صعوبات كثيرة تواجه التليفزيون المصري لكي يعود مرة أخري إلي حلبة المنافسة، وليس الشاشة رقم واحد في العالم العربي لان الوصول للمقدمة أصبح في منتهي الصعوبة في ظل مليارات الدولارات التي تُنفق علي الفضائيات العربية، وبالتالي كل ما يطلبه المشاهد المصري هو شيء واحد فقط ان يعود ماسبيرو للمنافسة.. المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء زار مبني التليفزيون مساء الخميس الماضي وقام بجولة داخله تضمنت بعض الاستوديوهات علي حسب البيان الذي صدر عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون. لكن الأهم من الجولة هل اطلع محلب علي المشاكل التي تواجه هذا الكيان المصري المهم، ولا نقصد هنا المشاكل المالية الخاصة بالمرتبات والحوافز، والبدلات، والمكافآت لان ميزانية الإعلام تذهب في هذه الأمور حتي تحولت الشاشة إلي هذا المستوي الذي وصلنا إليه. لا برنامج واحد يليق بالشاشة المصرية كلها برامج سطحية القائمون عليها دون المستوي في الإعداد والإخراج والتقديم، وللأسف بعد ثورة 25 يناير أصبح الصوت العالي هو الذي يحصل علي كل المزايا دون ان يعطي مقابلها من الجهد والعرق. لذلك تراجعت الشاشة، وأصبحنا نبكي ليل نهار علي الماضي. أزمة التليفزيون الحقيقية، والتي يتمني المشاهد المصري حلها أبرزها عودة أفلام الأبيض والأسود مرة أخري.. وهي الأفلام التي تمثل تراثنا السينمائي، فهذا المبني العريق الذي يضم عشرات القنوات منها العامة والمتخصصة لا يمتلك من آلاف الأفلام المصرية سوي 60 فيلماً فقط وهذه معلومة رسمية، لدرجة ان الشاشات المصرية عندما رحلت فاتن حمامة أصبحت في مأزق كبير لانها لا تملك لها سوي فيلمين فقط هما «سيدة القصر»، و«دايما معاك» وبالتالي عرض الفيلمان في قناتين وانتظرت باقي القنوات دورها وعندما حلت ذكري عبدالحليم حافظ منذ أيام تعرض التليفزيون المصري بكل قنواته لنفس المشكلة وأكثر لانهم لم يجدوا في المكتبة فيلما واحدا لهذا الفنان الكبير يحق للتليفزيون عرضه.. وهو نفس الأمر لعبدالوهاب، ونجيب الريحاني ولإسماعيل ياسين.. أفلام تعد علي أصابع اليد الواحدة، وغيرهم من الفنانين.. والسبب يا معالي رئيس الوزراء ان التليفزيون المصري بكل تاريخه الذي وصل إلي 55 سنة لا يملك أموالا تجعله قادراً علي تجديد حق عرض هذه الأفلام لانها مملوكة لشركات وجزء كبير منها مباح لبعض الفضائيات العربية مثل روتانا التي تعرض عبر قناتها كلاسيك ليل نهار الأفلام المصرية القديمة. في الوقت الذي لا يملك ماسبيرو هذا الحق.. لذلك فالأزمة في ضخ أموال من وزارة المالية تحت بند إعادة التعاقد علي الأفلام، وتطوير الشاشة.. لان كل المخصصات المالية التي تذهب لماسبيرو تخرج في صورة مرتبات وحوافز ومكافآت، وخلافه. وبالتالي كان الأولي علي السادة المسئولين في ماسبيرو ان يضعوا مشاكل الشاشة علي كاهل رئيس الوزراء المهندس محلب، الأزمة الثانية التي تعاني منها الشاشة المصرية هو الميراث الحالي من بعض مقدمي البرامج، وهناك نسبة كبيرة منهم لا تصلح للظهور علي الشاشة، وليس من العيب ان يحولوا إلي أعمال إدارية، فالعيب ان تبدو الشاشة المصرية بهذا المستوي لان بعض العاملين بالمبني يرون أنهم أكبر من النقد وانهم أهم من أن يحولوا إلي مناصب إدارية. وبالمناسبة هذا الأمر يحدث في كل الشاشات إذا ثبت ان مقدم البرنامج أو المذيع لم يعد يصلح من حيث المظهر أو الكفاءة في إدارة الحوار علي الشاشة، فالمكاتب الإدارية أولي به. أما ان يقوم المسئولون في ماسبيرو بتجاهل هذا الأمر من أجل الحفاظ علي المقاعد فهذا أمر لا يليق بنا كمصر رائدة الإعلام العربي. فالتليفزيون المصري منذ ان تم إلغاء برنامج «البيت بيتك» بعد ثورة يناير لم يعد هناك برنامج «توك شو» واحد.. التليفزيون المصري لا يوجد فيه برنامج فني واحد يليق بمصر هوليوود الشرق. التليفزيون المصري لا يوجد به برنامج رياضي واحد يجذب الملايين من عشاق الرياضة في مصر لذلك الكل هرب إلي الفضائيات الخاصة والعربية.. هذه المشاكل جميعها تحتاج إلي تدخل الدولة حتي نعود كما كنا في الماضي التليفزيون العربي وليس المصري.. وبالمناسبة كل العاملين في ماسبيرو الذين يعملون في القنوات الخاصة لا يجرؤ أحد منهم علي الاقتراب من مكتب صاحب القناة أو رئيسها لان هناك ضوابط. أمجد مصطفي