في ضاحية "الشنهورية" غرب مدينة قنا، تقطن أسرة مارينا ماجد جريس محروس، صاحبة المركز الأول "مكرر" في أوائل الثانوية العامة، بمجموع 410 درجة، قسم علمي. وبعد إعلان نتيجة أوائل الثانوية العامة وإبلاغ الأسرة، عمت الفرحة بين الأسرة الصغيرة المكونة من الأب ماجد جريس محروس، ويعمل مدير عام في الشباب والرياضة، والأم التي تعمل "مدرسة علوم" في مدرسة الإعدادية بنات وسط مدينة قنا، والابن الوحيد الذي في الفرقة الرابعة بكلية الطب في جامعة جنوب الوادي بقنا. وسط هذه الفرحة العارمة كانت الفتاة العشرينية تجلس رغم الإرهاق الواضح عليها جراء المجهود الكبير الذي بذلته في الامتحانات، وجهها يضحك وسط التهاني التي انهالت عليها من الأصدقاء والجيران والأسرة. تقول الفتاة إنها بدأت رحلة التفوق منذ المرحلة الابتدائية حيث حازت علي المركز الأول علي مستوي مدرستها، والمركز الرابع علي مستوي المحافظة في الصف الثالث الإعدادي، وأنها منذ أن التحقت بالمرحلة الثانوي كانت تخطط لدراسة الطب، رغبة منها في تخفيف الألأم عن المرضي وخاصة مرضي الفيروسات الكبدية والقلب، وأنها تحتذي بالطبيب المصري مجدي يعقوب وتسميه " أسطورة طب القلب"، وأنها تجد أحوال الخدمات الصحية في مصر غير سليمة، وأن الكثير من المرضي لا يجدون مكانًا يعالجون فيه. وهي تتلقي قبلة من جدتها الطاعنة في السن تضحك "مارينا" وتقول "جدتي هي أول من تنبأت لي بالتفوق وكانت تقول لي ستكونين من الأوائل". وعن ساعات الاستذكار والهوايات تقول أنها كانت تستذكر نحو 18 ساعة يوميا ولا تنام سوي 4 ساعات، في محاولة للتركيز الشديد في المواد الدراسية، ولم تمنعها المذاكرة من ممارسة هوايتها المفضلة وهي "الرسم". وتبدو الفتاة العشرينية رغم تركيزها الشديد في الدراسة مهتمة بالأوضاع السياسية تقول" رغم تركيزي الشديد في الاستذكار، غير أنني لم أكن بعيدة عن متابعة ما يدور حولي من أحداث، وتمتدح دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في محاربة الإرهاب وافتتاح مشروع قناةالسويس الجديدة". وبعكس السائد بين بنات جيلها ومعظم من يحققون تفوقًا في الثانوية العامة، فأن الفتاة العشرينية تجد من الكتاب المدرسي والحضور في مدرستها أمرًا مهما تقول " تفوقي نابع من الاجتهاد في الدراسة والمواظبة علي الحضور اليومي في المدرسة، وأدين بالفضل إلى السيدة سهام البلبوشي مديرة المدرسة التي تعمل بضمير شديد وتحث المدرسين علي القيام بواجباتهم مع الطلبة.