وكيل "خطة النواب": رئيس المركزى للمحاسبات لم يحضر للمجلس منذ 10 سنوات    وزير الدفاع يلتقى قائد القيادة المركزية الأمريكية    متحدث الحكومة يكشف المواعيد الجديدة لقطع الكهرباء خلال فترة الامتحانات: تبدأ غدا    وزير المالية السعودي: عجز الميزانية مقصود ولأهداف تنموية.. وسنواصل الإنفاق الاستراتيجي    نازحون يفرّون من رفح الفلسطينية تحت القصف: صرنا زي الطابة كل يوم في ملعب    نهضة بركان يستعيد مهاجمه أمام الزمالك    ضبط عاطل وراء سرقة مسجد بالشرقية    الكوميديا تسيطر على برومو فيلم بنقدر ظروفك لأحمد الفيشاوى    النيابة تصرح بدفن جثة سيدة دهسها قطار في سمالوط بالمنيا    كاتب صحفي: المقترح المصري للتهدئة في قطاع غزة حظى بردود فلسطينية إيجابية    «مهرجان التذوق».. مسابقة للطهي بين شيفات «الحلو والحادق» في الإسكندرية    نائب رئيس جامعة الأزهر السابق: تعليم وتعلم اللغات أمر شرعي    انطلاق قافلة طبية مجانية لمدة يومين في قرية الحنفي بكفر الشيخ ضمن حياة كريمة    محافظ قنا يفتتح عددا من الوحدات الطبية بقرى الرواتب والحسينات وبخانس بأبوتشت    وضع حجر أساس شاطئ النادي البحري لهيئة النيابة الإدارية ببيانكي غرب الإسكندرية    بيان عاجل.. الكهرباء: تعديل جدول تخفيف الأحمال من الغد.. اعرف المواعيد الجديدة    انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لتحلية المياه بشرم الشيخ    وزير الصحة يؤكد أهمية نشر فكر الجودة وصقل مهارات العاملين بالمجال    سب والدته.. المشدد 10 سنوات للمتهم بقتل شقيقه في القليوبية    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    الشامي: حسام حسن علمني الالتزام في الملعب.. وأخبرني أنني أذكره بنفسه وهو صغير    نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يحتلون باحة في جامعة برلين الحرة    البورصة المصرية تربح 11.9 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    كيف يقوم العبد المسلم بشكر ربه على نعمِه الكثيرة؟..د.عصام الروبي يوضح    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    الرئيس الصيني يتعهد ب"عدم نيسان" قصف الناتو للسفارة الصينية في بلجراد    للأمهات.. أخطاء تجنبي فعلها إذا تعرض طفلك لحروق الجلد    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    وزير الري يتابع موقف المشروعات المائية وتدبير الأراضي لتنفيذ مشروعات خدمية بمراكز المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    بعد الإنجاز الأخير.. سام مرسي يتحدث عن مستقبله مع منتخب مصر    75 رغبة لطلاب الثانوية العامة.. هل يتغير عدد الرغبات بتنسيق الجامعات 2024؟    حفل met gala 2024..نجمة في موقف محرج بسبب فستان الساعة الرملية (فيديو)    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    توقف حركة دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة    بحضور مجلس النقابة.. محمود بدر يعلن تخوفه من أي تعديلات بقانون الصحفيين    الضرائب: تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية ل25 ألف جنيه بدءًا من أغسطس المقبل    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض المسرحية الطويلة بجامعة القاهرة    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    جمهور السينما ينفق رقم ضخم لمشاهدة فيلم السرب في 6 أيام فقط.. (تفاصيل)    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    "تم عرضه".. ميدو يفجر مفاجأة بشأن رفض الزمالك التعاقد مع معلول    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    مدحت شلبي يعلق علي رفض الشناوي بديلًا لمصطفى شوبير    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رهان أوباما الخاسر على «الإخوان»
