النوبة تعتبر أحد أهم وأقدم الحضارات الإفريقية، فالنوبيون شعب مصر الجنوبي، الذي عاش على امتداد مجرى النيل من ملتقى النيلين جنوبا وحتي بعد أسوان شمالا ومنهم كان الملوك، حسب رواية المؤرخون بأن جميع الملوك الفراعنة لمصر كانو ذوي بشرة سمراء وملامح زنجية مثل الشعر والأنف، ليقترن تاريخ النوبة الأصيل بالعظماء على مدار التاريخ . على مدى سنوات ظل الشعب النوبي يحتفل بتاريخه وأمجاده في مختلف عواصم ومدن العالم، حيث أقامت جٍهات وكيانات نوبية منفردة وأحيانا بمشاركة جهات أو منظمات احتفالاتهم تحت اسم "اليوم النوبي" فأقاموا مهرجانات ولقاءات وندوات لاقت الكثير من النجاح، وشهدت تلك الاحتفاليات جمع غفير من الجماهير من مختلف الجنسيات، ولكن احتفالاتهم لم تكن في تواريخ ثابتة، ولم تأخذ صورة الدورية السنوية ليتكرر قيامها في ذات الموعد في الأعوام التالية. اختيار يوم للاحتفال ومن هنا تم الدعوة إلى توحيد يوم ثابت للاحتفال بالنوبة في عام 2004 ، حيث دعا محمد سليمان أحمد إلى ضرورة توحيد تاريخ قيام فعاليات اليوم النوبي لتقام فعالياته في مختلف دول العالم في تاريخ معلوم ومعلن، ويكون ذلك التاريخ ذات مدلول أعمق وأقرب إلى النوبية في تراثها وإرثها الحضاري، ويكون له وقع طيب ودلالات أكثر عمقا من تاريخ مرتبط بواقعة تخص فئة دون سواها في امتداد الخريطة النوبية الممتدة على طول وادي النيل بشقيه المصري والسوداني، فوقع الاختيار على اليوم السابع من الشهر السابع لما للرقم "7" من دلالات وقدسية عظيمة لدى النوبيين. دلالات الرقم "7" للنوبيين وللرقم "7" عند النوبيين طقوس عقائدية تقام تحت مسمى "كولود" لعدة مناسبات وكلود تعني بالنوبية السبوع وهى من أهم المناسبات التي تقام لها بعض الطقوس، والغريب في الأمر أن الرقم سبعة يتكرر في الطقوس التي تجرى في مناسبات المواليد والوفيات والزواج حيث تنزل السيدات بصحبة الأطفال إلى نهر النيل في اليوم السابع من المناسبة بصحبة السيدة "أم الطفل / العروس" لتغسل وجهها سبع مرات من مياه النيل وتقفز "السيدة المعنية بالمناسبة" سبعة مرات على مبخرة مكوناتها من سبع أنواع من البخور. النوبي مصري وسودانى وللنوبيون المصريون وطن ثانى وإن كان نوبيو مصر يعتزون بوطنهم المصرى، ويعتبرون السودان بلدهم الثانى المكمل لمصرهم، فنوبيو السودان يعتزون بسودانهم، ومصر هى بلدهم الثانى المكمل لسودانهم، نظرا للقرب الجغرافي فضلا عن اختلاط الأنساب بين البلدين. النوبة ومحاولات التفتيت ورغم أن أهل النوبة هم جزء من الشعب المصري، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت العديد من المحاولات الخبيثة لإجهاض القضية النوبية، واقتطاع أرض النوبة من أراضي مصر، ذلك المخطط الذي روج لأفكار الاضطهاد والعنصرية التى يتبعها الشعب المصرى نظاما وحكومة ضد النوبيين تلك الفكرة التى تعالت أصداؤها في عهد الإخوان، ومازالت مستمرة رغم تغيّر الزمن والنظام الحاكم، فإن الخلايا النائمة من ذلك النظام البائد مازالت تواصل اللعب بالنار مع أبناء النوبة. إهانات عنصرية وقد تعرّض أهل النوبة إلى كثير من الإهانات العنصرية، على شاشة التلفزيون والسينما، الأمر الذي يضع أهل النوبة في نمط وشكل معين، ويرسّخ لصورة ذهنية سيئة عنهم، وكان آخر هذه الإساءات ما وجهه مرتضى منصور، رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك، للاعب نادي وادي دجلة المفصول، أحمد الميرغني، حيث وجه له كلمات عنصرية مثل "يا خدام.. يا بواب" بسبب بشرته السمراء وأصوله النوبية، الأمر الذي أثار استياء أهل النوبة، وقاموا برفع دعوى قضائية ضده . الأمر لم يتوقف عند منصور وحده بل إن للإهانات عهد سابق، حيث كانت هيفاء وهبي، هي صاحبة إهانة أخرى من خلال فيديو كليب "بابا فين" ، حيث وردت في الأغنية عبارة "القرد النوبي" الأمر الذي آثار غضب النوبيين، وقامت "هيفاء" بالاعتذار لهم بحذف هذه العبارة من الأغنية، كما سجلت إحدى المسلسلات التليفزيونية قيام رجاء الجداوي، بتوجيه إهانة للممثل أمير صلاح، عضو فريق "بلاك تيما" بجملة "هات أهلك البرابرة"، ما أثار ردود فعل غاضبة من أهالي النوبة، الذين رأوا أن هذا يُعد استخفافا بهم، وقام تامر حبيب، مؤلف المسلسل، بالاعتذار لأهل النوبة مؤكدًا أنه لم يقصد وأن المسلسل في الأصل دعوة للحب والتسامح.