القومي لحقوق الإنسان يناقش تعديلات قانون المجلس مع رئيس الوزراء    باستثناء إقليم كردستان، انقطاع كامل للكهرباء في العراق    إزالة 155 حالة تعدٍّ ضمن المرحلة الأولى من الموجة ال27 ببني سويف    مصر تواصل دعم غزة.. انطلاق القافلة ال12 من "زاد العزة" بحمولة 2300 طن مساعدات غذائية    إسرائيل تنفذ تفجيرا بالخيام وطيرانه يكثف تحليقه بالبقاع اللبناني    رسميا، كومو الإيطالي يطلب التعاقد مع حارس مرمى برشلونة    فيتو تكشف في عددها الجديد، السرايا الصفرا!.. جنون الغلاء يجتاح مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية    تطورات الحالة الصحية ل محمد صبحي    «يلوم نفسه».. كيف يتعامل برج العذراء عند تعرضه للتجاهل؟    «لمحبي الشاي».. 5 أخطاء شائعة عند تحضيره تحوله لمشروب يضر بصحتك    شوبير: كوبري وسام أبو علي؟ عقده مستمر مع الأهلي حتى 2029    كومو يقدم عرضا لضم بينيا من برشلونة    شيخ الأزهر يستقبل مفتي بوروندي لبحث سُبُل تعزيز الدعم العلمي والدعوي والتَّدريب الديني    الداخلية تضبط 4 متهمين باستغلال أطفال في أعمال التسول بالقاهرة والجيزة .. صور    "مركز الأرصاد" يرفع درجة التنبيه إلى "الإنذار الأحمر" على منطقة جازان    بدء تداول أسهم شركتي «أرابيا إنفستمنتس» في البورصة المصرية    البورصة المصرية تخسر 335 مليون جنيه في ختام تعاملات الاثنين    بطولة عمرو يوسف.. التجهيزات النهائية للعرض الخاص لفيلم درويش (صور)    ما حكم تأخير الإنجاب في أول الزواج بسبب الشغل؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    صراع إيطالي للتعاقد مع نجم مانشستر يونايتد    بنتي بتموت ومعنديش واسطة، سيدة تصرخ لإجراء جراحة الزائدة لإبنتها، والمستشفى: مفيش مكان (فيديو)    محافظ الفيوم يعتمد تخفيض الحد الأدنى للقبول بالثانوي العام والفني    الفجر في القاهرة 4.46.. جدول مواعيد الصلوات الخمسة بالمحافظات غداً الثلاثاء 12 أغسطس 2025    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية خلية العجوزة    الرئيس الفرنسي: على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب فورا    محمد إيهاب: نسعى لإخراج البطولة العربية للناشئين والناشئات لكرة السلة في أفضل صورة    سلوت: ليفربول بحاجة لتحسين الأداء الدفاعي    "اليوم" يعرض تقريرا عن الفنان الراحل نور الشريف فى ذكرى وفاته    مدير تقافة الفيوم تستقبل رئيس نادي الأدب بسنورس لمناقشة ملفات الفترة القادمة    غدا.. انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء    12 Angry Men وثيقة فنية دائمة الصلاحية |فضح الحياة .. لا تمثيلها!    فعاليات نادي سينما الإسماعيلية ضمن محور «أنت قلب الحكاية»    أوسكار يراجع تقييم الأداء في الدوري مع 4 حكام بعد الجولة الأولى    رسائل تهنئة المولد النبوي الشريف 2025 مكتوبة وجاهزة    الشربيني رئيساً لبعثة الشباب إلى المغرب    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: قرار قضائي عاجل بشأن «ابنة مبارك».. وحبس المتهمين في واقعة ركل «فتاة الكورنيش»    إجراء 15 عملية قلب مفتوح وقسطرة علاجية في الفيوم بالمجان    التحقيقات في مقتل شاب بعين شمس: الضحية تدخل لفض مشاجرة فلقى مصرعه طعنا    التعليم تصدر بيانا مهما بشأن تعديلات المناهج من رياض الأطفال حتى ثانية إعدادي    شعبة الجمارك: تسويق الخدمات الجمركية مفتاح جذب الاستثمار وزيادة الصادرات    الأمم المتحدة: قتل إسرائيل للصحفيين "انتهاك خطير" للقانون الدولي    رغم رفض نقابات الطيران.. خطوط بروكسل الجوية تُعيد تشغيل رحلاتها إلى تل أبيب    جريمة أخلاقية بطلها مدرس.. ماذا حدث في مدرسة الطالبية؟    