انتشرت عمليات النصب في الفترة الأخيرة بشكل كبير، حيث يفاجأ المصريون كل يوم بسماع خبر عن قيام أشخاص مجهولي الهوية بالنصب على البعض وأخذ أموالهم والهروب، وعلى الرغم من كثرة تكرار هذه العمليات، إلا أن الناس لا يعتبرون ويكررون المأساة نفسها بدفع أموالهم لأشخاص مجهولي الهوية، مع عدم الحصول على أي مستندات حقيقية تثبت ملكيتهم لهذه الأموال، مما أدى ذلك إلى إثارة العديد من التساؤلات: ما الذي يدفع البعض للقيام بذلك؟ وما أهم الصفات الشخصية للنصاب الذي يخدع الناس بحيله ويأخذ أموالهم؟ ورصد "الوفد" آراء بعض علماء النفس للإجابة عن هذه التساؤلات: قال أنور حجاب، أستاذ علم النفس، إن طمع بعض الأشخاص ورغبتهم في الحصول على مكاسب سريعة بدون جهد يجعلهم يضعون أموالهم في أشياء غير مضمونة ويتعاملون مع أشخاص غير ذي ثقة، موضحًا أن محدودية ذكائهم والجهل الذي يعانون منه يجعلهم يمنون أنفسهم بأمنيات وأحلام وذلك لتوقعهم الحصول على أموال كثيرة. وأفاد حجاب، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن حب بعض الأشخاص للمال يغيب عقولهم ويضعهم فريسة سهلة لحيل النصاب، لافتًا إلى أنهم يستيقظون بعد ذلك على كارثة فقدانهم المال مما يؤثرعليهم تأثيرًا سلبيًا ويدمرهم ذلك نفسيًا. وأوضح حجاب، أن شخصية النصاب تندرج تحت الشخصيات الإسكيوباتيكية وهي شخصية تتسم بالانحرافات السلوكية، وتضم نوعيات أخرى كالمجرمين والإرهابيين، مشيرًا إلى أن هذه الشخصيات تعمل ضد المجتمع ومصلحته وأخطرها هو النصاب لأنه يعد أذكاها. ومن جانبه، قال مصطفى رجب، أستاذ علم الاجتماع، إن النصاب يتمتع بشخصية غير سوية، لعجزه على تحمل العمل الشريف، وبالتالي فهو يلجأ لأساليب غير شرعية للحصول على المال، موضحًا أن مهاراته تزداد في كل مرة يقوم بها بعملية النصب إلى أن يصل لدرجة الاحتراف، مشيرًا إلى أن ما يساعده في ذلك هو ضعف القانون والرقابة، إضافة إلى عدم تطبيق القانون بشكل رادع. وأضاف رجب، أن النصاب يتمتع بمهارات تواصل أقوى من غيره مما يمكنه من خداع الناس بحيل كثيرة، مؤكدًا أن لديه قدرة هائلة على اصطياد ضعاف الشخصية الذين يسهل السيطرة والتأثير عليهم. وأوضح "أستاذ علم الاجتماع" أن البطالة تلعب دوراً كبيراً في انتشار تلك الظاهرة، وذلك بسبب عدم توفير فرص عمل للشباب، إضافة إلى رفض بعض الشباب العمل في القطاع الخاص ورغبتهم في الحصول على الوظيفة الحكومية، حيث تابع قائلاً "لو الدولة وفرت شغل للناس مكناش هنشوف نصابين". وفي سياق متصل، أضاف أحمد عبدالله، الخبير النفسي، أن عدم وجود قوانين استثمارية جيدة تشجع الناس على الاستثمار مع الدولة والحكومة المصرية، إضافة إلى غياب مشاريع حقيقية تضع الدولة لها خططاً موضوعية لجذب الناس لوضع أموالهم والاستثمار فيها، تجعلهم يلجأون لأشخاص ومشاريع وهمية. وأكد عبدالله، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن النصاب يتمتع بقدرة كبيرة على الإقناع، مما يمكنه هذا من إقناع الناس وأخذ أموالهم بدون إعطائهم أوراقاً ومستندات تثبت ذلك. فيما رأت وفاء محمد، أستاذ علم الاجتماع، أن غياب دور الأسرة وعدم تربية أبنائها على الأسس الدينية الصحيحة، يجعلهم يلجأون لحيل سلبية لخداع الناس وأخذ أموالهم بدون حق، أو يطمعون في الحصول على مكاسب سريعة بدون مجهود. وأفادت محمد، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أنه مهما كان الفعل الذي يقوم به النصاب منافياً للعدالة والحق إلا انه يجد لنفسه المبررات لكي لا يشعر بتأنيب الضمير ووجود مبرر أخلاقي لما قام به. وأوضحت محمد، أن النصاب يعاني من اضطراب في الشخصية يدفعه إلى العداء مع المجتمع والناس، والخروج على الأعراف والتقاليد، وانتهاك قوانين المجتمع حتى يصل إلى اعتياد الانحراف والإجرام.