أشارت السفارة اليونانية بالقاهرة إلى تصريح رئيس الوزراء اليوناني الذي قال فيه إن بلاده تبذل قصارى جهدها للإبقاء على أوروبا الموحدة. وقال رئيس الوزراء اليوناني "الكسيس تسيبراس" في اجتماع اليوم مع أعضاء الأحزاب اليسارية في البرلمان الأوروبي، إن اليونان تبذل قصارى جهدها للإبقاء على أوروبا الموحدة، لأن هذا هو هدفه. وأضاف "تسيبراس" أن حكومته لا تؤمن بإمكانية وجود أوروبا منقسمة وهذا هو السبب في تقديم الكثير من التنازلات من جانب اليونان أثناء عملية المفاوضات الصعبة، من أجل خلقوضع أكثر استقرارا لعموم أوروبا. وصرح رئيس وزراء اليونان ، ان الشعب اليوناني يدرك أنه سوف يواجه الصعوبات في المستقبل، مهما كانت نتيجة المفاوضات الصعبة مع الدائنين الأوروبيين، ولذلك فهو يطالب حكومته الجديدة بخلق الظروف المناسبة ، حتى يتمكن الجميع من التكاتف لاجتياز هذهالصعوبات ، في مناخ من العدل والمساواة وتكافؤ الفرص ، وهو الشيء الذي لم تهتم به الحكومات السابقة ، لأنه لم يكن ضمن حساباتها. وعن التطورات المتعلقة بعملية التفاوض مع الدائنين ، قال "تسيبراس" أن الأغلبية الساحقةمن الشعب اليوناني باتت تدرك الأن الفارق بين الحكومة الحالية ، التي تتفاوض بجدية معدائنيها ، وبين الحكومات السابقة ، التي انحصر دورها في التوقيع على طلبات المقرضين. وأكد "تسيبراس" أن حكومته قد عقدت العزم على التفاوض بناء على خطط واستراتيجيات محددة ، رغم صعوبة المفاوضات والظروف غير المواتية ، معرباً عن اعتقاده بأن جميع أبناء الشعب اليوناني يجب أن يكونوا فخورين بالجهود المبذولة من الحكومة الحالية، بغض النظرعن أفكارهم أو انتماءاتهم ، لأن اليونان تقف للمرة الأولى لكي تطالب بحقوقها . وأضاف رئيس الوزراء اليوناني أن المواطنين في بلاده وجميع دول أوروبا والعالم ، قد أدركوا أن اليونان قد تقدمت في هذه المفاوضات بمقترحات واقعية محددة ، موضحاً أن حكومته قدقدمت تنازلات، لأن أي تسوية تتطلب تنازلات ، ولكنها تقدمت بخطة واقعية لخروج اليونانمن الأزمة ، وهي خطة سوف تنهي سيناريوهات تقسيم أوروبا ، إذا ما أقرتها المؤسسات الدائنة والمقرضين الدوليين والدول الأوروبية الأخرى ، فقد تقدم الجانب اليوناني أمس بمقترح شامل للتوصل إلى اتفاق . وأوضح "تسيبراس" أن بلاده لن تنتظر تقديم مشروع اتفاق من الجهات الدائنة على النحوالمذكور بقرار مجموعة اليورو، لأن اليونان لديها مشروع متكامل و قد تقدمت به ، وقد بات منالواضح أن القرار الأن في يد زعماء أوروبا ، لتحديد ما إذا كانوا يريدون التكيف مع الواقع والخروج من الأزمة دون تقسيم أوروبا، فالقيادة السياسية هي القيادة المنتخبة وهي المسؤولة أمام الشعوب عن القرارات التي تتخذها. وأعرب "تسيبراس" عن اعتقاده بان قضية الديون لا تقتصر على اليونان وحدها، ولكنهاقضية محورية بالنسبة لمستقبل أوروبا واستراتيجياتها، بل انها تمثل مشكلة أوروبية وعالمية . و شدد "تسيبراس " على أن الاختيار الأن ينحصر بين أمرين ، أولهما امكانية الخروج الواقعي من الأزمة ، ووضع نهاية لسيناريوهات التقسيم ، وثانيهما هو تقسيم أوروبا ،مؤكداً أن الحكومة اليونانية تتحرك بناء على خطة محددة ، وتدرك دائما أنها تمثل الشعباليوناني، الذي يرغب في الخروج من أزمته، ويريد حلا جذرياً لها وليس مجرد اتفاق مرحلي جديد ، ولا يريد أن تعود البلاد إلى برامج التقشف الصعبة . وقال رئيس وزراء اليونان أن حكومته تهدف إلى إعادة الأمل والكرامة للشعب اليوناني وفينفس الوقت تسعى إلى المشاركة في بناء أوروبا على أساس من التضامن و الديمقراطية والتفاهم والاحترام المتبادل.