كشف حسام الدين إمام عبد الصمد محافظ الدقهلية عن نتائج جولاته الميدانية في المحافظة والتي خرج منها بأن الفساد ليس بالسارق فقط ولكن الإهمال أشد خطورة على المال العام المهدر في تلك المؤسسات الحكومية، مؤكد أنه تحول الشك إلي يقين بأن هناك خلايا نائمة تساهم في نشر هذا الإهمال المتعمد لتدمير هذا البلد من خلال خلق المشاكل لينشغل فيها المسئولون عن مسيرة التنمية التي يخطط لها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء. جاء ذلك في اللقاء الأول الذي عقد بالقاعة الكبرى بديوان عام المحافظة، وجمع بين حسام الدين أمام محافظ الدقهلية وهناء عبدالعزيز السكرتير المساعد مع عدد من الصحفيين والإعلاميين بمحافظة الدقهلية، لعرض ما تم إنجازه خلال 60 يوما من توليه مسئولية المحافظة. وأوضح حسام الدين أن الفساد والإهمال طال "محطة صرف كلفت الدولة 500 مليون جنيه تم توقفها منذ 3 سنوات وسبب التوقف وصلة وتعدية 30 مترا فقط و100 محبس لتظل معطلة ليشكوا المواطن من معناة يومية والحل موجود. وأضاف عندما تصرف الحكومة 3 ملايين و250 ألف جنيه لشراء أجهزة طبية "تنفس صناعي، وغسيل كلي، وغيبوبة الكبد" وأجد أنها موجودة في الكراتين منذ مدة طويلة بسبب موظف فاسد لم يقم بعمله في تجربتها وإخراجها من الكراتين للعمل بل أجد أنه قام بعمل محضر صوري ليتم دفع باقي المبلغ للشركة المودة رغم أن العقد ينص على عدم السداد ألا بعد تشغيلها في مدة من 3 إلى 6 شهور للتأكد من صلاحيتها، وكذا جهاز أشعة معطل منذ 3 شهور وصيانته لا تتكلف ألف جنيه والرد إنهم أرسلوا خطابات ولم يتم الرد عليهم والمواطن الغلبان يعاني ويخرج لعمل الأشعة في الخارج بالسلف والدين أليس هذا إهمال وفساد أشد من السارق ويعد إهدارا للمال العام، لتخرج أصوات البعض لتردد حكومة مصر فقيرة ولا تعمل". وأضاف أن صور الإهمال في المستشفيات متعددة وعلينا أن نفكر في الكوادر التي سوف تعمل علي تشغيل وإدارة تلك المستشفيات بفكر وطني على أن أتعامل معهم إنسانيا حتي يبقي في عملة فقد وجدت أن قوة أحد المستشفيات 200 فرد قاموا جميعهم بالتوقيع بالحضور ولم أجد منهم سوى 50 فردا فقط الموجودين في العمل أليس هذا إهمال من مدير المستشفى، مشيرا إلى انه في احد المستشفيات دخل دون اتباع توجيهات المدير قائلا ما رأيت حين رفعت غطاء البالوعات لأجد بداخلها ثعابين وزبالة حيث لم يكلف مسئولو "السلامة أو الجودة" أنفسهم في شراء غطاء للبالوعة، كما أن أرضية حجرة الأشعة والحوائط بها تشققات فتجد أنه لا سلامة ولا جودة والحل رغم بساطته إلا أن الإهمال هو الفساد بعينه.
وأضاف محافظ الدقهلية أنه قام بفتح ملفات الفساد في مخالفات البناء على الأراضي الزراعية ومخالفات شروط التراخيص، ليتم حصرها بالفعل وبلغت 36 ألف مخالفة علي أرض محافظة الدقهلية، وتم تحويل تلك المخالفات للجهات المسئولة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيال تلك المخالفات، مشيرا إلى أنه حول 17 موظفا بالوحدات المحلية إلى النيابة العامة لثبوت تورطهم في مخالفات، بعد ورود اتصال هاتفي من أحد المواطنين عن وجود شكوى وبعد تشكيل لجنة تبين وجود إهدار للمال العام وتم إيقاف المسئولين عن العمل فورا. ولفت إلى أهمية دور الصحافة والإعلام في إبراز المشاكل والسعي وراء حلها من اجل المواطن، ومطالبا بأن يقوموا بدورهم بالنزول إلي المستشفيات والمدارس فهم جزء وشريحة من المجتمع المدني وعليهم دور التصدي للفساد والإهمال. وأكد أنه تم إصدار كتاب دوري لجميع رؤساء الوحدات المحلية بسرعة فحص الشكاوى الواردة في والتأكد من جديتها والعمل على بحثها فورا. من ناحية أخري، أكد المحافظ أنه حال وصوله قام بإصدار تعليماته لكافة وكلاء الوزارة ورؤساء الأحياء والمدن والقرى بتقديم خطة شهرية للعمل تقدم للأستاذة هناء عبد العزيز السكرتير المساعد والسكرتير العام للمحافظة ومن خلالهم يتم وضع خطتي للمتابعة علي ارض الواقع، لافتا إلى أنه مع نهاية كل شهر يتم دراسة ايجابيات وسلبيات العمل ليكون لنا رؤية للمرحلة القادمة، حيث ننظر للمشاكل في كافة المجالات من حيث شدة الأولويات لنبدأ بأكبرها وأكثرها إلحاحا واحتياجا . وأشار إلى أننا نعمل ببرنامج زمني حيث انتهيا من 4 مشروعات كانت معطلة ومقرر لها الانتهاء منها بعد 3 سنوات وجاء ذلك من خلال المتابعة اليومية والتنبيه علي المقاولين المسند إليهم تلك المشاريع بالعمل طوال 24 ساعة ومحذرين انه في حالة التقاعس سيتم سحب المشروع فورا. وكشف المحافظة عن بدأ تنفيذ مشروع يحمل اسم "مشروعك"، لتوفير قروض ميسرة للشباب بالتعاون مع البنك الأهلي، وبنك مصر، وبنك التنمية والائتمان الزراعي، وذلك من خلال 21 مكتبا بمختلف الوحدات المحلية بكل مدينة ومركز، مساهمة في حل مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب للاستثمار من خلال قروض يتم منحها للشباب دون تحديد سقف المبالغ المطلوب كل حسب احتياجات مشروعه.