مصرع 4 أشخاص وإصابة 3 في حادث تصادم بطريق "رأس سدر"    سحب 950 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    أمين الفتوى: الحلال ينير العقل ويبارك الحياة والحرام يفسد المعنى قبل المادة    خالد الجندي: كل حرف في القرآن يحمل دلالة ومعنى ويجب التأدب بأدب القرآن    ترامب يتعهد بإخلاء واشنطن من المشردين..و"إف بي آي" يشارك في دوريات ليلية    وزير الزراعة و3 محافظين يفتتحون مؤتمرا علميا لاستعراض أحدث تقنيات المكافحة الحيوية للآفات.. استراتيجية لتطوير برامج المكافحة المتكاملة.. وتحفيز القطاع الخاص على الإستثمار في التقنيات الخضراء    وزير الري يؤكد أهمية أعمال صيانة وتطوير منظومة المراقبة والتشغيل بالسد العالي    الصحة: 40 مليون خدمة مجانية في 26 يومًا ضمن «100 يوم صحة»    في سابقة تاريخية.. بوتين يزور ولاية ألاسكا الأمريكية    بعد تعنيفه لمدير مدرسة.. محافظ المنيا: توجيهاتي كانت في الأساس للصالح العام    تداول بضائع وحاويات 18 سفينة في ميناء دمياط خلال 24 ساعة    الرعاية الصحية: إنقاذ مريضة من فقدان البصر بمستشفى الرمد التخصصي ببورسعيد    إسلام عفيفي يكتب: إعلام الوطن    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 11-8-2025 في محافظة قنا    بقوة 6.1 درجة.. مقتل شخص وإصابة 29 آخرين في زلزال غرب تركيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رهان أوباما الخاسر على «الإخوان»
نشر في الوفد يوم 18 - 07 - 2015

- لا يشك أحد في قدرة أجهزة الاستخبارات الأمريكية علي جمع وتحليل المعلومات القادمة من مصادرها في مصر عن سقوط جماعة الإخوان في مصر سياسيا وماديا واقتصاديا، وتزايد كراهية الشعب المصري وحنقه ورفضه لهذه الجماعة، بعد انكشاف حقيقتها بأنها جماعة إرهابية تتبني القتل والتخريب فضلا عن الخيانة سبلاً للوصول للسلطة والقفز إلي الحكم، ولو علي أشلاء ودماء ملايين المصريين وخراب بيوتهم، ناهيك عن متاجرتهم القذرة بالدين وشعاراته البراقة من أجل استقطاب السذج ممن لا يعرفون شيئاً عن أمور دينهم. وبالتالي فلا يستطيع عاقل أن يتوقع نجاح أية محاولة للتصالح بين هذه الجماعة الإرهابية ونظام الحكم القائم في مصر، وذلك لسبب بسيط وهو أن الشعب الذي يُعتبر الظهير الأساسي للرئيس السيسي يرفض أي تصالح مع جماعة أياديها ملوثة بدماء المصريين.. ماضياً وحاضراً، تثير الخراب والدمار في كافة ربوع مصر والتي طالت كل شيء علي أرض المحروسة.. بدءًا من مهاجمة المنشآت الشرطية والعسكرية وسائر مؤسسات الدولة، وحتي المرافق الرئيسية من وسائل نقل ومستشفيات ومدارس، بل وأيضا محطات وأبراج الكهرباء، حتي إن أراد نظام السيسي التصالح، وهو أمر مستبعد، فإنه عند ذلك سيفقد هذا الظهير الشعبي الذي سيسحب تأييده ومساندته له لذلك نقول قاطعين بأنه لن يكون هناك مصالحة بين النظام والإخوان.. لو حاضراً ولا مستقبلاً.
