ساهم النجاح الذى حققته ثورة 30 يونية فى التأكيد على أهمية الأحزاب المصرية فى الحياة السياسية ودورها فى إصلاح الشرخ الذى سببته جماعة الإخوان والتهميش الذى انتهجته تلك الجماعة للقضاء على الأحزاب لتنفرد وحدها بمقاليد الحكم. وعلى الرغم من النجاحات التى حققتها 30 يونية إلا أن هناك بعد الطموحات والآمال تتطلع الأحزاب الى تحقيقها من أجل استكمال الخطى التى سارت عليها الثورة ببرلمان ديمقراطى يرسخ لمبادىء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. ويري عبدالعزيز الحسينى القيادى بحزب الكرامة، أن ثورة 30 يونية نجحت فى تحقيق بعض الأهداف التى قامت لأجلها، لكن أغفلت بعض طموحات وآمال الأحزاب فى تحقيق عدالة اجتماعية حقيقية بين ابناء الشعب المصري، مشيرا الى أن كثرة الأحزاب التى ظهرت بعد يونية أدت إلى وجود فوضى بالحياة الحزبية. وأضاف الحسينى فى تصريحات خاصه ل«الوفد» أن قانون التظاهر أدى إلى وجود شرخ كبير في العلاقة بين الدولة والشباب باعتباره من القوانين التى حجمت الاحتجاجات الشبابية، معبرا عن أمله فى القضاء على الفساد الذى مازال يستوطن بعض مؤسسات الدولة. وطالب القيادى بالتيار الديمقراطى الدولة بسرعة إجراء الانتخابات البرلمانية لتحقيق الاستقرار الكامل للمؤسسات وإصدار التشريعات التي تدعم الديمقراطية. وعلى نحو متصل أكد حمدى سطوحى رئيس حزب العدل أن يونية رسخت لمبادىء الحياة الحزبية وأكدت ضرورة الاهتمام بالأحزاب ودعم دورها فى الحياة السياسية وضرورة مشاركتها فى اتخاذ القرارات. ولفت سطوحى الى أن هنالك الكثير من الامال والتطلعات التى يطمحها الأحزاب ويسعون الى تحقيقها ويأتى على رأسها التدوال السلمى للسطة وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين أبناء الوطن، رادفا الثورة أغفلت بعض الأهداف التى قامت لأجلها ،معتبرا قانون التظاهر من أهم السلبيات التى ألحق ب30 يونية وأدت الى عداء الشباب لها. وأكد رئيس حزب العدل ضرورة وجود حياة سياسية مستقرة من خلال إجراء الانتخابات البرلمانية وتشكيل البرلمان من إرساء القواعد السليمة لبناء دوبة القانون. وفى السياق ذاته قال شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار أن ثورة الثلاثين من يونية لغت فكرة الحزب الحاكم والحزب الواحد، موضحًا ان الثورة أعدات مرة أخرى فكرة حالة التعددية الحزبية فى الحياة السياسية. وأشار وجيه فى تصريح خاص للوفد إلي أن الثورة أثبتت ايضًا أن الشعب المصرى قادر على التغيير والإطاحة بأى حاكم مستبد فى حال محاولته السيطرة على الدولة وتمكين انصاره. واعتبر المتحدث باسم حزب المصريين الاحرار، أن الثورة هى الشعلة والخطوة الأهم لإنهاء الفساد، مكملا أن البناء الجيد بعد اى ثورة يحتاج إلى حياة سياسية طبيعية، مشيرًا إلى ثورة الثلاثين من يونية أطاحت بالفساد إلا أن امامها الكثير لتحقيق أهداف البناء الجيد للمجتمع . وعن الآمال والتطلعات التى يرغب حزب المصريين الاحرار فى تحقيقها، أوضح وجيه، أن الحزب يرغب فى توفير فرص أكبر لتحقيق حالة من حالات الديمقراطية بالبلاد، مضيفًا أن هذه الديمقراطية بإمكانها أن تخلق منافسة اقتصادية شفافة بين كافة الكيانات والشركات مما يؤدى إلى إتاحة فرص اقتصادية عدة تزيد من فرص العمل وإنهاء البطالة بالمجتمع كما أنها تساعد على استقرار امور البلاد التى تؤدى إلى تعزيز التواجد الأمنى بالبلاد. اعتبر اللواء أمين راضى، نائب رئيس حزب المؤتمر، أن اهداف ثورة الثلاثين من يونية لم تحقق كاملة إلى الآن على صعيد