كشف الدكتور أشرف العربى، وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، أن حجم التشابكات المالية بين قطاعات الدولة وبعضها البعض، يبلغ أكثر من تريليون جنيه. وقال «العربى» فى تصريحات صحفية إن من ضمن هذه الجهات هيئة التأمينات الاجتماعية ووزارة المالية وبنك الاستثمار القومى وهيئة السكك الحديدية، بجانب اتحاد الإذاعة والتليفزيون ووزارتى البترول والكهرباء وشركات المياه والمجتمعات العمرانية وشركات قطاع الأعمال. وكانت «الوفد» أول من كشف ملف الاشتباك فى أموال التأمينات بين المالية وبنك الاستثمار وأموال البريد منذ عام 2002، والذى كان ومازال يمثل لخبطة شديدة وحالة من التشابك المالى والادارى والتضارب فى كثير من مؤسسات الدولة عبر عنها الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط والمتابعة والاصلاح الادارى بأنها حالة معقدة للغاية وتمت بمنتهى الدقة والتداخل القانونى والفنى وقد بدأت حالة التعقيد بصفة خاصة مع حكومة الدكتور أحمد نظيف وكان أبرز الحالات عندما سعى الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية آنذاك الى نقل تبعية بنك الاستثمار القومى من وزارة التخطيط الى وزارة المالية وكان الهدف هو الاستيلاء على أموال التأمينات الاجتماعية لخفض الديون الداخلية. وأضاف الدكتور أشرف العربي وزير التخطيط: إن لجنة فض التشابكات المالية استطاعت تحديد حجم التشابكات المالية والجهات الخاصة بها لتقييمها ومعرفة طريقة إنهاء تلك التشابكات بجانب تحديد المدى الزمنى المطلوب لإنهاء ذلك، لافتا إلى أنه تم عرض تقرير لأعمال اللجنة على مجلس الوزراء والذى أبدى رضاه عن التقرير الصادر من اللجنة وقام بتكليف وزير المالية بإعطاء تصوره بهذا الشأن. ولفت «العربى» إلى أنه تم تحديد نحو 90% من التشابكات المالية القائمة وتتبقى فقط التشابكات الناجمة عن العام المالى 2014 - 2015 والخاصة بلجان نقل أصول المشروعات القومية المدرجة بموازنات كل من «هيئة المجتمعات العمرانية، وهيئة مشروعات التعمير والتنمية الزراعية، وهيئة تنفيذ المشروعات الصناعية والتعدينية». وقال: إن الأسباب التى أدت إلى تفاقم المشكلة تعدد القرارات والقوانين بشأن هذه المديونيات واختلاف التفسيرات الخاصة بها مما يؤدى إلى صعوبة تنفيذها، هى اختلاف القيود المالية بين أجهزة الموازنة والهيئات الاقتصادية والشركات، وقيام بعض الجهات بعدم إثبات هذه المديونيات فى دفاترها وحساباتها الختامية، إلى جانب نقل تبعية بعض الجهات المدينة إلى جهات أخرى ورفض تلك الجهات إثبات هذه المديونية، مما يؤدى إلى قيام بعض الجهات باستبعاد المديونيات المستحقة عن المشروعات التى صدرت قرارات لنقلها من قوائمها المالية، بالإضافة إلى عدم قدرة الهيئات الاقتصادية على الالتزام بسداد المديونيات المستحقة عليها نظرا لسياسات التسعير الاجتماعى لخدماتها مراعاة للأبعاد الاجتماعية، إلى جانب تأخر لجان نقل الأصول المشكلة من عدد من الهيئات الحكومية فى القيام بمهامها مما أدى إلى تضخم تكلفة الأصول المزمع نقلها. لافتا إلى أن النتائج التى ترتبت على تلك التشابكات زيادة قيمة المديونيات محل هذه التشابكات نتيجة الأعباء المتراكمة عليها لعدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحل هذه المشكلة، وعدم القدرة على وفاء الجهات المدنية بكامل الالتزامات، وارتفاع نسبة القروض إلى حقوق الملكية، وصعوبة الحصول على الائتمان من الجهاز المصرفي، فضلا عن اللجوء إلى رفع دعاوى قضائية بين الجهات المختلفة للحصول على مستحقاتها مما يحملها بمصروفات قضائية. ولكنه أشار إلى أن هناك آلية سيتم التعامل وفقها فى علاج هذه المشكلة والتى قد تستغرق نحو خمس سنوات للانتهاء منها بكل القطاعات.