- ومن ثم فلا نعتقد أن هذه الحقيقة غائبة عن تحليل أجهزة المخابرات الأمريكية، وإن غابت أو قدمت هذه الأجهزة تقديرا مخالفا لهذه الحقيقة إلي الرئيس الأمريكي أوباما، فإنها تعتبر أفشل جهاز مخابرات في العالم لأنها تتجاهل حقائق ماثلة علي الأرض تنطق بكل وضوح أنه لا مستقبل للإخوان في مصر. ومع افتراض أن أجهزة المخابرات الأمريكية علي درجة من الرشادة بحيث تنقل إلي الرئيس الأمريكي حقيقة الواقع في مصر الرافض لأي وجود للإخوان في الحياة السياسية في مصر تحت أي شكل أو وضع، وأنها انتهت تماما في مصر، فإن السؤال الذي يفرض نفسه حينئذ هو: لماذا إذن هذا الإصرار والتصحيح من جانب أوباما وإدارته علي استمرار التعامل مع جماعة الإخوان والرهان عليها في تأمين مصالح أمريكا وتحقيق أهدافها في مصر والمنطقة؟!
وثيقة التوجيه الرئاسي PSD-11 لدعم الإخوان
ففي مفاجأة من العيار الثقيل أكدت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية في 3 يونية الماضي في مقال تحت عنوان: «أوباما يدعم سراً الإخوان المسلمين Obame Secretly tacleing Muolim Bralhenheed بقلم: Bill Gevty كشف فيه عن وثيقة استراتيجية للبيت الأبيض. تعتبر أن جماعة الإخوان بديل معتدل بالنسبة لباقي الجماعات الإسلامية الأكثر عنفا مثل تنظيم الدولة (داعش) والقاعدة، وترجع سياسة دعم جماعة الإخوان إلي دراسة سرية تحت عنوان: (توجيه رئاسي رقم 11) أو PSD- 11 صدر في عام 2011 ويحدد أبعاد الدعم الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لإجراء إصلاح سياسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد بذلت جهود عديدة لإجبار الإدارة علي نشر هذه الوثيقة طبقا لقانون حرية المعلومات، وقد رفضت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي - برناديت ميهان - التعليق علي هذه الوثيقة، بل واستمرت الإدارة الأمريكية في نفي ما يتردد عن دعمها لجماعة الإخوان.
- وتكشف هذه الوثيقة PSD- 11 - عن السبب في اختيار الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان باعتبارها أفضل بديل يمكن التعامل معه، رغم إدانتها من قبل مصر والسعودية والإمارات باعتبارها جماعة إرهابية تشكل أداة رئيسية لمساندة الولايات المتحدة فيما يسمي «بالإصلاح السياسي في الشرق الأوسط». ثم أشارت الوثيقة إلي ظهور اعتدال في موقف السعودية من معارضتها لجماعة الإخوان وذلك في الأشهر الأخيرة، وذلك في محاولة للحصول علي مساندة إقليمية ضد الثوار الموالين لإيران في اليمن (الحوثيون). كما وصفت دولة الإمارات أيضا مؤسستين تابعتين لجماعة الإخوان هما (مجلس العلاقات الأمريكية والإسلامية) و(الجمعية الإسلامية الأمريكية) بأنهما تساندان الإرهاب وهذا في الوقت الذي انتقدت فيه الإدارة الأمريكية صدور أحكام قضائية بإعدام الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيادات إخوانية أخري، وهو ما رفضته مصر باعتباره تدخلا في الشأن القضائي الداخلي لمصر.