الحياة السياسية، مبينًا أن تحركات الأحزاب ضعيفة جدًا وتحتاج إلى مرونة أكبر من ذلك، وأرجع أسباب الضعف إلى قلة الإمكانيات المادية التى تقف عائقاً ضد الأحزاب . وأوضح راضى، أن بالرغم من عدم قدرة الأحزاب على تحقيق الأهداف المرجوة منها عقب الثورة، إلا أنها خطت خطوات جيدة على طريق الإصلاح، مبينًا أن الإصلاح السياسي الذى قامت به الأحزاب تمثل فى تلاحمها معًا و السعى إلى الاندماج تحت راية واحدة، مشددًا على ضرورة أن تزيد الأحزاب من تواجدها فى الشارع وزيادة فعالياتها وأنشطتها المختلفة حتى يتسنى للمواطن معرفة تلك الأحزاب. قال محمد رفعت، رئيس حزب الوفاق القومى، إن ثورة الثلاثين من يونية مكنت الأحزاب من التخلص من الفاشية الدينية التى فرضها الاخوان خلال فترة حكمهم كما انها مكنتهم من العودة مرة أخرى إلى التعددية الحزبية، موضحًا أن الأحزاب استطاعت طرح نفسها للشارع مرة أخرى للعمل مع الجماهير بعد ان كانت الأحزاب الدينية قد حرمت عليها حلم المشاركة والوصول الى السلطة التى كانت تهدف من خلالها إلى خدمة مصالح الشعب. وأكد رفعت: أن الأحزاب استردت عقب الثورة التعددية الحزبية الحقيقة التى افتقدتها خلال حكم الإخوان، مبينًا ان هذه التعددية مازالت مكبلة بعدم تواجد مصادر لتمويل الأحزاب حتى تتمكن من إقامة أنشطتها خاصة الأحزاب الاشتراكية الفقيرة، التى قد تلجأ إلى رجال الأعمال أو التمويل الخارجى بحثًا عن مصادر لدعمها وتمويلها ماديًا. وردًأ على ما يقال بشأن أن تحركات الأحزاب عقب الثورة، ضعيفة ولم تحقق الاهداف المرجوة منها، أشار رئيس حزب الوفاق القومى، أن هناك حملة مسمومه تشن ضد الأحزاب، مبينًا أن المراد من هذه الحملة أن لا يكون هناك ظهير سياسي للحاكم، موضحًا أن الأحزاب هى التى حثت الجماهير العريضة على الخروج ضد مرسي وجماعته ولولا الأحزاب ما كانت الثورة. وأعرب رفعت عن آمال وطموحات حزب الوفاق القومى، فى ان تقدم الدولة الدعم الكامل للاحزاب حتى تتمكن من تأدية دورها فى الشارع، وأن توفر لها الدعم المالى وتسمح لها بالمشاركة السياسية فى كل ما يجول بالبلاد، مشددًا على ضرورة الإسراع بإجراء الانتخابات البرلمانية، مبينًا أنه لا يمكن وأن تعمل حكومة فى ظل غياب البرلمان. وطالب بفتح الدعوة أمام الموظفين بالمؤسسات الحكومية للانتماء للاحزاب وعدم منع الموظفين من الاشتراك فى الأحزاب والحركات السياسية، مؤكدًا أنه من الكارثى أن تتم معاقبة أى موظف بالمؤسسات الحكومية ينتمى إلى أى حزب فى ظل الدعوات التى تطلقها الدولة بدعم الأحزاب. وتمنى، رئيس حزب الوفاق القومى أن يؤتي الحوار بين الأحزاب بثماره ويحقق الآمال والطموحات. وفى سياق متصل أوضح المستشار يحيى قدرى نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، أن ثورة 30 يونية نجحت فى ترسيخ مبادىء الحياة السياسية فضلا عن تأكيدها على دور الأحزاب فى الأحداث السياسية وكذلك إعادة مصر بعدما كادت ان ترحل في عهد الأخوان. وأشار قدرى الى أن الأحزاب تمتلك الكثير من الأفكار والمبادىء التى تسعي إلى تطبيقها على أرض الواقع بعد الثورة منها تأسيس دولة القانون واستكمال خارطة الطريق باتمام الانتخابات البرلمانية ومعالجة نظامى التعليم والصحة من خلال النظر لحلول غير ورقية، لافتا إلى أن تعزيز فكرة المشروعات المتوسطة تدفع الشباب للشعور بأن أثر الثورة يعود عليهم بشكل سريع فى المرحلة الحالية بالإضافة إلى استكمال منظومة الأمن التى أنهت كل التعديات التى تتم من خلال الجماعات الخارجة من رحم الجماعة.