قال آموس هوستين، المبعوث الخاص ومنسق شئون الطاقة الدولية في وزارة الخارجية الأمريكية، إن زيارته لمصر قبل الحوار الاستراتيجى بين القاهرةوواشنطن- والذى سيبدأ الاسبوع القادم بحضور وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى- هدفها استمرار الحوار حول تعميق التعاون في مجال الطاقة. وأشار "هوستين" إلى أنه التقى مع وزير الكهرباء والطاقة، وبحثا سبل التعاون في هذا المجال الهام لمصر. وتقدم "هوستين"- فى لقاء صحفي- بتهنئته للحكومة المصرية على نجاحها فى التعامل مع قضية الكهرباء وغيرها من القضايا الهامة فى وقت عانى فيه الاقتصاد من نقص فى الطاقة، لافتًا إلى أن هذا تم بفضل القيادة المصرية والعمل الجاد الذى بفضله استطاعت القاهرة تجنب الأزمات التى واجهتها الأعوام الماضية. وحول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ساعدت فى امدادات الطاقة، وما اذا كانت مناقشاته مع الحكومة المصرية تطرقت إلى البرنامج النووى المصرى، قال هوستين: "إن كلمة السر للنجاح تتمثل فى العمل الجاد"، مؤكدا ان هناك تقدم كبير عن العامين السابقين، والجهد لا يزال مستمرا. وأشار إلى أنه لا يجب النظر الى الدعم على انه منح بإمدادات الغاز لأن واشنطن تجمعها بمصر علاقة استراتيجية طويلة المدى وترغب فى دعمها على المدى الطويل من خلال الاستمرار فى الحوار وتلبية احتياجاتها فى مجال الطاقة وتسهيل وصول الشركات والحصول على المناقصات. وأوضح أن ذلك تم بالفعل، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن من ضمن الاستراتيجيات كانت المحدثات وإعداد الخطوات لاستمرار توليد الغاز وتوفير الطاقة من الغاز المسال. ولفت إلى أن هناك تعاونا مع شركة "جنرال اليكترك" وشركات أمريكية، أخرى للتأكد من وجود المعدات والشبكات التى تسهل وصول الطاقة. وأشار إلى أن الحديث مع الحكومة المصرية تطرق إلى استحداث مصادر أخرى للطاقة ليس فقط الغاز، ولكنه لم يتطرق للحديث عن الطاقة النووية منوها إن هدف الحكومة المصرية هو انتاج 20% من الطاقة فى الاعوام القادمة. وأوضح أن الولاياتالمتحدة من خلال شركاتها مثل "جنرال اليكتريك " شاركت فى هذا التغيير للتأكد من أن مصر ستشهد صيفا ناجحا. وأضاف المبعوث الخاص للطاقة- وهو أحد كبار مستشاري وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى- أثناء زيارته التى تستغرق يومين للقاهرة، أن الطاقة مهمة وضرورية لنجاح الاقتصاد، لهذا جاءت زيارته قبل الحوار الاستراتيجى الذى يتضمن النقاش حول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الطاقة، معربا عن أمله أن تمهد الطريق للنقاش لتعزيز العلاقات "فنحن نريد أن نكون شركاء لمصر ونريد أن ننتج النفط والغاز ..وحريصون للاستمرار فى التعاون". وأوضح أن اللقاءات تطرقت إلى المشاركة فى نقل الخبرات وكيفية التوسع فى استيراد الغاز الطبيعى ومجال البترول كما تم مناقشة التعاون الإقليمى فى البحر المتوسط. وأوضح أنه نتيجة للجهود التى قامت بها الحكومة المصرية، تم تغيير دينامكيات الشركات وبدأت تبدى اهتماما أكبر بالاستثمار فى مصر خاصة فى مجال الطاقة وهذا أمر لم يحدث خلال الأعوام الماضية، مؤكدا أن هناك اهتمام متزايد بالاستثمار فى مجال الطاقة مقارنة بالأعوام الماضية لأن الوضع فى مصر يحقق الربح للشركات وللبلاد على حد سواء. أما عن عزوف الولاياتالمتحدة عن الاعتماد على بترول الخليج وما اذا كان سيؤثر على العلاقات مع دول الخليج مستقبلا، قال هوستين: "إن العلاقة بين واشنطن ودول الخليج محط اهتمام ولكن البترول سلعة عالمية فحتى إن زادت الولاياتالمتحدة من انتاجها وقللت من استيرادها، أى أزمة فى هذا المجال ستؤثر على الجميع. كما أشار إلى أن بلاده بالفعل بدأت تعتمد على الجيران فى كندا وكولومبيا وغيرها من الدول ولكن هذا لا يؤثر على العلاقة بدول الخليج على الإطلاق- على حد قوله- والعلاقة قوية مثلما كانت دائما، وذلك نظرًا للزيارات المتبادلة بينهما، ووجود تحالف استراتيجى يؤكد ذلك من خلال التعبير عن الآراء المشتركه ومواجهة المشكلات المختلفة. أما عن قناة السويس الجديدة وتأثيرها على مصر، قال انها قناة مهمة لنقل السلع التى تتوجه من وإلى البحر المتوسط والقناة الجديدة ستزيد من فاعليتها وكفاءتها الأمر الذى سيعود بالنفع على مصر وعلى التجارة وزيادة فرص التجارة دائما أمر جيد. وعن الطاقة الجديدة والمتجددة ووجود اتفاقيات بين مصر وأمريكا، قال المبعوث الخاص والمنسق لشئون الطاقة الدولية إن ما يميز الولاياتالمتحدة هو أن قطاع الطاقة، مُستقلّ، لا يخضع للحكومة التى لا يزيد دورها عن التشجيع والمساعدة، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة تسعى للعمل مع مصر وتبادل الخبرات معها. وأكد أن بلاده تشجع الشركات الأمريكية للاستثمار فى مصر باعتبارها مركزا للاستثمار. أما عن الاتفاق الإيرانى وكيفية تأثيره على سعر الغاز والبترول فى المنطقة وفى العالم بشكل عام، قال آموس هوستين: "إن واشنطن تريد من الجانب الإيرانى أن ينفذ ما جاء فى الاتفاق، وبالتالى سيتم عقب ذلك رفع تدريجى للعقوبات الاقتصادية عليها، وسيتم شراء البترول الإيراني". وتابع: "لا نعرف تحديدا حجم البترول الذى ستقوم إيران بتصديره، وهو أمر يحتاج لبعض الوقت، مشيرا إلى أن اسعار البترول انخفضت العام الحالى من 115 دولارا إلى 52 دولارا بسبب انخفاض الطلب من أوروبا والصين". وأعرب عن اعتقاده بأن الأسواق ستتحسن عندما تنضم إيران إلى الدول المصدرة، مشيرا إلى أن قطاع البترول يصعب التنبؤ بمستقبله عادة، فأسعار البترول دائما متغيرة.