نشر في الوفد يوم 18 - 07 - 2015

- لا يشك أحد في قدرة أجهزة الاستخبارات الأمريكية علي جمع وتحليل المعلومات القادمة من مصادرها في مصر عن سقوط جماعة الإخوان في مصر سياسيا وماديا واقتصاديا، وتزايد كراهية الشعب المصري وحنقه ورفضه لهذه الجماعة، بعد انكشاف حقيقتها بأنها جماعة إرهابية تتبني القتل والتخريب فضلا عن الخيانة سبلاً للوصول للسلطة والقفز إلي الحكم، ولو علي أشلاء ودماء ملايين المصريين وخراب بيوتهم، ناهيك عن متاجرتهم القذرة بالدين وشعاراته البراقة من أجل استقطاب السذج ممن لا يعرفون شيئاً عن أمور دينهم. وبالتالي فلا يستطيع عاقل أن يتوقع نجاح أية محاولة للتصالح بين هذه الجماعة الإرهابية ونظام الحكم القائم في مصر، وذلك لسبب بسيط وهو أن الشعب الذي يُعتبر الظهير الأساسي للرئيس السيسي يرفض أي تصالح مع جماعة أياديها ملوثة بدماء المصريين.. ماضياً وحاضراً، تثير الخراب والدمار في كافة ربوع مصر والتي طالت كل شيء علي أرض المحروسة.. بدءًا من مهاجمة المنشآت الشرطية والعسكرية وسائر مؤسسات الدولة، وحتي المرافق الرئيسية من وسائل نقل ومستشفيات ومدارس، بل وأيضا محطات وأبراج الكهرباء، حتي إن أراد نظام السيسي التصالح، وهو أمر مستبعد، فإنه عند ذلك سيفقد هذا الظهير الشعبي الذي سيسحب تأييده ومساندته له لذلك نقول قاطعين بأنه لن يكون هناك مصالحة بين النظام والإخوان.. لو حاضراً ولا مستقبلاً.
- ومن ثم فلا نعتقد أن هذه الحقيقة غائبة عن تحليل أجهزة المخابرات الأمريكية، وإن غابت أو قدمت هذه الأجهزة تقديرا مخالفا لهذه الحقيقة إلي الرئيس الأمريكي أوباما، فإنها تعتبر أفشل جهاز مخابرات في العالم لأنها تتجاهل حقائق ماثلة علي الأرض تنطق بكل وضوح أنه لا مستقبل للإخوان في مصر. ومع افتراض أن أجهزة المخابرات الأمريكية علي درجة من الرشادة بحيث تنقل إلي الرئيس الأمريكي حقيقة الواقع في مصر الرافض لأي وجود للإخوان في الحياة السياسية في مصر تحت أي شكل أو وضع، وأنها انتهت تماما في مصر، فإن السؤال الذي يفرض نفسه حينئذ هو: لماذا إذن هذا الإصرار والتصحيح من جانب أوباما وإدارته علي استمرار التعامل مع جماعة الإخوان والرهان عليها في تأمين مصالح أمريكا وتحقيق أهدافها في مصر والمنطقة؟!
وثيقة التوجيه الرئاسي PSD-11 لدعم الإخوان
ففي مفاجأة من العيار الثقيل أكدت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية في 3 يونية الماضي في مقال تحت عنوان: «أوباما يدعم سراً الإخوان المسلمين Obame Secretly tacleing Muolim Bralhenheed بقلم: Bill Gevty كشف فيه عن وثيقة استراتيجية للبيت الأبيض. تعتبر أن جماعة الإخوان بديل معتدل بالنسبة لباقي الجماعات الإسلامية الأكثر عنفا مثل تنظيم الدولة (داعش) والقاعدة، وترجع سياسة دعم جماعة الإخوان إلي دراسة سرية تحت عنوان: (توجيه رئاسي رقم 11) أو PSD- 11 صدر في عام 2011 ويحدد أبعاد الدعم الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لإجراء إصلاح سياسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد بذلت جهود عديدة لإجبار الإدارة علي نشر هذه الوثيقة طبقا لقانون حرية المعلومات، وقد رفضت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي - برناديت ميهان - التعليق علي هذه الوثيقة، بل واستمرت الإدارة الأمريكية في نفي ما يتردد عن دعمها لجماعة الإخوان.
