قررت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي اليوم الأربعاء تعطيل الدوام الرسمي غد الخميس ويوم الأحد المقبل بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتخطيها مستوي 50 درجة مئوية لاسيما في المناطق الجنوبية والوسطي بالعراق. وكانت هيئة الأنواء (الأرصاد) الجوية والرصد الزلزالي العراقية قد حذرت من موجة حر شديدة تضرب العراق نتيجة تأثير المنخفض الحراري الموسوي اعتبارا من اليوم، مما سيؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، وتوقعت الهيئة استمرار الموجة الحارة حتى نهاية الأسبوع المقبل، كما ترتفع نسبة الرطوبة في الهواء. وكان العراق قد تعرض لموجة مشابهة نهاية شهر رمضان المبارك ارتفعت فيها درجات الحرارة لتصل الى 53 درجة مئوية وهو ما دفع الحكومة العراقية في اليوم الأخير من رمضان إلى تعطيل الدوام الرسمي.. ومازاد الأزمة في العراق تزامن ارتفاع درجات الحرارة مع أزمة بقطاع الكهرباء مما فاقم الأزمة وزاد من حالة الغضب الجماهيري وزاد من معاناة النازحين لزيادة فترات انقطاع التيار الكهربي. وعقدت لجنتا النفط والطاقة والنزاهة النيابيتين اجتماعا اليوم بالقاعة الدستورية بمبنى البرلمان في المنطقة الخضراء وسط بغداد مع المسئولين الحكوميين بملف الطاقة، ومنهم ئيس لجنة الطاقة الوزارية نائب رئيس الوزراء بهاء الاعرجي ووزراء النفط عادل عبد المهدي والكهرباء قاسم الفهداوي والمالية هوشيار زيباري، لبحث أسباب أزمة الكهرباء وسبل معالجتها.. وتشارك لجنة النزاهة النيابية فى الاجتماع بعد أنباء ترددت عن وجود ملفات فساد في عمل الوزارات المعنية بأزمة الكهرباء. وكان مجلس النواب قد استضاف في جلسته السبت الماضي وزير الكهرباء قاسم محمد الفهداوي وكادر وزارته المتقدم لشرح أسباب أزمة الكهرباء ونقص ساعات التجهيز للمواطنين وخروج تظاهرات شعبية على أثرها، وتعهد الفهداوي بتقديم استقالته من منصبه اذا فشل بتوفير الكهرباء. والتقى وكيل وزارة الكهرباء لشئون التوزيع الدكتور عبد الحمزة هادي مدير مركز السيطرة الجنوبي المهندس اسعد محير كريم واستمع إلى أبرز المعوقات التي أدت إلى توقف الانتاج في بعض المحطات، ومن أبرز تلك المعوقات شح الوقود والتجاوزات على خطوط النقل والهدر في منظومة الطاقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع معدلات الاستهلاك. وأكد هادي، في تصريح صحفي اليوم أثناء زيارته مناطق شمال البصرة التي شهدت مظاهرات مؤخرا قتل خلالها أحد المتظاهرين، أن المنطقة ستشهد تحسنا كبيرا في ساعات التجهيز بالكهرباء، حيث سيتم إدخال خط نقل الطاقة الكهربائية (هارثة/قرنة) غدا بطاقة تصل إلى 150 ميجاوات وتضاف إلى حصة مناطق شمال البصرة. كما أبرمت المديرية العامة لمشاريع نقل الطاقة الكهربائية، إحدى تشكيلات وزارة الكهرباء، عقدا مع شركة "سيمنز" يتضمن تجهيز معدات، وتنفيذ الأعمال المدنية لأربع محطات تحويلية في العاصمة بغداد.. ويتضمن العقد تجهيز معدات وتنفيذ الأعمال المدنية لأربع محطات موجودة بالخدمة، وسيتم تأهيلها بموجب هذا العقد، وإنشاء محطات جديدة بديلة عن المحطات القديمة، وهي (الكاظمية، والغزالي، وبغداد الجديدة، واليرموك). وكانت وزارة الكهرباء العراقية قد حذرت في 13 أبريل 2015 من أن أزمة انقطاع الكهرباء ستستمر بسبب نمو الأحمال بشكل كبير غير مسبوق نتيجة نمو الوحدات السكنية غير المدروس خارج الضوابط وتحويل أراض زراعية إلى وحدات سكنية إضافة عشوائيات المجمعات السكنية، على ضوء قلة التخصيصات المالية لقطاع الكهرباء في الموازنة العامة، وعدم التزام المستهلكين بتسديد أجور الاستهلاك بالرغم من الدعم المقدم من الحكومة العراقية. ويعاني العراق من أزمة طاقة كهربية ينتج عنها انقطاع التيار الوارد من الشركة الوطنية على خلفية تهالك البنية التحتية والأزمة المالية عقب تدني أسعار النفط عالميا، حيث تشكل عائدات النفط أكثر من 80% من الموازنة الاتحادية لعام 2015، إضافة إلى ظروف المواجهات العسكرية والعمليات الإرهابية التي أضرت بشبكة الكهرباء في العراق، وتنتشر بمدن العراق المولدات الأهلية للكهرباء التي تسد فجوة انقطاع التيار، إلا أن أسعارها مرتفعة جدا مقارنة بأسعار الكهرباء الرسمية.