لم يكن ما نعيشة من تقلب في الحالة الجوية، وانتشار الأتربة والرمال، هو الأسوأ، ولم تكن العاصفة الترابية التي ضربت مصر اليوم هي الأقوى، فعلي الرغم من إنتشار حالة الذعر بين المواطنين لما شهدته البلاد جراء العاصفة الترابية، إلا أن تلك العاصفة لا تقارن، بما تعرضت له مصر من عواصف ترابية شديدة وقوية خلال العقدين الماضيين. فمصر تعرضت خلال العشرين عامًا الماضية إلي عدة عواصف ترابية شديدة، أسفرت عن تهديد حركة الطائرات، وجعلت النهار كاحلا كسواد الليل، أثرت علي حركة السيارت بل والمارة بالشوارع، حتي ظن العديد ان سوء الطقس بهذا المنظر، ما هو إلا نهاية للكون، ولعل من أبرز تلك العواصف عاصفة مايو 1997، عاصفة إبريل 2007، وعاصفة مايو 2005. عاصفة مايو 1997 ففي يوم 2 من شهر مايوم عام 1997 شهدت مصر أقوي وأشد عاصفة ترابية، حيث أظُلمت السماء في عز الظهر وبالتحديد في الثالثة عصرا، وتعبأت السماء بالأتربة واسود لون الجو، حتي ظن الناس من هول المنظر انه يوم القيامة،فقد وصلت سرعة الرياح في هذا اليوم إلي 56 عقدة أي 112 كيلو في الساعة. وبتعاقب الليل والنهار وبمرور السنوات ومر الزمان، جاء عام 2005 للتكرر هذه الظاهرة من جديد. عاصفة مايو 2005 ففي الثالث عشر من شهر مايو عام 2005، عبرت عاصف رملية البحر الأحمر، لتضرب مصر والسعودية، وشلت حركة المرور علي الإطلاق لما سببته من شبورة وضباب، نتيجة شدة الرياح والعواصف الرملية والترابية، وهو ما أسفر عن وقوع العديد من الحوادث المرورية في مختلف المحافظات، تعطيل المصالح الحكومية. وكذلك شهددت حركة الطيران في مطارات مصر آنذاك حالة من الاضطراب الى حد كبير، واضطرت العديد من الرحلات الجوية الى تغيير مسارها الى المطارات البديلة لتفادي المخاطر التي يمكن ان تتعرض لها. عاصفة إبريل 2007 كما تُعد عاصفة إبريل عام 2007 من أقوي العواصف التي شهدتها مصر علي مر العقود، حيث أدت الى اغلاق معظم المحال التجارية والمطاعم ودور السينما والمسرح والمقاهي ابوابه، نتيجة اجتياح الرمال والاتربة التي تفاعلت مع سرعة الرياح، والأمر الذي ادي إلي التزام المواطنين بيتهم، وخلت شوارع القاهر تماما من المارة، كنتيجة طبيعية لسوء الحالة الجوية التي شهدتها البلاد. عاصفة فبراير 2015 وكذلك تسببت عاصفة 12 فبراير من العام الجاري، في ازدحام مروري، وأوقفت عمل المطارات والموانئ البحرية في البلاد، وتسببت أيضا في ضعف القدرة على التنفس، بسبب الرياح الشديدة المحملة بالأتربة. ولم تكن تلك العواصف علي سبيل الحصر، وإنما هن الأقوي خلال العقدين الماضيين، فكانت هناك العديد من أيام الخماسين المحملة بالرمال والأتربة، وأدت أيضا إلي تصادم العديد من السيارات على طريق الصحراوية، ففي شهر مارس من عام 2005 أيضا تكررت الرياح الخماسينية 5 مرات وفي ابريل من نفس العام تكررت 5 مرات أيضا، وفي عام 2004 حدثت هذه الظاهرة ثلاث مرات خلال مارس أيضا و5 مرات خلال ابريل من نفس العام.