- وتكشف هذه الوثيقة PSD- 11 - عن السبب في اختيار الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان باعتبارها أفضل بديل يمكن التعامل معه، رغم إدانتها من قبل مصر والسعودية والإمارات باعتبارها جماعة إرهابية تشكل أداة رئيسية لمساندة الولايات المتحدة فيما يسمي «بالإصلاح السياسي في الشرق الأوسط». ثم أشارت الوثيقة إلي ظهور اعتدال في موقف السعودية من معارضتها لجماعة الإخوان وذلك في الأشهر الأخيرة، وذلك في محاولة للحصول علي مساندة إقليمية ضد الثوار الموالين لإيران في اليمن (الحوثيون). كما وصفت دولة الإمارات أيضا مؤسستين تابعتين لجماعة الإخوان هما (مجلس العلاقات الأمريكية والإسلامية) و(الجمعية الإسلامية الأمريكية) بأنهما تساندان الإرهاب وهذا في الوقت الذي انتقدت فيه الإدارة الأمريكية صدور أحكام قضائية بإعدام الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيادات إخوانية أخري، وهو ما رفضته مصر باعتباره تدخلا في الشأن القضائي الداخلي لمصر.
- ويقول منتقدو الاستراتيجية الأمريكية إن جماعة الإخوان تخفي غاياتها وأهدافها الحقيقية، في ذات الوقت الذي تدافع فيه وتتعاون مع منظمات ذات أيديولوجيات متطرفة مماثلة لها.. مثل تنظيمي القاعدة وداعش اللذين يرفعان شعارات (الجهاد طريقنا). ويقول «باتريك بول» إن جماعة الإخوان في الأسابيع الأخيرة صعدت من أعمال العنف في مصر، وهو ما يؤكد فشل عقيدة أوباما حول ما يسمي ب«الإسلاميين المعتدلين» وزعمه بأن «الإخوان في طريقهم للدخول في عصر مجيد للسلام والديمقراطية في الشرق الأوسط، وهو ما سبق أن أسسته وزارة الخارجية في عهد بوش» ثم يستطرد بول قائلاً: «ولكننا نري اليوم نتيجة هذه العقيدة الفاشلة لأوباما في عدة مظاهر تتمثل في الحملة التي تديرها مصر ضد جماعة الإخوان (المعتدلة)، وتحول ليبيا إلي دولة فاشلة، كما نري تركيا - حليف الناتو- تتحول من دولة علمانية إلي دولة دينية شمولية في ظل حكم رجب أردوغان». ثم يضيف بول: «ها نحن نري اليوم النتائج الكارثية للسياسة الخارجية الخطيرة التي حوتها وثيقة PSD- 11، والمتمثلة في احتضان جماعة الإخوان».
- أما «فرانك جافني» رئيس مركز السياسات الأمنية، فقد قام بتوثيق جهود التخريب التي مارستها جماعة الإخوان في كل من الولايات المتحدة والدول الأخري، قائلاً: «إن جماعة الإخوان هي المجموعة الأكثر خطورة في الترويج لمذهب التفوق الشمولي وضرورة تطبيق الشريعة، كما تم تحديد أسماء عناصر من جماعة الإخوان يعملون مستشارين للرئيس أوباما. وأن تقارير صحيفة كشفت عن تعاون واسع النطاق بين وكالة المخابرات المركزية وجماعة الإخوان قبل وأثناء تولي محمد مرسي حكم مصر».
التعاون بين إدارة أوباما وإخوان ليبيا
- وفي تعليق علي الوثيقة المشار إليها آنفا، نشرت وكالة أخبار الخليج Gulf Nens في 18 يونية 2014 مقالا تحت عنوان: «وثيقة أمريكية تكشف التعاون بين واشنطن والإخوان المسلمين»، ذكرت أنه علي مدي العقد الماضي حافظت جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة علي علاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتونس وسوريا وليبيا، وباعتبار ذلك أبرز السياسات الأمريكية في السنوات الأخيرة. وأن إدارة أوباما أجرت تقييما لجماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي الأخري في عامي 2010- 2011 وحتي قبل أحداث الربيع العربي التي اندلعت في تونس ومصر، وحزب العدالة التركي، وخلصت الدراسة إلي أن الولايات المتحدة يجب أن تنتقل من سياساتها القائمة منذ فترة طويلة علي «دعم الاستقرار» في الشرق الأوسط حتي إن كانت سلطوية، إلي سياسة دعم الحركات السياسية الإسلامية «المعتدلة»، ومقصود بها جماعة الإخوان.
