يعيش المجتمع المصري ظروفا استثنائية في السنوات الأخيرة، وانقسامها لطبقتين ثرية ثراء فاحش وفقيرة لا تملك قوت يومها، ومع الظروف الاستثنائية التي تعيشها مصر، أصبح من المحبب والضروري أن يتبرع مما لديه، ومن المال المستخلف عليه ويعطي من أمواله للمحتاجين، وذلك لكي يعم الخير على الجميع وتستطيع مصر أن تنهض من كبوتها. وتعد الصدقة من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى، حيث إنها دليل على صحة إيمان العبد بربه، ويقينه بأن الرزق بيد الله تعالى وحده، وذلك لأن المال هو غشاء بالقلوب وحاجب لها عن رؤية ما ينتظر العبد من جزاء، وعن رؤية ما لله تعالى من نعم ومنن عليه تستوجب الشكر. من هنا، رصدت "بوابة الوفد" أراء عدد من علماء الدين في كيفية حث المسلمين، خصوصًا الأغنياء منهم للتبرع والتصدق للفقراء في العيد، وذلك لسد احتياجاتهم وتمكينهم من شراء كافة متطلبات العيد وإكفائهم عن الحاجة والسؤال في هذه الأيام المباركة. أعلن محمد البسطويسي، نقيب الدعاة، أن الصدقة سنها الله تعالى على كل المسلمين في كل الأوقات وليس في شهر رمضان فقط، موضحًا أن الله هو رب رمضان ورب غيره من الشهور. وأفاد البسطويسي، أن الله تعالى أعطى الأغنياء أموالا كثيرة لكي لا يحتفظو بها بل ليتصدقو بها على الفقراء والمساكين، لافتا أن مصر مقسمة إلى طبقتين الأولى ثرية ثراء فاحش، والثانية فقيرة لا تملك قوت يومها، لذلك وجب على الأغنياء أن يتبرعو ولو بجزء ضئيل من أموالهم بعيدا عن الأموال المقررة للزكاة. وأشار البسطويسي، إلى أن العيد يحتاج الناس فيه للعديد من الأشياء الضرورية، وهناك البعض لا يستطيع أن يوفر هذه المتطلبات الأساسية، لذلك وجب على الأغنياء أن يتبرعوا ويتصدقوا للمحتاجين، وذلك ليدخلو على نفوسهم البهجة والفرحة ويعوضونهم على ما ينقصهم. وذكر "نقيب الدعاة"، آيات قرآنية تحث على التصدق منها قوله تعالى "لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ"، حيث أوضح أن معنى الآية هو أن لن تدركوا الجنة حتى تتصدقوا مما تحبون, وأي شيء تتصدقوا به مهما كان قليلا أو كثيرًا فإن الله به عليم, وسيجازي كل منفق بحسب عمله. من جهته، أوضحت آمنة نصير، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، أن الصدقة تنقي النفس من أمراض القلب من غل وحقد وشح وبخل، لافتة أن كل صاحب مال يجب عليه التبرع والتصدق للفقراء. وتابعت نصير، أن مصر بها العديد من الفقراء الذين يحتاجون إلى أموال ومساعدات، مبينة أن العيد يجب أن يكون فرحة وبهجة على كل الناس. ولفتت "أستاذ العقيدة"، أن مصر تمر بظروف استثنائية لذلك يجب على كل مواطنيها التوحد معا لمواجهة هذه الظروف، وأن ينظر كل صاحب مال أو من عنده زائد عن حاجته لاحتياج الدولة، مبينة أن مصر لها أفضال كثيرة على كل الناس لذلك يجب أن يرد البعض هذه الأفضال ويساعدها لعبور الأزمة. وبينت نصير، أن الله تعالى سوف يسأل الناس على أموالهم فيما أنفقوها لذلك من الأفضل للشخص أن يتصدق ويتبرع منها لكي يعفى من المحاسبة والسؤال عنها يوم القيامة. فيما قال عبدالعزيز النجار، مدير الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية, إن الدين الإسلامي حث أولياءه على التبرع والتصدق في كل أيام العام وخاصة أيام العيد الذي يحتاج فيها الفقراء لمتطلبات عديدة. وأشار عبدالعزيز، إلى أن الصدقة جعلها الله مفتوحة على حسب قدرة الشخص ولم يحدد لها مقدار محدد، بل تركها لصاحب المال يقدرها بحجم حبه للعطاء والإنفاق وسد حاجات المحتاجين ودعم الفقراء والمساكين. ولفت عبدالعزيز، إلى أن الله ورسوله الكريم قد امتدحو المتصدق فقال صلى الله عليه وسلم "اليد العليا خير من السفلى" والمقصود باليد العليا هنا التي تنفق وتعطي، لذلك وجب على الغني أن يحمد الله أن أعطاه من الخير والرزق، ما جعله يعطي وينفق ويسد حاجته وحاجة من يعوله. وأوضح "مدير الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية"، أن مصر يوجد بها العديد من المناطق العشوائية والفقيرة التي يحتاج قاطنوها لأموال وصدقات لشراء متطلباتهم في العيد، لافتًا أنه يجب على الأغنياء إعطائهم ما يحتاجونه وذلك شكرا لنعمة الله تعالى على السعة في الرزق.