سيطرت مشاعر مختلطة على الرأى العام العالمى بعد فوز "محمدو بوهاري" برئاسة نيجيريا متغلبًا على نظيره "جودلاك جوناثان"، نابعة من خليفته العسكرية وتجربته السابقة فى حكم البلاد من ناحية، وتطلعات البعض- من ناحية أخرى- فى أن يكون مجيئه لسدة الحكم بادرة أمل للسيطرة على التمرد الذى تجسده جماعة "بوكو حرام". خاض "بوهارى" طريقا طويلاًحتى وصل أمس إلى الفوز- عن طريق الانتخابات- برئاسة نيجيريا، فضلّ فيه الوقوف فى صفوف المعارضة ضد الرئيس السابق "جودلاك جوناثان" متهمًا إياه بأن "ضعفه؛ ساهم فى تصاعد الأزمة فى نيجيريا"، كما رفض جميع المقترحات بالمشاركة فى حوار مع الجماعات المُسلحة المتطرفة. وكان "بوهارى" حكم نيجيريا فى الفترة من يناير 1984 حتى أغسطس عام 1985 بعد انقلاب عسكرى قاده فى ديسمبر 1983. ولم تكن فترة حكمه لنيجيريا أفضل حالاً مما هي عليه الآن- كغيره من الحُكام العسكريين- فقد تخللتها مجموعة من الحملات القمعية التى شنها ضد الصحفيين والناشطين والفنانين، ويُشار فى ذلك السياق إلى الموسيقي النيجيرى العالمي الشهير "فيلا كوتي" الذى واجه تضييقاً كبيراً من "بوهارى" بسبب موسيقاه وأغانيه التى تهاجم – بشكل مباشر– الديكتاتوريات وخاصة الحكومات العسكرية فى نيجيريا. وفى سياق القمع والاستبداد، يُذكر ل"بوهارى" مرسوم "سيء السمعة" قدمه بهدف تقييد حرية الصحافة، وبموجبه؛ تم سجن اثنين من الصحفيين، فضلًا عن محاولاته لإعادة التوازن للمالية العامة عن طريق الحد من الاستيراد، والتي أدت لخسارة العديد من الناس لوظائفهم، وإغلاق الشركات. وعلى الرغم من ذلك؛ فقد فاز "بوهارى"- الذى يدين بالإسلام- بثناء مواطني نيجيريا خلال العشرين شهراً التى حكم فيها البلاد، بسبب حملته على الفساد المستشرى فيها، فقد حبس نحو 500 من المسئولين ورجال الأعمال المتورطين في سرقة الدولة الغنية بالموارد. كما يُذكر ل"بوهارى" العديد من الموقف الصارمه ك"قائد عسكرى" عام 1983 عند قيام بعض الجنود التشاديين بضم بعض الجزر النيجيرية فى بحيرة تشاد حيث قام بمحاصرة المنطقة، وطرد الغزاة، وهو ما يتذكره الناس للآن بعد أن أضحت هذه المنطقة معقلاً للمتشددين. وأعرب "بوهارى" عن دعمه للشريعة فى الشمال وفى السياق ذاته أنكر جميع الادعاءات التى تقول أن لديه أجنده راديكالية إسلامية. وأظهر "بوهارى" إصرارا غريبا على الفوز بانتخابات نيجيريا بعد ثلاث محاولات سابقة للفوز بالانتخابات فى 2003 وخسرها لصالح "أولوسيجون أوباسانجو" وفى عام 2007 وخسرها لصالح "عمر يارادوا" وفى عام 2011. وبعد هذا المشوار الطويل والتاريخ الحافل مازال الجميع فى انتظار ما سيقوم به "محمدو بوهارى" لتوحيد نيجيريا التى تمزقها النزاعات وتسيطر عليها الجماعات المتطرفة.