- وتؤكد وثائق وزارة الخارجية الأمريكية التي تم الحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات أن إدارة أوباما حافظت علي اتصال دائم وعلاقات مع فرع جماعة الإخوان في ليبيا، وهو ما انعكس في قيام مسئولين أمريكيين في أبريل 2012 بترتيب اجتماع في واشنطن يضم القيادي الإخواني في ليبيا محمد جاعير ومسئولين في الخارجية والمخابرات الأمريكية، وذلك في إطار مؤتمر «الإسلاميون في السلطة الذي استضافته مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي».
- وتشير إحدي برقيات وزارة الخارجية الأمريكية إلي اجتماع آخر عقد في بنغازي بين مسئولين أمريكيين وعضو بارز في جماعة الإخوان في 12 إبريل 2012، تم فيه الاتفاق علي أن تشكل الجماعة حزبا سياسيا في ليبيا في مرحلة ما بعد الثورة الليبية وبعد سنوات من العمل السري، وفي التقدير الأمريكي أن هذا الحزب إذا ما نال دعما كافيا من الولايات المتحدة فمن المتوقع أن يحقق نتائج قوية في الانتخابات القادمة، وذلك استناداً لقوة انتشار الإخوان في ليبيا، وما تلقاه من دعم واسع، وأن 25٪ من أعضائها من النساء، كما يشير التقرير الذي حوته البرقية إلي أن العلاقة بين الإخوان والمجلس الوطني الانتقالي TNC تبدو «فائرة».
- وفي تقرير آخر لوزارة الخارجية وُصف بأنه «حساس» احتوي نقاط المحادثات التي جرت بين نائب وزير الخارجية الأمريكي ويليام بيرنز والزعيم الإخواني محمد صاوان في 14 يوليو 2012، وهو في نفس الوقت زعيم حزب العدالة والبناء لجماعة الإخوان، يقدم دليلا واضحا علي تعاطف واشنطن مع بزوغ نجم جماعة الإخوان باعتبارها قوة سياسية رئيسية في مرحلة ما بعد ليبيا القذافي. حيث شملت نقاط المحادثات إبلاغ بيرنز نظيره الليبي (صاوان) بأن الحكومة الأمريكية تتقاسم المخاوف مع حزب الإخوان حيال تأمين عملية العدالة الانتقالية الشاملة لمعالجة الانتهاكات السابقة، وبما لا يؤدي إلي إشعال موجة جديدة من السخط الشعبي». كما وصف تقرير بيرنز بأن عودة جماعة الإخوان إلي ليبيا بعد ثلاثة عقود في المنفي، ستكون عودة قوية وبتخطيط للقيام بدور نشط في مستقبل ليبيا السياسي. حيث بدأت الجماعة بإنشاء حزب العدالة والبناء التابع لها تحت زعامة السجين السياسي السابق محمد صاوان المصراتي في مارس 2012. وقد شارك السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز في اجتماعات 14 يوليو، ولكن في 11 سبتمبر 2012 قُتل هذا السفير ومعه ثلاثة دبلوماسيين في هجوم إرهابي علي مقار السفارة ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية في بنغازي.
- كما كشفت برقية أخري للخارجية الأمريكية عن مزيد من الغزل بين الأمريكيين ورئيس حزب الإخوان (محمد صاوان) الذي استقبل في مكتبه بطرابلس سفراء أمريكا وبريطانيا وألمانيا ومسئول تكنولوجيا المعلومات، حيث طالب السفراء بالتعرف علي موقف الحزب بشأن الأحداث الجارية في ليبيا (معظمها إرهابية)، وموقفه من الحكومة، ومطالب الحزب باستقالة رئيس الوزراء، وتغيير الدستور، وإقامة حوار مع القوي السياسية الأخري، كذا تقييم الحزب للموقف السياسي والأمني في ليبيا والمنطقة. وخلال هذا الاجتماع الذي استمر قرابة ساعة ونصف الساعة والذي حضره محمد طالب - مسئول العلاقات الدولية في الحزب الإخواني - وحسام نائيلي - ضابط الاتصال، أوضح صاوان أن الحكومة الليبية لم تكن قادرة علي تحقيق أي نجاح في أي من الملفات المهمة مثل الأمن والحكم المحلي، وكلاهما تحت الإشراف المباشر لرئيس الوزراء. وقد أدي هذا الفشل إلي افتقاد الأمن، والاغتيالات المستمرة، وأعمال الخطف، والجرائم، والتهريب، وهجمات ضد الممتلكات العامة والخاصة، فضلا عن توقف تصدير النفط، وانقطاع إمدادات المياه والكهرباء. وأكد صاوان أن حل هذه المشكلات ممكن، وقدَّم الحزب حلاً واضحاً، ولكن الحكومة تفتقر إلي التجانس والتوافق فيما بينها، وأن الحزب مسئول فقط عن الوزارات التي يتولاها.
