أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن شهر رمضان في الإسلام هو شهر القوة والعمل، لا الضعف والكسل، مشددا على أن تعطيل الأعمال ومصالح الناس ليس مرده إلى الصيام بل إلى سلوك بعض الصائمين وممارساتهم الخاطئة في هذا الشهر المبارك، فالمسلم لا يثنيه فرض دينه عن واقع حياته، ولا تحد من عزيمته أهواء الدنيا، وليس أدل على هذا من الانتصارات الكبرى التي وقعت للمسلمين فيه، والتي لم تكن عقبة أمام هذه الانتصارات، أو مدعاة للتهاون والكسل. وقال الطيب - فى كلمة له بمناسبة شهر رمضان - إن "الصيام مشاركة وجدانية بين الفقراء والأغنياء، ومظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي، فعندما يحرم الصائم من الطعام والشراب، فإنه يشعر بمرارة الجوع والظمأ لدى الفقراء والمحتاجين، مما يدفعه إلى التكافل معهم، والأخذ بيدهم للرفع من مستواهم الاقتصادي، وهذا بدوره يؤدي إلى قيام نوع من التوازن الاقتصادي والاجتماعي بين أفراد المجتمع". ودعا فضيلته المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى التحلي بفضائل هذا الشهر الكريم، واستقباله بهمة عالية، واستثماره في مواصلة أعمال البر وصلة الأرحام، والالتزام بالغاية العظمى التي شرع من أجلها من الصوم، والتي تتمثل في التقوى، والسمو بالنفس، والارتقاء بالروح، ومراقبة الله تعالى في السر والعلن، قال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ". وهنأ شيخ الأزهر عموم الشعب المصري العظيم، وقيادته المخلصة، وسائر قادة وشعوب الأمتين العربية والإسلامية، بحلول شهر رمضان المعظم، شهر الصوم عن المعاصي، والارتفاع عن نوازع النفس، وإصلاح القلوب، وحفظ الجوارح من الفتن والشرور، وتهذيب الأخلاق، واستجابة الدعاء، ومضاعفة الأجر والثواب، وتكفير الذنوب، والفوز بأعلى الدرجات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (الصَّلواتُ الخمسُ، والجمعةُ إلى الجمعةِ، ورمضانُ إلى رمضانَ؛ مُكَفِّراتٌ لما بينهنَّ، إذا اجتُنبتِ الكبائر).