كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أمس عن أن منفذي الهجوم على قرية دوما الفلسطينية، الذى أسفر عن استشهاد الطفل الرضيع على دوابشة، وإصابة أسرته بجراح خطيرة، مستوطنون يسعون لفرض «تعاليم الشريعة اليهودية». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن المصادر التى لم تحدد هويتها، قولها إن مرتكبى الاعتداء فى قرية دوما، ينتمون إلى مجموعة يهودية متطرفة تضم بضع عشرات من المستوطنين الذين يسعون للقضاء على ما يصفونه بالدولة الصهيونية وإقامة نظام يعتمد على أحكام الشريعة اليهودية بدلاً منها. ولم يسبق أن تمت الإشارة إلى هذه المجموعة من قبل فى إسرائيل، وإن كان تم الحديث عن مجموعات يهودية متشددة تستهدف الفلسطينيين. وقالت المصادر الأمنية الإسرائيلية: «تحاول هذه المجموعة تنفيذ أعمال عنف وإرهاب بشكل مستمر، بغض النظر عن الأحداث فى المناطق الفلسطينية ونشاطات قوات الأمن». وقالت إن جهاز الأمن العام (الشاباك)، والشرطة، لاحظا الاتجاه المتطرف لهذه المجموعة والتغير فى نمط عملها فى أواخر العام الماضى فى أعقاب وقوع عدة اعتداءات، وهما يبذلان جهودهما لإلقاء القبض على أفراد المجموعة وتقديمهم للعدالة. وكان مستوطنون إسرائيليون قد أضرموا النار مساء الخميس الماضى فى منزل فلسطينى فى قرية دوما القريبة فى شمال الضفة المحتلة، ما أدى إلى استشهاد الرضيع على دوابشة حرقا، وإصابة والديه وشقيقه بجروح خطيرة. ويستعد حراك مقاطعة إسرائيل فى الولاياتالمتحدةالأمريكية لإطلاق حملة أكاديمية هى الأوسع على الاطلاق تشمل رفع قرارات عبر الاتحادات الطلابية لنحو 293 جامعة لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها ومقاطعة الشركات الأمريكية والعالمية المتربحة من الاحتلال الإسرائيلى. وقال ناشطو حركة المقاطعة، إن التوجه يهدف لتوسيع بؤر الصراع مع المشروع الصهيونى وتحويل الجامعات والكنائس والنقابات إلى مراكز دعم للحق الفلسطيني. من جهة أخرى، تم تعميم نماذج لقرارات المقاطعة وزعها محامون متضامنون على الجهات الطلابية المتضامنة مع فلسطين لتقديمها واعتمادها للتصويت فى الجامعات. وكشف ناشط حراك المقاطعة فى الولاياتالمتحدة الدكتور سنان شقديح أن الحملة داخل الكنيسة الميثودية انطلقت فعلياً منذ عدة أسابيع تمهيدًا لمؤتمر الكنيسة الذى سيعقد فى شهر مايو القادم فى ولاية اوريجون. وقال إن طروداً بريدية بخروقات إسرائيل اليومية وجرائمها أرسلت بالفعل إلى أعضاء المؤتمر وكذلك عدة رسائل عبر البريد الإلكترونى. وتواصل انعقاد ورش عمل للاتفاق على آلية التواصل ولغة التخاطب ووسائله مع أعضاء مؤتمر الكنيسة ويجرى العمل على تجميع متطوعين لإجراء حملات اتصال هاتفى مع أعضاء المؤتمر الذى يصل عددهم لنحو 4 آلاف من الأعضاء. وأعرب شقديح عن أمله فى أن تنضم الكنيسة الميثودية لقافلة مقاطعى إسرائيل، وقال إن تصويت هذه الكنيسة سيشكل انضمام أولى الكنائس الأمريكية الكبرى لحراك المقاطعة حيث يبلغ عدد المنتمين لها نحو ثمانية ملايين أمريكى. وقد اصدرت لجنة إدارة استثمارات الكنيسة توصية مهمة بهذا الاتجاه. وحقق حراك المقاطعة داخل الولاياتالمتحدة انجازات مهمة تصاعدية متتالية خلال الأعوام القليلة الماضية، كان آخرها تصويت كنيسة المسيح المتحدة لصالح سحب استثماراتها من الشركات المتربحة من الاحتلال الإسرائيلى بعد ان سبقتها إلى ذلك عدة كنائس أخرى العام الماضى بينها الكنيسة البروسبتارية وعدد أعضاء كل كنيسة يصل لنحو المليونين. وأكد شقديح أن حراك مقاطعة إسرائيل فى الولاياتالمتحدة هو حراك شعبى تنفذه مئات المجموعات المختلفة المؤمنة بحقوق الانسان بشكل عام وحق الشعب الفلسطينى فى وطنه بشكل خاص. وهذا الحراك مستقل ولا يخضع لأى تعليمات سياسية سواء كانت من أطراف فلسطينية أو غربية فللحراك محددات متفق عليها، وهى نقاط اجماع وردت فى البيان الذى أطلقته مؤسسات المجتمع المدنى الفلسطينى والفصائل والنقابات وهى انسحاب إسرائيل من الأراضى المحتلة وعودة اللاجئين، وحقوق متساوية للمواطن العربى داخل الخط الأخضر، وهدم جدار الفصل العنصرى، وتشكل هذه النقاط حداً أدنى للتحالفات التى تنعقد فى اطار الحملات المختلفة لمقاطعة إسرائيل. وأكد أن بدايات حركة مقاطعة إسرائيل كانت طلابية تستهدف مثلا البضائع الإسرائيلية فى مقاصف الجامعات، ومن هناك انطلقت لتطالب الجامعات والمؤسسات بمقاطعة إسرائيل وبقيادة جسم طلابى ينتسب له عشرات الآلاف من الطلبة الأمريكيين يحمل اسم «طلاب من أجل العدالة فى فلسطين»، وقد عقدت هذه المنظمة مؤتمرها الأخير الصيف الماضى فى مدينة بوسطن بمشاركة 206 فروع لها فى الجامعات، وعضوية هذه المنظمة مفتوحة لطلاب الجامعات وليس فقط الفلسطينيين أو المسلمين، فنحو 50% من اعضائها من الامريكيين وبينهم يهود يرفضون ان يتم قتل أبناء الشعب الفلسطينى باسمهم. وتعتبر المنظمة الطلابية مستقلة تماماً، ولا تخضع لتوجهات الفصائل وخلافاتها الداخلية ولا موقف سياسياً لها غير نصرة الحق الفلسطينى ومن رحمها تخرج عشرات الخبراء فى مجال حملات المقاطعة بالولاياتالمتحدة، ويعملون الآن ضمن منظمات المجتمع المدنى الأمريكي، وقاد بعضهم حملات انتخابية لمرشحين امريكيين لمواقع مهمة كان آخرها فى بلدية مدينة شيكاغو، وانجازاتهم قادمة. ودخلت إسرائيل على الخط مؤخراً، حيث خصصت حكومتها «بحسب ما اوردته الصحف» مبلغ 150 مليون دولار لمواجهة حركة المقاطعة دوليا، وقامت بإشراك جنود احتياط مدربين على الحملات والعلاقات العامة فى حملتها المضادة، حيث قامت بتسجيل عدد منهم فى الجامعات الأمريكية، وقد أجرى بعض هؤلاء لقاءات مع وسائل الاعلام حول دورهم هذا. هذا بالإضافة لخبراء العلاقات العامة من غير الطلاب فى الجامعات والكنائس والنقابات الذين يقودون حملات مؤيدة لاسرائيل لإسقاط قرارات المقاطعة.