- وقد أشارت برقية للخارجية الأمريكية إلي أن السفراء من جانبهم يشيدون بالدور النشط الذي يمارسه حزب العدالة والبناء (الإخوان) في الساحة السياسية، كما أكدوا مساندتهم للشعب الليبي وحكومته رغم ضعفها، وحرصهم علي استقرار المنطقة، واستمرار تواصلهم مع جماعة الإخوان والحزب الذي يمثلها.
الكونجرس يعتبر الإخوان إرهابيين رغم أنف أوباما
- أكد د. وليد فارس مستشار الكونجرس الأمريكي لشئون الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب أن الكونجرس يجري إعداد تشريع يعتبر جماعة الإخوان منظمة إرهابية، ووضعها علي قائمة المنظمات الإرهابية، وأن هذا التشريع سيتم إرساله إلي البيت الأبيض قريبا، لكن من المتوقع أن يرفض أوباما التصديق عليه. وكان ذلك في إطار فعاليات مؤتمر التضامن القبطي بالولايات المتحدة الذي انعقد بمبني الكونجرس، وناقش أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط، ومستقبلهم، وذلك بمشاركة سياسيين في مختلف الدول، وأعضاء الكونجرس ومجلس العموم البريطاني. وأشاد فيه المجتمعون بالدور الذي تقوم به الحكومة الصربية في حماية الأقباط وكنائسهم وممتلكاتهم علي كل الساحة المصرية، وذلك علي عكس ما تشيعه المنظمة الدولية لحقوق الإنسان التي تتهم الحكومة المصرية بالتهاون في الدفاع عن الأقباط، في حين تستميت في الدفاع عن حماية الإخوان وحلفائها من المنظمات الإرهابية وتتهم الحكومة المصرية بارتكاب جرائم في حقهم، متجاهلة جرائم الإخوان في حق المصريين.. خاصة رجال الشرطة الذين سقط منهم حتي اليوم أكثر من 600 شهيد بأيدي هؤلاء الإرهابيين، ناهيك عن جرائمهم في حق المجتمع المصري كله الذي تعرضت منشآته الاستراتيجية ومرافقة البنيوية إلي التدمير بفعل هذه الجماعات، ولاتزال.
- وقال النائب الأمريكي فارس إن الإدارة الأمريكية لا تريد الاعتراف بأخطائها في دعم ومساندة جماعة الإخوان خلال فترة حكم مرسي، بل وتضع العراقيل في مواجهة نظام حكم الرئيس السيسي رغم أنه يخوض حربا شرسة ضد الإرهاب في سيناء وعلي كل الساحة المصرية في الداخل. وقد برز ذلك التوجه في تجميد إدارة أوباما المساعدات العسكرية لمصر (1٫3 مليار دولار) أكثر من مرة، بل ومنع إمدادها بأسلحة مهمة في حرب الإرهاب (مثل المروحيات الأباتشي، ونظام أمن واستشعار المراقبة المتحركة للحدود مع ليبيا والتي تبلغ 1050 كم)، وهي أسلحة ومعدات مدفوع ثمنها منذ عامين، مع أنظمة تسليح أخري (120 دبابة MIAL) و21 مقاتلة ف - 16) أوقفت واشنطن إرسالها إلي مصر للضغط علي حكومتها لتقبل بمشاركة جماعة الإخوان في الحكم. وهو ما اكتشفت إدارة أوباما استحالة تحقيقه بالنظر للرفض الشعبي العارم لهذه الجماعة. لهذا واستجابة لطلب الكونجرس باستمرار المساعدات العسكرية لمصر بالنظر لأهميتها كدولة محورية في المنطقة وركيزة الأمن والاستقرار بعد أن سقطت دول عربية كثيرة في مستنقع الفشل والخراب، قررت إدارة أوباما استمرار المساعدات حتي عام 2018 لمصر علي أن تتوقف بعد ذلك لحين تبين حقيقة التوجهات السياسية لنظام الحكم في مصر، ومدي شعبيته.
