الوزير والشيخ.. فارق كبير! بقلم: محمد أمين السبت , 27 أغسطس 2011 08:11 ربما لا تجد علاقة مباشرة بين الوزير والشيخ.. وربما لا تعرف سر هذا الربط، من الوهلة الأولى.. لكن من المؤكد هناك فائدة من الجمع بينهما، ولو فى العنوان.. صحيح أن المسافة بين الوزير والشيخ، مسافة حضارية.. لكن تضييق هذه المسافة ممكن، وليس مستحيلاً.. بقليل من الصبر، وكثير من العمل قبل الانتخابات القادمة.. وإلا ضاعت الثورة، وتسربت كالماء من بين أصابعنا! ولابد أنك تعرف الوزير الذى أقصده، فهو السياسى الكبير منصور حسن.. ولابد أنك تعرف الشيخ الذى أقصده، فهو الشيخ حاتم فريد، إمام مسجد القائد إبراهيم.. ولابد أنك تعرف أنهما، قد يقفان على طرفى نقيض.. سياسياً على الأقل.. هذا ليبرالى وهذا سلفى.. الأول يدعو بالهداية للسلفيين، والثانى يدعو على الليبراليين، فى ليلة القدر، ويقول: اللهم عليك بالليبراليين والعلمانيين، كأنهم كفار! الذين يصلون فى مسجد القائد إبراهيم، يعرفون الشيخ صاحب الصوت الجميل، وكأنه موسيقى السماء.. ويرون أنه جعل صلاة التراويح، واحدة من أجمل المتع الروحية، فى رمضان.. حتى كانت المفاجأة الكبرى.. فقد قطع الشيخ صلاته بدعاء، أقل ما يقال عنه، إنه يتسم بالكراهية وضيق الأفق.. فقد دعا الشيخ ربه أن يدمر الليبراليين.. ثم وضعهم مع الكفار والمشركين، فى سلة واحدة! لا يعرف الشيخ حاتم، أن الليبراليين هم أيضاً مسلمون.. ولا يعرف أنهم يصلون خلفه.. ولا يعرف أنه بذلك يخلط السياسة بالدين.. ولا يعرف أنه لا يقود صلاة، وإنما يقود حملة انتخابات برلمانية، لصالح تيار بعينه.. كأنهم هم الأوصياء على الدين والعقيدة.. الطريف أنه كان يضع الليبراليين مع اليهود، ويدعو عليهم بأن يشتت الله صفوفهم، ويرمل نساءهم.. والمصلون يقولون خلفه: آميييين! الفارق أصبح واضحاً الآن، بين السياسى الكبير والشيخ.. ولابد أنه واضح من البداية.. فالوزير منصور حسن يحزنه، ما نحن فيه من شتات بعد الثورة.. والشيخ يحاول توسيع الهوة والشتات.. الوزير حزين على أن الشباب، لم يخرجوا بحزب كبير بعد الثورة.. كما حدث بعد ثورة 1919، وخرج الوفد كحزب شعبى مدنى كبير.. والشيخ يرى أن من ليس سلفياً، سيدخل النار مع الكفار! وكما ترى فالمسافة شاسعة بين تيارين.. وبين منهجين وبين فكرين.. الأول يمد يده للجميع، ويرى ضرورة التوحد، ويرى أن الكل شركاء فى الوطن.. والثانى فكر إقصائى مريض.. يرى الليبراليين كفاراً وأعداء للدين .. ومن هنا وجب على كل المصلين، أن يدعوا عليهم، فى ليلة القدر.. فيدمرهم الله، أو ينزل عليهم صاعقة من السماء، ليخلو الجو للسلفيين وحدهم! فهل كانت المنابر لهذه الدعايات التحريضية؟.. وهل هذا هو الفهم الصحيح للدين أو السياسة؟.. وهل يدرى الشيخ، أن ما فعله قد يعرض رموزاً ليبرالية وسياسية، للاغتيال المعنوى، وربما للتصفية الجسدية؟.. هل يخرج الشيخ ليعتذر لجمهور المصلين، الذين وجدوا أنفسهم فجأة، يرددون خلفه: آمييين.. ثم انتبهوا أنهم أمام كارثة حقيقية، قد تعرض مصر لكارثة كبرى؟! هل فقد الشيخ حاتم صلاحيته، كإمام لمسجد كبير، مثل مسجد القائد إبراهيم؟.. هل ينبغى عليه أن يتنحى؟.. هل يعرف الشيخ أن الليبراليين، أرحب صدراً منه؟.. وهل يعرف أنه يساعد على توسيع الهوة بضيق أفقه؟.. وهل يعرف أنه من الأولى، أن يتبنى دعوة الوزير منصور حسن، بالتوحد بدلاً من التشرذم؟.. هل يعرف الفرق بينه وبين مشايخ ثورة 1919؟.. تفرق كتيييير!