رأت صحيفة "المونيتور" الشرق أوسطية أن سبب استئناف إدارة الرئيس الأمريكي "بارك أوباما" المساعدات العسكرية لمصر في هذا الوقت تحديداً ، هو اتفاق إيران النووي والأزمة اليمنية. وأوضحت الصحيفة أن القرار تزامن مع الاتفاق النووي بين إيران والكيان الأمريكي، كما أن القرار يرسل "رسالة سياسية" معينة إلى عدة دول خليجية كالمملكة العربية السعودية، من أن حليفتهم مصر، بات لديها الأسلحة التي قد تحتاجها في حرب اليمن- حيث أن مصر جزء من التحالف السعودي لمحاربة الحوثيين. وذكرت الصحيفة أن القرار الأخير لأوباما بإنهاء تعليق إرسال المساعدات العسكرية لمصر أثار دهشة الكثيرين، لكن الحكم الأخير لإحدى المحاكم المصرية بالسجن المؤبد على محمد سلطان الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والمصرية، عزز الشكوك حول علاقة التمويل بين البلدين. واكدت الصحيفة أن مسألة تمويل الجيش المصري تتصف بالتعقيد الشديد إلى حد ما وربما تحتاج لمزيد من التحقيق بشأنها وذلك لمصلحة الشعبين الأمريكي والمصري من أجل المضي قدما. ونبهت الصحيفة إلي أن مصر أنخفضت بشكل كبير من حيث كونها أولوية بالنسبة لواشنطن بشكل عام وإدارة أوباما بشكل خاص بعد ثورة 30 يونيو 2013 والإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي والذي شابت فترة حكمه بعض العيوب. وأبرزت الصحيفة في عدة نقاط الاسباب وراء عودة المساعدات الأمريكية لمصر: 1- الاتفاق الإطاري لبرنامج إيران النووي تم التوصل إليه في نفس التوقيت (2 إبريل) واسترعى المزيد من الانتباه عن مساعدات مصر العسكرية، والأكثر من ذلك أن الإفراج عن المساعدات العسكرية بعث برسالة سياسية العديد من الدول الخليجية مثل السعودية وحليفتها مصر مفادها أنهما حصلتا على الأسلحة التي طالبتا بها. 2- تصاعد أزمة اليمن، التي تشارك مصر حاليا فيها كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية . 3- أن تغير الحقائق الجيوسياسية في المنطقة والذي ظهرت خلاله مصر الأكثر استقرارا عن سوريا والعراق وليبيا فضلا عن الاعتبارات الأمنية المصرية، كان سبب قوي في عودة المساعدات مرة أخري لمصر. 4- أن ثمة مشكلة في معدل نقل البيانات بالنسبة لواشنطن حيث لا يمكن للإدارة التركيز بشدة في آن واحد على عدة قضايا على الرغم من الموارد المتاحة لها، الأمر الذي نتج عنه جذب بعض القضايا ذات الاهتمام مثل ضم روسيا للقرم وإطار الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي للكثير من الاهتمام من دوائر السياسة التي تعاني بشكل عام من اضطرابات في الاهتمام بالقضايا. ونقلت الصحيفة ما قاله فريق من مسؤولي واشنطن:" أن قطع المساعدات كانت وسيلة لم ينتج عنها إلا المتاعب حيث صعد المسؤولون المصريون وأصدقاؤهم من الشركاء الإقليميين الآخرين باستمرار هذه القضية، على الجانب الآخر، أشار فريق آخر إلى أن قطع المساعدات كان ينبغي أن يُمنح الوقت لإظهار فعاليته من عدمها". وأشارت الصحيفة إلي أن أي من تلك العوامل لم تجب على السؤال الأكبر، لاسيما مع الحكم بالسجن المؤبد على مواطن أمريكي مصري، وعلى الرغم من استئناف ذلك الحكم، واحتمالية تغييره، يظل السؤال مانوع العلاقة بين مصر والولايات المتحدة؟ هل هي قصيرة الأجل أم متراجعة أم تخضع لاعتبارات أخرى؟ أم طويلة الأجل واستراتيجية ومفيدة للطرفين؟ وأختتمت الصحيفة تقريرها بقولها:" منذ بداية فترة رئاسة أوباما، لم يتم التعامل مع الملف المصري بأسلوب استراتيجي وسياسة متكاملة مع اعتبارات طويلة ومتوسطة وقصيرة الأجل، وعلى الأرجح لن يتغير ذلك حتى نهاية فترة رئاسته، لكن الإدارة المقبلة، ستتولى أمر جميع تلك الإخفاقات في العلاقة بين واشنطنوالقاهرة".