بدأت الاحتفالات بعيد الربيع في محافظة الأقصر منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، حيث حرص الأهالي على التواجد بالحدائق والمتنزهات، مصطحبين الأطعمة التي يشتهر بها هذا اليوم من الفسيخ، والبصل، والبيض الملون. وفي الوقت نفسه، لم يغب السياح الأجانب عن الاحتفالات التي تقاسمها مع الأهالي، حيث تزاحمت شوارع الأقصر ومتنزهاتها وساحة مسجد سيدي أبو الحجاج بالأهالي والأجانب، كما اكتظ شارع الكورنيش والمتنزهات والكافيتريات بالأهالي رجالا ونساءً يحتفلون بشم النسيم. ومن جانب أخر، استبقت الأجهزة الأمنية، والسلطات المحلية بالمحافظة ذلك الاحتفال الحاشد باتخاذ إجراءات وتدابير لحماية الأهالى من الأسماك المملحة التي يحرص المصريون على تناولها في هذا اليوم على غرار أجدادهم من المصريين القدماء، حيث أعلنت حالة الطوارئ في المستشفيات والوحدات الصحية في مدن وقرى المحافظة وتزويد الحدائق والمتنزهات بعربات الإسعاف. و تكثف الأجهزة الأمنية بالأقصر بقيادة اللواء خالد ممدوح مدير أمن الأقصر من تواجدها الأمنى داخل المناطق الأثرية والترفيهية، و تأمين الشوارع والحدائق العامة والمراسي النيلية والميادين خلال الاحتفالات لتوفير الأمن والأمان للزائرين. يذكر أن مدينة إسنا التاريخية الواقعة جنوب محافظة الأقصر أول مدينة تعرف صناعة الفسيخ في التاريخ وقد عرف المصريون أكل السمك المجفف "الفسيخ" ضمن طقوس احتفالاتهم بعيد "الشمو" والمعروف اليوم باسم شم النسيم منذ عصور الفراعنة. واستخدم المصريون القدماء سمك قشر البياض في إعداد الفسيخ وكانت مدينة إسنا من المدن الشهيرة في صناعة وتقديم الأسماك المجففة كنذور للآلهة داخل المعابد، حيث صار السمك المجفف رمزا للمدينة في العصر البطلمي وصار اسمها "لاثيبولس" أي مدينة سمك قشر البياض. و قد عرف أهالي مدينة الأقصر "تقديس" الزهور منذ آلاف السنين في هذه المناسبة وكان للزهور مكانة كبيرة في نفوسهم ونفوس كل الفراعنة إذ كانت زهرة اللوتس هي رمز البلاد. وتحتوي السنة المصرية القديمة على العديد من الأعياد التي ارتبطت بالتقويم، مثل رأس السنة وأعياد كل شهرين وبدايات الفصول، وكان من بين تلك الأعياد، عيد "الشمو" الذي يعرف اليوم باسم "عيد الربيع"، أو "عيد شم النسيم"، كما كان عيد الإله "مين" إله الخصوبة في مصر القديمة من بين الأعياد التي احتفل بها قدماء المصريون في فصل الربيع. وكان تمثال الإله "مين" يقام غالبا وسط مربع من نبات الخس، وكان الربيع الذي يغير معالم ما بين الفصول عيدا عند المصري القديم لارتباطه بالشمس والنهر،و كانوا يتناولون فيه السمك والبصل والبيض، وصارت تلك المأكولات مظهرًا ثابتًا من مظاهر الاحتفالات بأعياد الربيع في مصر منذ نهايات العصر الفرعوني وبدايات العصر القبطي، وبات تناول المصريين لتلك الأطعمة من العادات الباقية حتى اليوم