- ويقول منتقدو الاستراتيجية الأمريكية إن جماعة الإخوان تخفي غاياتها وأهدافها الحقيقية، في ذات الوقت الذي تدافع فيه وتتعاون مع منظمات ذات أيديولوجيات متطرفة مماثلة لها.. مثل تنظيمي القاعدة وداعش اللذين يرفعان شعارات (الجهاد طريقنا). ويقول «باتريك بول» إن جماعة الإخوان في الأسابيع الأخيرة صعدت من أعمال العنف في مصر، وهو ما يؤكد فشل عقيدة أوباما حول ما يسمي ب«الإسلاميين المعتدلين» وزعمه بأن «الإخوان في طريقهم للدخول في عصر مجيد للسلام والديمقراطية في الشرق الأوسط، وهو ما سبق أن أسسته وزارة الخارجية في عهد بوش» ثم يستطرد بول قائلاً: «ولكننا نري اليوم نتيجة هذه العقيدة الفاشلة لأوباما في عدة مظاهر تتمثل في الحملة التي تديرها مصر ضد جماعة الإخوان (المعتدلة)، وتحول ليبيا إلي دولة فاشلة، كما نري تركيا - حليف الناتو- تتحول من دولة علمانية إلي دولة دينية شمولية في ظل حكم رجب أردوغان». ثم يضيف بول: «ها نحن نري اليوم النتائج الكارثية للسياسة الخارجية الخطيرة التي حوتها وثيقة PSD- 11، والمتمثلة في احتضان جماعة الإخوان».
- أما «فرانك جافني» رئيس مركز السياسات الأمنية، فقد قام بتوثيق جهود التخريب التي مارستها جماعة الإخوان في كل من الولايات المتحدة والدول الأخري، قائلاً: «إن جماعة الإخوان هي المجموعة الأكثر خطورة في الترويج لمذهب التفوق الشمولي وضرورة تطبيق الشريعة، كما تم تحديد أسماء عناصر من جماعة الإخوان يعملون مستشارين للرئيس أوباما. وأن تقارير صحيفة كشفت عن تعاون واسع النطاق بين وكالة المخابرات المركزية وجماعة الإخوان قبل وأثناء تولي محمد مرسي حكم مصر».
التعاون بين إدارة أوباما وإخوان ليبيا
- وفي تعليق علي الوثيقة المشار إليها آنفا، نشرت وكالة أخبار الخليج Gulf Nens في 18 يونية 2014 مقالا تحت عنوان: «وثيقة أمريكية تكشف التعاون بين واشنطن والإخوان المسلمين»، ذكرت أنه علي مدي العقد الماضي حافظت جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة علي علاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتونس وسوريا وليبيا، وباعتبار ذلك أبرز السياسات الأمريكية في السنوات الأخيرة. وأن إدارة أوباما أجرت تقييما لجماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي الأخري في عامي 2010- 2011 وحتي قبل أحداث الربيع العربي التي اندلعت في تونس ومصر، وحزب العدالة التركي، وخلصت الدراسة إلي أن الولايات المتحدة يجب أن تنتقل من سياساتها القائمة منذ فترة طويلة علي «دعم الاستقرار» في الشرق الأوسط حتي إن كانت سلطوية، إلي سياسة دعم الحركات السياسية الإسلامية «المعتدلة»، ومقصود بها جماعة الإخوان.
- وتؤكد وثائق وزارة الخارجية الأمريكية التي تم الحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات أن إدارة أوباما حافظت علي اتصال دائم وعلاقات مع فرع جماعة الإخوان في ليبيا، وهو ما انعكس في قيام مسئولين أمريكيين في أبريل 2012 بترتيب اجتماع في واشنطن يضم القيادي الإخواني في ليبيا محمد جاعير ومسئولين في الخارجية والمخابرات الأمريكية، وذلك في إطار مؤتمر «الإسلاميون في السلطة الذي استضافته مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي».