- ولم تكن جماعة الإخوان وحدهم هم الذين كانوا يلحون علي إدارة أوباما والكونجرس في وقف المساعدات العسكرية لمصر، ولكن شاركهم في ذلك أيضا حلفاؤهم (حركة 6 إبريل الذين تربوا في مؤسسة فريدم هاوس في أمريكا، وأكاديمية التغيير في لندن ثم الدوحة، وفي منظمة أوبتور في الصرب.. علي إثارة الاضطرابات التي تؤدي إلي الفوضي وإسقاط الأنظمة الحاكمة وتفكيك الجيوش الوطنية، علي النحو الذي نراه في ليبيا واليمن والصومال والعراق، وتريد أمريكا امتداده إلي مصر والسعودية ودول المغرب العربي ودول الخليج، حتي تسقط الأنظمة الحاكمة في هذه البلدان وتقع فريسة الفوضي التي تريد واشنطن إحداثها ببلدان المنطقة توطئة لتقسيمها عرقيا وطائفيا ومذهبيا وسياسيا، وبما يحقق مخطط الشرق الأوسط الكبير، توطئة لبسط الهيمنة الأمريكية علي بلدان المنطقة لتكون ركيزتها في صراعها الكوني مع روسيا والصين مستقبلا.. وقد كانت وسيلة الإدارة الأمريكية لتحقيق هذا الهدف الاعتماد علي الجماعات الشبابية التي جندتها مثل حركة 6 إبريل وغيرها - وعندما ثبت فشلها وعجزها بعد أن رفضها الشعب، كان الرهان الأمريكي علي جماعة الإخوان بزعم أن لها وجودا قوياً ومنظماً في الشارع المصري، وعندما أسقط الشعب المصري في 30 يونية حكم هذه الجماعة، تحولت واشنطن إلي المنظمات الإرهابية مثل داعش لتحقيق مخططات الفوضي الخلاقة والتقسيم والتجزئة.
- ولقد فسرت رئيسة لجنة الاعتمادات التابعة لمجلس النواب بالكونجرس (كاي جرانجر) الموافقة علي استئناف المساعدات العسكرية لمصر بعد تجميدها عقب ثورة 30 يونية، بأن واشنطن تحتاج لمصر كحليف مستقر وسط اضطرابات الشرق الأوسط، وأن هذه المساعدات تعكس التزام الولايات المتحدة الواضح للحفاظ علي علاقتها مع القاهرة. وقد سبق هذا القرار قرار رسمي من الخارجية الأمركية بعدم استقبال واشنطن رسميا وفد الإخوان الذي يزورها حاليا للقاء أعضاء الكونجرس والتحريض علي الإدارة المصرية، والاستقواء بواشنطن التي تبدو أنها في طريقها لطي صفحة الإخوان، بعد الرهان الفاشل والخاسر علي هذه الجماعة، وبعد أن انكشف حجم الأموال الأمريكية التي تم هدرها للإنفاق علي الإخوان وتدعيمهم في مصر. كما جاء قرار الكونجرس متوافقا أيضا مع توصيته من قبل مجموعة بحيثة من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي تضم خمسة أشخاص، من بينهم اثنان من مستشاري الأمن القومي السابقين.. صمويل برجر وستيفن هادلي والسفير الأمريكي السابق في العراق وتركيا جيمس جيفري، إلي جانب دينيس روس مبعوث السلام في الشرق الأوسط، وروبرت ستالوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن.. الذين أوصوا بأن تعزيز العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين مثل مصر يجب أن يكون ركنا رئيسيا في السياسة الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، فمن غير الممكن اعتماد استراتيجية تهدف إلي تعزيز نظام الدولة في الشرق الأوسط دون الحرص علي قيام علاقات فاعلة بين الولايات المتحدة ومصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.