قال الرئيس اليونانى بروكوبيس بافلوبولوس، إن العلاقات بين مصر واليونان تاريخية منذ 40 قرن من التاريخ والحضارة المشتركة، لافتا إلى أن التاريخ أثبت أن البحر المتوسط لم يفرق بين مصر واليونان وأن الدولتين كانتا متجاورتين وتعاونت عبر التاريخ والازمات. ودعا الرئيس اليوناني، خلال المؤتمر الصحفي المتشرك مع نظيرة المصري بقصر الاتحادية عقب إنهاء جلسة المباحثات المنعقدة اليوم الخميس، إلى الحفاظ على العلاقات المصرية، التي نمت تحت ظروف خاصة وفي أصعب الظروف، مشيرا إلى وجود مواقف موحدة بين البلدين عكست مدي التوافق والتعاون. ولفت الرئيس اليوناني إلى أنه كلما كانت الظروف صعبة تظهر قوة الشعوب، وقدرة حكامها، موضحا أن القادة البارزين الكبار يظهرون من خلال الأزمات، معتبرا أن مواجهة مشكلات الشرق الأوسط وشرق حوض البحر المتوسط، متوقفة على الدور الرائد الذي تلعبه مصر داخل العالم العربي والإسلامي. وأعرب الرئيس اليوناني عن سروره لدور مصر الرائد في المنطقة، متوقعا زيادة الدور في المستقبل، قائلا: "علينا التعاون لمواجهة المشكلة الكبرى وهي الإرهاب على مستويين، أولا على مستوي المحافل الدولية من خلال تطبيق القانون الدولي الذي يعطي لإيجاد الحل، بشرط أن يعرف المجتمع الدولي أن هذه البنود يجب تطبيقها، وأن تفهم المحافل الدولية أن المباحثات استغرقت فترة طويلة وحان الوقت للعمل". وأضاف الرئيس اليوناني أن المستوي الثاني لحل الأزمة هو الاتحاد الأوروبي، قائلا: "نحن عضو بالاتحاد الأوروبي، وأنتم الدولة الرائدة داخل منطقة البحر المتوسط، ونعتبر موضوع الأمن السياسي والاستقرار بالمنطقة، يجب أن يؤدي لخلق قيادة موحدة لمواجهة مشكلات البحر المتوسط والشرق الأوسط متأقلمة بظروف وحساسيات المنطقة، حينها يصبح التعاون مع مصر الآلية الأساسية لنجاح العملية. ونوه الرئيس اليوناني إلى أنه من المعروف منذ عام 204 بدأت تطبيق سياسية جوار دول البحر المتوسط وجنوبها، هذا البعد يتضمن 9 دول بما فيهم فلسطين يخص التنمية الاقتصادية والإصلاحات الديمقراطية ومواضيع الأمن، مطالبا الاتحاد الأوروبي بخلق سياسة لمعالجة هذه المشكلات، باعتبارها من واجبه، كما طالب بمواجهة المشكلة الكبري، المتمثلة في الهجرة غير الشرعية، مع التركيز على الجانب الإنساني وليس الأمني فحسب. وقال الرئيس اليوناني أن الاتحاد الأوروبي بدأ تطبيق سياسة تعمتد على منح اللجوء السياسي ومعاجلة مواضيع الهجرة منذ 2008، لافتا إلى أن هذه السياسة الأوروبية تدل على أن للاتحاد الأوروبي حدود، قائلا: "وهنا نري مجال كبير واسع لمحاربة الهجر غير الشرعية، ونري دول أخرى ليست أعضاء بالاتحاد الأوروبي ولكنها تلعب دور رائد في البحر المتوسط مثل مصر، خاصة تحت الظروف السيئة". وأكد الرئيس اليوناني ضرورة دعم الاتحاد الأوروبي للدول التي تواجه المشاكل ليس الأعضاء فقط، ولكن الدول المقابلة لها لكي تواجه هذه المشكلة، معتبرا أن التعاون خير دليل على العلاقات الطيبة القائمة بين الثلاثي اليونان وقبرص ومصر، ما يؤدي لتحديد حدود المياه بين الدول الثلاثة على أساس القانون الدولي. وأشار الرئيس اليوناني إلى أن المنطقة الاقتصادية التابعة لليونان تابعة للاتحاد الأوروبي، موجها الشكر لإدارة مصر للقضية، والتي اعتبرها على عكس دول أخرى تخلق مشاكل كبيرة أمام هذا الموضوع، مضيفا أنه بالنسبة للتعاون الاقتصادي تحل المرتبة الرابعة من حيث الدول الاستثمارية من خلال 180 شركة استثمرت 4 مليار يورو تقريبا، فاليونانين سوف يستمرون في الاستثمار في مصر لإعطاء صوت الثقة للتقدم والتنمية الاقتصادية المصرية، قائلا: "علينا أن نستمر في التعاون في مجال الفكر والأدب والعلوم، فالتعاون يجب أن يكون الثقافة والحضارة قبل كل شيء"، داعيا السيسي لزيارة بلادة في القريب العاجل.