- وتشير إحدي برقيات وزارة الخارجية الأمريكية إلي اجتماع آخر عقد في بنغازي بين مسئولين أمريكيين وعضو بارز في جماعة الإخوان في 12 إبريل 2012، تم فيه الاتفاق علي أن تشكل الجماعة حزبا سياسيا في ليبيا في مرحلة ما بعد الثورة الليبية وبعد سنوات من العمل السري، وفي التقدير الأمريكي أن هذا الحزب إذا ما نال دعما كافيا من الولايات المتحدة فمن المتوقع أن يحقق نتائج قوية في الانتخابات القادمة، وذلك استناداً لقوة انتشار الإخوان في ليبيا، وما تلقاه من دعم واسع، وأن 25٪ من أعضائها من النساء، كما يشير التقرير الذي حوته البرقية إلي أن العلاقة بين الإخوان والمجلس الوطني الانتقالي TNC تبدو «فائرة».
- وفي تقرير آخر لوزارة الخارجية وُصف بأنه «حساس» احتوي نقاط المحادثات التي جرت بين نائب وزير الخارجية الأمريكي ويليام بيرنز والزعيم الإخواني محمد صاوان في 14 يوليو 2012، وهو في نفس الوقت زعيم حزب العدالة والبناء لجماعة الإخوان، يقدم دليلا واضحا علي تعاطف واشنطن مع بزوغ نجم جماعة الإخوان باعتبارها قوة سياسية رئيسية في مرحلة ما بعد ليبيا القذافي. حيث شملت نقاط المحادثات إبلاغ بيرنز نظيره الليبي (صاوان) بأن الحكومة الأمريكية تتقاسم المخاوف مع حزب الإخوان حيال تأمين عملية العدالة الانتقالية الشاملة لمعالجة الانتهاكات السابقة، وبما لا يؤدي إلي إشعال موجة جديدة من السخط الشعبي». كما وصف تقرير بيرنز بأن عودة جماعة الإخوان إلي ليبيا بعد ثلاثة عقود في المنفي، ستكون عودة قوية وبتخطيط للقيام بدور نشط في مستقبل ليبيا السياسي. حيث بدأت الجماعة بإنشاء حزب العدالة والبناء التابع لها تحت زعامة السجين السياسي السابق محمد صاوان المصراتي في مارس 2012. وقد شارك السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز في اجتماعات 14 يوليو، ولكن في 11 سبتمبر 2012 قُتل هذا السفير ومعه ثلاثة دبلوماسيين في هجوم إرهابي علي مقار السفارة ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية في بنغازي.
- كما كشفت برقية أخري للخارجية الأمريكية عن مزيد من الغزل بين الأمريكيين ورئيس حزب الإخوان (محمد صاوان) الذي استقبل في مكتبه بطرابلس سفراء أمريكا وبريطانيا وألمانيا ومسئول تكنولوجيا المعلومات، حيث طالب السفراء بالتعرف علي موقف الحزب بشأن الأحداث الجارية في ليبيا (معظمها إرهابية)، وموقفه من الحكومة، ومطالب الحزب باستقالة رئيس الوزراء، وتغيير الدستور، وإقامة حوار مع القوي السياسية الأخري، كذا تقييم الحزب للموقف السياسي والأمني في ليبيا والمنطقة. وخلال هذا الاجتماع الذي استمر قرابة ساعة ونصف الساعة والذي حضره محمد طالب - مسئول العلاقات الدولية في الحزب الإخواني - وحسام نائيلي - ضابط الاتصال، أوضح صاوان أن الحكومة الليبية لم تكن قادرة علي تحقيق أي نجاح في أي من الملفات المهمة مثل الأمن والحكم المحلي، وكلاهما تحت الإشراف المباشر لرئيس الوزراء. وقد أدي هذا الفشل إلي افتقاد الأمن، والاغتيالات المستمرة، وأعمال الخطف، والجرائم، والتهريب، وهجمات ضد الممتلكات العامة والخاصة، فضلا عن توقف تصدير النفط، وانقطاع إمدادات المياه والكهرباء. وأكد صاوان أن حل هذه المشكلات ممكن، وقدَّم الحزب حلاً واضحاً، ولكن الحكومة تفتقر إلي التجانس والتوافق فيما بينها، وأن الحزب مسئول فقط عن الوزارات التي يتولاها.
