يقول علماء التربية أن العقوبة أمر طبيعي بالنسبة للبشر عامة والطفل خاصة، فلا ينبغي أن نستنكر من باب التظاهر بالعطف على الطفل ولا من باب التظاهر بالعلم، فالتجربة العلمية ذاتها تقول: إن الاجيال التي نشأت في ظل تحريم العقوبة ونبذ استخدامها أجيال مايعة لا تصلح لجديات الحياة ومهامها، والتجربة أولى بالاتباع من النظريات اللامعة. والعطف الحقيقي على الطفولة هو الذي يرعى صالحها في مستقبلها لا الذي يدمر كيانها ويفسد مستقبلها، ولابد من معرفة الفرق بين التأديب والعقوبة بالنسبة للطفل، فهو من أهل التأديب وليس من أهل العقوبة، وإن احتجنا الى العقوبة فعلنيا ان نراعي احترامنا لكيان الصغير ولكونه انسانا، ولابد قبل العقوبة من توجيه النصح والارشاد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجه الفتيان، فقد مر على غلام يسلخ شاه ولا يحسن، فقال صلى الله عليه وسلم للغلام: «تنح حتي أريك» «15» فليكن شعارك مع ابنك تنح حتى أريك، ولا يلجأ المربي الى الضرب مباشرة بل تسبقه عقوبات كالنظرة الحادة وشد الأدن، والاهمال شرط ألا يطول والمعاقبة المادية، واذا احتاج الامر الى الضرب فلابد من مراعاة بعض الامور. أن يكون قد بلغ الطفل العاشرة من عمره، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بضرب الطفل الذي بلغ العاشرة ولا يصلي روى أبو بردة رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله «16». ويمتنع المربي عن ضرب الطفل إذا ما ذكر الله، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فارفعوا أيديكم»، وفي ذلك تعظيم لشأن الله في نفس الطفل. ولابد أن يعلم المربي أن هذه العقوبة ليست الا للتقويم والتربية ويبتعد عن العقوبة وهو غضبان لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يقضي القاضي وهو غضبان» «18». وأخيراً ندرك حق الطفل في الشريعة الاسلامية، وكيف أنها حقوق محفوظة ومصونة، والذي من أجله أن ينشأ الطفل على تربية صحيحة وسليمة وبذلك نستطيع بناء أمة قوية.