مرت أمس عشر سنوات علي رحيل مطرب شعبي كبير يمثل حالة قائمة بذاتها، محمد رشدي هذا الصوت الذي جذب أسماع الملايين منذ أكثر من نصف قرن، حيث ظهر علي الساحة الغنائية في منتصف الستينيات من القرن الماضي، حيث كان العندليب الراحل عبدالحليم حافظ في أوج مجده ومعه فريد الأطرش ومحرم فؤاد والمطربات نجاة وشادية وصباح وفايزة أحمد ووردة، وقبل كل هؤلاء كوكب الشرق أم كلثوم، وفي الطرب الشعبي كان محمد عبدالمطلب ملك الغناء الشعبي وسط كل هؤلاء صعد نجم محمد رشدي مطرب مختلف صوت رائع وقوي ومعبر، ساعده في هذا العملاقان الراحلان الشاعر عبدالرحمن الابنودي والموسيقار بليغ حمدي بأغنيات ومعانٍ جديدة تماما،غارقة في الشعبية والروح المصرية الأصيلة. وظهرت أغنية «تحت الشجر يا وهيبة» وحققت نجاحا أسطوريا وصل لاهتزاز عرش عبدالحليم حافظ، وبعدها مباشرة غني «عدوية» وحققت أيضا نجاحا هائلا لدرجة أن عبدالحليم بسبب «رشدي» اتجه للغناء الشعبي وأصبح محمد رشدي حديث الملايين، وتألق بعد ذلك في أغنيات: «كعب الغزال، ع الرملة، مغرم صبابة، تغريبة»، حافظ فيها علي لونه الشعبي. وظل طوال حياته محافظا علي هذا اللون ولا ننسي أغنيات «لو عديت، أدهم الشرقاوي، انت مين، مجاريح»، جذبته السينما وقام ببطولة عدد قليل من الأفلام منها «السيرك، فرقة المرح». يحسب لمحمد رشدي استمراره في الغناء طوال حياته حتي الرمق الأخير كان يغني وهو يعاني من فشل كلوي ولا ننسي أغنياته الأخيرة «دامت لمين، متقلبش المواجع» كما غني أغنياته القديمة بتوزيع جديد ورحل يوم 2 مايو 2005 تاركا ثروة من الغناء الأصل.