- وقد أشارت برقية للخارجية الأمريكية إلي أن السفراء من جانبهم يشيدون بالدور النشط الذي يمارسه حزب العدالة والبناء (الإخوان) في الساحة السياسية، كما أكدوا مساندتهم للشعب الليبي وحكومته رغم ضعفها، وحرصهم علي استقرار المنطقة، واستمرار تواصلهم مع جماعة الإخوان والحزب الذي يمثلها.
الكونجرس يعتبر الإخوان إرهابيين رغم أنف أوباما
- أكد د. وليد فارس مستشار الكونجرس الأمريكي لشئون الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب أن الكونجرس يجري إعداد تشريع يعتبر جماعة الإخوان منظمة إرهابية، ووضعها علي قائمة المنظمات الإرهابية، وأن هذا التشريع سيتم إرساله إلي البيت الأبيض قريبا، لكن من المتوقع أن يرفض أوباما التصديق عليه. وكان ذلك في إطار فعاليات مؤتمر التضامن القبطي بالولايات المتحدة الذي انعقد بمبني الكونجرس، وناقش أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط، ومستقبلهم، وذلك بمشاركة سياسيين في مختلف الدول، وأعضاء الكونجرس ومجلس العموم البريطاني. وأشاد فيه المجتمعون بالدور الذي تقوم به الحكومة الصربية في حماية الأقباط وكنائسهم وممتلكاتهم علي كل الساحة المصرية، وذلك علي عكس ما تشيعه المنظمة الدولية لحقوق الإنسان التي تتهم الحكومة المصرية بالتهاون في الدفاع عن الأقباط، في حين تستميت في الدفاع عن حماية الإخوان وحلفائها من المنظمات الإرهابية وتتهم الحكومة المصرية بارتكاب جرائم في حقهم، متجاهلة جرائم الإخوان في حق المصريين.. خاصة رجال الشرطة الذين سقط منهم حتي اليوم أكثر من 600 شهيد بأيدي هؤلاء الإرهابيين، ناهيك عن جرائمهم في حق المجتمع المصري كله الذي تعرضت منشآته الاستراتيجية ومرافقة البنيوية إلي التدمير بفعل هذه الجماعات، ولاتزال.
- وقال النائب الأمريكي فارس إن الإدارة الأمريكية لا تريد الاعتراف بأخطائها في دعم ومساندة جماعة الإخوان خلال فترة حكم مرسي، بل وتضع العراقيل في مواجهة نظام حكم الرئيس السيسي رغم أنه يخوض حربا شرسة ضد الإرهاب في سيناء وعلي كل الساحة المصرية في الداخل. وقد برز ذلك التوجه في تجميد إدارة أوباما المساعدات العسكرية لمصر (1٫3 مليار دولار) أكثر من مرة، بل ومنع إمدادها بأسلحة مهمة في حرب الإرهاب (مثل المروحيات الأباتشي، ونظام أمن واستشعار المراقبة المتحركة للحدود مع ليبيا والتي تبلغ 1050 كم)، وهي أسلحة ومعدات مدفوع ثمنها منذ عامين، مع أنظمة تسليح أخري (120 دبابة MIAL) و21 مقاتلة ف - 16) أوقفت واشنطن إرسالها إلي مصر للضغط علي حكومتها لتقبل بمشاركة جماعة الإخوان في الحكم. وهو ما اكتشفت إدارة أوباما استحالة تحقيقه بالنظر للرفض الشعبي العارم لهذه الجماعة. لهذا واستجابة لطلب الكونجرس باستمرار المساعدات العسكرية لمصر بالنظر لأهميتها كدولة محورية في المنطقة وركيزة الأمن والاستقرار بعد أن سقطت دول عربية كثيرة في مستنقع الفشل والخراب، قررت إدارة أوباما استمرار المساعدات حتي عام 2018 لمصر علي أن تتوقف بعد ذلك لحين تبين حقيقة التوجهات السياسية لنظام الحكم في مصر، ومدي شعبيته.
