان يردد كلمات حكم العسكر، بأن يرى ماذا فعل الجيش والجنود المصريين، وأن القوات المسلحة تعمل على طول الخط لصالح الشعب المصري. وتابع، نور الدين أنها رسالة للعالم كله للتأكيد على أن القناة الجديدة، تم تشيدها بأموال وإرادة مصرية خالصة، والقوات المسلحة هي من تسهر عليها وتدافع عنها وتؤمنها بالقائد الأعلى الحقيقي، وتأكيدًا على أن ما تمر به مصر الآن هي حالة حرب، تستدعي تضافر الجهود كلها، والحفاظ على مكتسبات. وأكد، أن القوات المسلحة هي من وفرت كل الوسائل والمعدات، واستطاعت في خلال عام واحد إنجاز مشروع يستغرق سنوات طوال، واصفًا رجال القوات المسلحة بأنهم "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، والشعب والعالم كله، أشاد بذلك الموقف الرجولي. وقال اللواء مختار قنديل، الخبير الإستراتيجي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومن حقه أن يرتدي الزى العسكري في أي مناسبة قومية، مشيرًا إلي أن الرئيس الراحل أنول السادات أثناء إعادة افتتاح القناة في 5 يونيو 1975 ارتدى البدلة البحرية، إشارة إلى القناة. وأضاف، أن الرئيس من حقه أن يرتدي الزي البحري أو الجوي أو العسكري، فهو قائد كل الأسلحة، لكنه اختار اليوم أن يرتدي الزى العسكري، وهو الأقدم وينتمي له الرئيس بوصفه كان وزيرًا للدفاع. من جانبه أوضح سعد الدين إبراهيم، مدير مركز بن خلدون، أن الرئيس بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة ارتدي أعلى رتبة وصل إليها قبل توليه رئاسة الجمهورية، مشيرًا إلي أن الرئيس اختار أن يظهر اليوم بالزى العسكري كرمز تشريفي وتأكيدًا لقيادته ودور القوات المسلحة في حياته، ودليلًا علي أهمية هذا الحدث في حياته. ورأى أنه من حق الرئيس أن يرتدي ما يشاء، وأن يضع كل النياشين علي الزي، في أهم مناسبة في حياته، بعد تخرجه من الكلية الحربية وترقيته كقائد للقوات المسلحة، ثم رئيسًا للجمهورية، وبالتالي اختار أن يرتدي أعلى زي وصل إليه في القوات المسلحة. واختلف معهم عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، حيث رأى أن ارتداء الرئيس بدلة عسكرية لم يكن أمرًا موفقًا لاسيما أنها تعد مناسبة حضرها كرئيس للبلاد، وليس كقائد أعلى للقوات المسلحة. وأضاف، أنها تعد رسالة سلبية وغامضة من الرئيس السيسي، لأن قوى الغرب دومًا تفسر الزي العسكري على أنه انقلاب، وهذا يعد تأكيدًا منها على تلك المهاترات التي روجها أعضاء جماعة الإخوان في مشارق الأرض ومغاربها. وأوضح، أن الرئيس لم يعلن بتلك الخطوة شيئًا، ولا توجد رسالة واضحة أو سبب واحد دفعه لذلك، مشيرًا إلى أنه فتح بذلك بابًا للقيل والقال، وتعتبر ذريعة سوف يتشدق بها كل من يكره الخير لمصر.