تختلف الأقصر عن مثيلاتها من المحافظات الأخرى فى أنحاء الجمهورية، المدينة الفرعونية التي تضم في جنباتها آثار الفراعنة الذين يعود الاحتفال بيوم شم النسيم إليهم، حينما كانوا يحتفلون بهذا اليوم عند سفح الهرم لمشاهدة قرص الشمس عند غروبه بمناسبة الانقلاب الربيعي الذي يحدث في هذا التوقيت. الأقصريون يحرصون كل عام على إحياء تقاليد وعادات أجدادهم الفراعنة في احتفالات أعياد الربيع، حيث تفترش العائلات الساحة الفرعونية أمام معبد الأقصر "ساحة ابو الحجاج"، لتتجمع الأسر في هذا اليوم الذي تجد فيه متنفساً عن الهموم وضغوط الحياة والذي يتخذونه فرصة لإدخال البهجة على أطفالهم. ساحة أبو الحجاج أصبحت مركز تجمع يحتضن مئات الأسر من أبناء المحافظة وخارجها ممن يأتون لزيارة المعابد الأثرية بقلب المدينة، حيث انتشار ألعاب الأطفال للبيع إلى جانب الألعاب الكهربائية التي يتم تأجيرها في الساحة، والتي تعتبر مصدر بهجة وفرحة لدى الأطفال. يأتي البيض الملون أول الأكلات في شم النسيم، والذي كان يرمز عند الفراعنة إلى خلق الحياة من الجماد كما كان فى اعتقادهم، إلى جانب الفسيخ والملوحة والبصل الأخضر المرافق الرئيسي للفسيخ يوم شم النسيم. ليست الساحة الفرعونية فقط التى احتضنت أبناء الأقصر في هذه المناسبة، ليأتي النيل المفضل رقم 2 عند الأقصريين وغيرهم من زوار المدينة التاريخية الذين أرادوا الاحتفال بشم النسيم بها، حيث شهدت الأقصر اليوم زيادة عدد الرحلات النيلية بين ضفيها البرين الغربي والشرقي للتنزه من جانب الكبار والصغار. كما استقبلت المتنزهات والحدائق العامة الآلاف من المحتفلين، إلى جانب الممشى على كورنيش النيل الذي اكتظ بالجموع الحاشدة، وتردد الآلاف على الملاهي النتشرة بالمدينة. وكانت أبرز مظاهر احتفال الأقصريين بشم النسيم، الصور السيلفي مع البيض الملون الذي فضلت بعض الأسر كتابة أسماء أفراد الأسرة عليه وتلوينها والتقاط الصور معه.