- ولم تكن جماعة الإخوان وحدهم هم الذين كانوا يلحون علي إدارة أوباما والكونجرس في وقف المساعدات العسكرية لمصر، ولكن شاركهم في ذلك أيضا حلفاؤهم (حركة 6 إبريل الذين تربوا في مؤسسة فريدم هاوس في أمريكا، وأكاديمية التغيير في لندن ثم الدوحة، وفي منظمة أوبتور في الصرب.. علي إثارة الاضطرابات التي تؤدي إلي الفوضي وإسقاط الأنظمة الحاكمة وتفكيك الجيوش الوطنية، علي النحو الذي نراه في ليبيا واليمن والصومال والعراق، وتريد أمريكا امتداده إلي مصر والسعودية ودول المغرب العربي ودول الخليج، حتي تسقط الأنظمة الحاكمة في هذه البلدان وتقع فريسة الفوضي التي تريد واشنطن إحداثها ببلدان المنطقة توطئة لتقسيمها عرقيا وطائفيا ومذهبيا وسياسيا، وبما يحقق مخطط الشرق الأوسط الكبير، توطئة لبسط الهيمنة الأمريكية علي بلدان المنطقة لتكون ركيزتها في صراعها الكوني مع روسيا والصين مستقبلا.. وقد كانت وسيلة الإدارة الأمريكية لتحقيق هذا الهدف الاعتماد علي الجماعات الشبابية التي جندتها مثل حركة 6 إبريل وغيرها - وعندما ثبت فشلها وعجزها بعد أن رفضها الشعب، كان الرهان الأمريكي علي جماعة الإخوان بزعم أن لها وجودا قوياً ومنظماً في الشارع المصري، وعندما أسقط الشعب المصري في 30 يونية حكم هذه الجماعة، تحولت واشنطن إلي المنظمات الإرهابية مثل داعش لتحقيق مخططات الفوضي الخلاقة والتقسيم والتجزئة.
- ولقد فسرت رئيسة لجنة الاعتمادات التابعة لمجلس النواب بالكونجرس (كاي جرانجر) الموافقة علي استئناف المساعدات العسكرية لمصر بعد تجميدها عقب ثورة 30 يونية، بأن واشنطن تحتاج لمصر كحليف مستقر وسط اضطرابات الشرق الأوسط، وأن هذه المساعدات تعكس التزام الولايات المتحدة الواضح للحفاظ علي علاقتها مع القاهرة. وقد سبق هذا القرار قرار رسمي من الخارجية الأمركية بعدم استقبال واشنطن رسميا وفد الإخوان الذي يزورها حاليا للقاء أعضاء الكونجرس والتحريض علي الإدارة المصرية، والاستقواء بواشنطن التي تبدو أنها في طريقها لطي صفحة الإخوان، بعد الرهان الفاشل والخاسر علي هذه الجماعة، وبعد أن انكشف حجم الأموال الأمريكية التي تم هدرها للإنفاق علي الإخوان وتدعيمهم في مصر. كما جاء قرار الكونجرس متوافقا أيضا مع توصيته من قبل مجموعة بحيثة من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي تضم خمسة أشخاص، من بينهم اثنان من مستشاري الأمن القومي السابقين.. صمويل برجر وستيفن هادلي والسفير الأمريكي السابق في العراق وتركيا جيمس جيفري، إلي جانب دينيس روس مبعوث السلام في الشرق الأوسط، وروبرت ستالوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن.. الذين أوصوا بأن تعزيز العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين مثل مصر يجب أن يكون ركنا رئيسيا في السياسة الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، فمن غير الممكن اعتماد استراتيجية تهدف إلي تعزيز نظام الدولة في الشرق الأوسط دون الحرص علي قيام علاقات فاعلة بين الولايات المتحدة ومصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.